الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

أسعار الأرز المرتفعة تفاقم الغضب الشعبي في الفلبين

أسعار الأرز المرتفعة تفاقم الغضب الشعبي في الفلبين
20 مارس 2008 23:37
أسعار الارز يمكن أن تؤثر على المستقبل السياسي لرئيسة الفلبين جلوريا ارويو التي تخوض بالفعل معركة في مواجهة فضيحة فساد، فالارز أكثر من مجرد سلعة غذائية في الفلبين، يأكله الفلبينيون في وجبات الافطار والغداء والعشاء واحيانا يتناولونه على حدة· ويستهلك سكان الفلبين البالغ تعدادهم 90 مليون نسمة 33 الف طن يوميا وتحاول الحكومة احتواء ارتفاع اسعار هذه السلعة الرئيسية من خلال توفير امدادات مضمونة· وارتفعت تكلفة بعض الحبوب المحلية بأكثر من 30 في المئة عما كانت عليه قبل عام، وقال روني تيسون وهو أب لاربعة وهو ينظر الى اكياس الارز التايلاندي والارز المحلي في واحد من اكبر اسواق السلع الغذائية في مانيلا: ''إنه أمر مرعب ومرعب جداً''· وبالقرب منه كان باعة متجولون في سوق نيبا-كيو يستخدمون علامات يمكن محوها لكتابة الاسعار على لوحة، والكتابة بأنواع لا يمكن محوها لا معنى له اذا كانت الاسعار تقفز في اغلب الاحيان، وقالت آني برناردو التي تعمل مديرة متجر وهي تصف توسلات لخفض الاسعار ''بعض الزبائن يقولون : ساعدينا·'' واضافت ''واذا قلت (لا) يغضبون ويسألون أي نوع من البشر أنا''· لكن استياء الزبائن الذي يقتصر الآن على رفع الحواجب دهشة ورفع الصوت في وجه العاملين في المتجر يمكن أن يتصاعد بسرعة، وتشعر ارويو بالقلق من انه اذا قفزت الاسعار فجأة أو حدث نقص في الارز فإن الناس سينزلون الى الشوارع، وتتحرك حكومتها لتأمين المخزونات الآن قبل فترة نقص تقليدية للارز المحلي تستمر من يوليو تموز الى سبتمبر· وقال ايرل بارينو وهو محلل بمعهد الاصلاحات السياسية والانتخابية: ''الارز سلعة سياسية هنا''، وأضاف: ''اذا حدث نقص فإنه سيزيد غضب الشعب حقا ضد الحكومة''· والفلبين من اكثر الدول التي تشتري الارز في العالم ودفعت نحو 708 دولارات للطن في مناقصة هذا الشهر لشراء ارز مستورد وهو أكثر من مثلي السعر الذي دفعته منذ ستة اشهر· ورغم الاسعار العالمية المتزايدة اشترت الحكومة نحو 1,2 مليون طن من الارز من بين 1,8 مليون طن تقول انها تحتاج الى استيرادها لتلبية احتياجات عام ،2008 والهيئة القومية للغذاء وهي المؤسسة التابعة للحكومة التي تتولى انفاق مليارات البيزو كل عام لدعم الارز للجمهور أصبحت الان واحدة من أكثر الهيئات التي تمثل عبئا على المالية العامة وبلغت الاموال التي سحبتها في عام 2006 نحو 43 مليار بيزو (مليار دولار)، لكن الهيئة القومية للغذاء لها تأثير محدود في الاسواق المحلية، ويقول التجار للزبائن عادة انهم ليس لديهم ارز الهيئة الذي يبلغ سعره 18,25 بيزو للكيلوجرام مما يجبرهم على دفع نحو 30 بيزو للكيلو لشراء انواع اخرى· وفي نهاية الشهر الماضي كان المخزون لدى الحكومة يكفي تسعة ايام فقط وهو أقل من المستوى المطلوب عند 15 يوما·وخلال يوليو واغسطس تهدف الدولة الى توفير مخزون يكفي 30 يوماً، وطمأنت ارويو الفلبينيين الى انه لا توجد مخاطر نقص الارز لكن طلبها من رئيس الوزراء الفيتنامي نجوين تان دونج في الشهر الماضي ان يبحث ما اذا كان يمكنه تصدير ما يصل الى 1,5 مليون طن من الارز لمانيلا مسألة غير معتادة ويسلط الضوء على القلق الرسمي، وقالت هانوي انها يمكنها توريد مليون طن فقط· وقالت الحكومة الفلبينية هذا الاسبوع انها ستطلب من مطاعم الوجبات السريعة ان تبدأ في تقديم نصف وجبة من الارز لإثناء الناس عن المبالغة في الشراء، وقال اكيلينو بيمنتال عضو مجلس الشيوخ عن المعارضة بشأن الاجراء الذي اتخذته الحكومة: ''إنه يذكرني بماري انطوانيت التي قالت قبل تفجر الثورة الفرنسية بقليل عبارتها الشهيرة انه اذا لم يجد الناس الخبز فإنه يمكنهم أكل الشطائر''· وتدهورت صورة ارويو بسبب فضيحة الرشاوى ورغم أن التأييد الذي تتمتع به من الجيش ومن الحلفاء في مجلس النواب يسمح لها بالبقاء بقية فترة ولايتها حتى عام 2010 فإن أزمة الغذاء يمكن ان تغير الموقف، وأطاح الفلبينيون برئيسين منذ عام 1986 من خلال الثورات الشعبية· وستسارع جماعات المعارضة التي تطالب ارويو بالرحيل منذ عام 2005 الى انتهاز فرصة نقص الارز في حشد الحلفاء، وترمي الفلبين التي تهدف الى إنتاج 17 مليون طن من الارز غير المضروب هذا العام الى تحقيق اكتفاء ذاتي لكن الحصاد المتزايد لا يمكنه مواكبة أسرع نمو سكاني في آسيا· ويولد ثلاثة اطفال كل دقيقة في هذا البلد الذي يغلب على سكانه الكاثوليك لكن من غير المرجح أن تغير ارويو معارضتها القوية لتحديد النسل في وقت ترى فيه أن التأييد السياسي القوي من جانب الاساقفة مسألة مهمة· وخبيرة الاقتصاد السابقة فخورة بسجلها المالي حيث قفز معدل النو الاقتصادي الى اعلى معدل في 31 عاما وبلغ 7,3 في المئة في عام ،2007 لكن معدل التضخم في الآونة الاخيرة يقفز ويمحو بعض الفوائد·
المصدر: مانيلا
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©