الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

القمامة تجارة الفقراء يحكمها «فتوات»

القمامة تجارة الفقراء يحكمها «فتوات»
11 ابريل 2009 02:37
تعيش عوائل فقيرة على ما تجنيه يد جامع القمامة من مكبات النفايات أو من صناديق القمامة المنتشرة في الأحياء. وتخرج يد جامع القمامة بعد ساعات من العبث بأكوام القمامة وتقليبها يمينا ويسارا بأشياء صالحة للبيع ربما تساعد في سد رمق أفراد الأسرة أياما عديدة. ويستغرق مئات من الفقراء، أغلبهم أطفال، في البحث وسط القمامة منذ ساعات الصباح الأولى وحتى غروب الشمس، باحثين عن أي شيء يصلح للبيع والاستعمال أو الأكل، ويتركز عمله في البحث عن علب الصودا الفارغة والأسلاك والمطاط وهي التي يسهل بيعها. وتحذر جهات صحية من وقوع جامعي القمامة ضحية للكثير من الأمراض مثل الكوليرا والتهاب الكبد والسل والتهاب الأمعاء والأمراض الجلدية، ولا تعير عوائل جامعي القمامة اهتماما لهذه التحذيرات وتبدو متمسكة بمكب القمامة لأنها ترى أنه الوسيلة الوحيدة للكسب المادي، ويواصل العشرات بحثهم اليومي داخل النفايات، أطفال وفتيات في عمر الزهور فقدوا الاهتمام بأنفسهم ونظافة أجسادهم وأصبحوا يعيشون على النفايات. ولعل أكثر ما يبحث عنه جامعو القمامة هو علب الألمنيوم لأن زبونها متوافر حيث يجمعون كمية كبيرة منها ثم يقصدون أحد الأسواق المنتشرة في الأحياء «الهامشية» لبيعها بالكيلو فكل كيلوجرام من علب الألمنيوم يقابله مبلغ مالي معين، ويتعامل جامعو القمامة مع أصحاب الدكاكين والبسطات والباعة المتجولين وبائعي الخردة، لأن بحثهم اليومي داخل مستودع النفايات يسفر عن جمع آلات وملابس وأثاث وأجهزة يمكن إعادة استعمالها بعد تصليح بسيط أو بعد غسلها وتلميعها. ولا تخضع الأسواق التي يقصدها جامعو القمامة لسلطة إدارية ولا يلتزم تجارها بدفع ضرائب للدولة، وبينما يتنافس صغار تجارها على الفوز بصفقات شراء ما عثر عليه جامعو القمامة ينعم كبار التجار بامتيازات كثيرة مكنتهم من تكديس ثروات هائلة، فهذه الأسواق تخضع لقوانين خاصة ويتحكم فيها كبار «الفتوات» الذين يسيرون العمل داخلها ويمنحون تراخيص للباعة، فمهما عمل جامعو القمامة فإن الربح الأكبر لتجارتهم يذهب لكبار التجار الذين يشترون ما يجمعهم الفقراء والأطفال بثمن بخس. ورغم ذلك يواصل جامعو القمامة عملهم متأثرين بقصص تسمع هنا وهناك عن أشخاص انطلقوا من الصفر وجمعوا ثروات هائلة، بعد أن عثروا على أشياء ثمينة وسط النفايات. ويؤمن جامعو القمامة بأن داخل هذه الأكوام من النفايات والأوساخ أشياء ثمينة فقدها أصحابها، معتبرين أن القمامة هي الطريق الوحيد للخروج من الفقر والتهميش الذي يعانون منه. وتبيع هذه السوق كل ما يمكن أن يخطر على البال مثل الأثاث والملابس والأحذية والأدوات الكهربائية وقطع غيار السيارات والمواد الغذائية والأجهزة الإلكترونية الحديثة من كمبيوترات وجوالات وكاميرات الفيديو وغيرها، حتى الأدوية والهويات المسروقة من بطاقات وطنية وجوازات سفر تباع في هذه الأسواق.
المصدر: المغرب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©