الرئاسة التركية مؤجلة إلى جولة الإعادة الثانية

أخفق وزير الخارجية التركي عبد الله جول في الحصول على أغلبية الثلثين اللازمة في البرلمان كي يحقق فوزا صريحا بمنصب رئيس الجمهورية رغم حصوله على معظم الاصوات في أولى جولات الانتخابات الرئاســـــــية في تركيا حسبما أعلن رئيس البرلمان أمس، وتقـــــــــرر عقد جولة ثانية من التصويت يوم الجمعة· ولم يحصل جول، مرشح حزب العدالة والتنمية ذو الجذور الاسلامية، سوى على 341 صوتا من اصوات البرلمـــــــان الـ550 اي اقل ب26 صوتا عن اغلبية الثلثين التي يحـــــــتاجها في الدورة الاولى، وحصل المرشحان الاخـــــران صباح الدين جكمك أوغلو من حزب العمل القومي (يمين) على 70 صوتا، بينما حصل وزير الدولة السابق حسين تيفون ايجلي من حزب اليسار الديمـــــــقراطي (وسط يسار) على 13 صوتا، وامتنع ثلاثة نواب عن التصويت في حين اعتبر صـــــوت واحد باطلا · ومع عدم حصول أي مرشح على 367 صوتا سوف يجري البرلمان جولة تصـــــــويت ثانية في الرابع والعشــــــــرين من الشهر الحالي، وفي حالة عدم حصول أي منهم على أغلبية مطلقة سيجري البرلمان جولة تصويت ثالثة في الثامن والعشرين من الشهر نفسه حيث يكفي الحصول على الاغلبية البسيطة وهي 276 صوتا للفوز بمنصب الرئيس· وقد شـــارك في جولة التصويت الاولى 448 نائبا وهو النصاب القانـــــــــوني اللازم لإجراء عملية التصويت، وقاطع حزب الشعب الجمهوري التصويت احتجاجا على ترشيح جول· وكان مرشح ثالث قد خاض التنافس مع جول مرشحا عن حزب تركي معارض صغير، لكنه لا يملك فرصا كبيرة للفوز، وافادت وكالة الاناضول ان ايجلي ترشــــــــــح الى البرلمان قبل ساعات قليــــــلة من نهاية المهلة المحددة مع منتصف ليل الاحد· وكان حزب الشعب الجمهوري وهو حزب المعارضة الرئيسي في تركيا قد قاطع الانتخابات الرئاسية في شهر نيسان الماضي متهما جول بأنه يهدد النظام العلماني في تركيا· وقد خرج متظاهرون الى الشوارع احتجاجا وألمح الجيش انه مستعد للتدخل، ولكن حزب العدالة والتنمية عاد الى البرلمان بقوة منذ ذلك الوقت حيث حصل على 46 %من الأصوات· وقال جول إن نتيجة الانتخابات تثبت ان معظم الشعب التركي لا يعتقد ان حزبه يتبنى برنامجا اسلاميا وتعهد بأن يبقى مخلصا للدستور العلماني للبلاد· ويسود الاعتقاد ان جول سيفوز بمنصب الرئاسة في ختام الجولة الثالثة في وقت لاحق من شهر أغسطس حين سيكون حصول أحد المرشحين على أغلبية بسيطة للأصوات بمثابة فوز بمنصب الرئاسة، وهو شبه مضمون لجول، ولكن يتوقع أن يؤدي ذلك الى حالة من التوتر· ودعت صحيفة ''ميلييت'' الواسعة الانتشار في افتتاحية أمس جميع الاطراف الى القبول بنتائج الانتخابات واحترام خصومهم· وكتبت انه ''في ظل التوازن الجديد الذي ستتوصل اليه ديموقراطيتنا، سيترتب على الجميع أن يقبلوا بالاخر''، داعية جول الى الوفاء بتعهداته حيال العلمانية، والمعارضة الى لزوم اطار ديموقراطي صرف في تحركاتها· ويعتبر منصب الرئاسة رمزيا ومن صلاحيات الرئيس تعيين الموظفين الكبار كما يمكنه الاعتراض بشكل مؤقت على دخول قانون يقره البرلمان حيز التنفيذ· ويراقب الجيش الأوضاع عن كثب متحينا أية زلة لجول، ويثور جدل في الوقت الحالي بسبب ارتداء زوجة جول الحجاب الذي ينظر اليه على انه رمز للاسلام السياسي ويحظر ارتداؤه في مؤسسات الدولة ومن ضمنها القصر الجمهوري· ويخشى ''صقور'' الاوساط العلمانية أن يعمد جول بعد توليه الرئاسة الى تعيين اسلاميين في المؤسسات التي تضمن فرض العلمانية مثل المحكمة الدستورية ومجلس التعليم العالي· وبلغت الازمة ذروتها مع اصدار الجيش بيانا لوح فيه بتدخل عسكري في حال عدم التزام الحكومة بالعلمانية· ولم يتردد الجيش قبل عشر سنوات في دفع اول حكومة دينية في تاريخ الجمهورية التركية الى الاستقالة وكان جول مشاركا فيها· ويؤكد حزب ''العدالة والتنمية'' انه تخلى عن اي ارتباط بالاسلام السياسي ويعرف عن نفسه على انه حزب ديموقراطي محافظ ملتزم بالعلمانية· وهو يتهم معارضيه بالتلويح بـ''الاسلام الزاحف'' خدمة لمآرب انتخابية صرفة·