الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

فوضى ليبيا.. شلل سياسي وحكومات شتى!

فوضى ليبيا.. شلل سياسي وحكومات شتى!
3 مارس 2017 02:12
طرابلس (رويترز) في مجموعة من الوحدات السكنية الفاخرة التي نجت من المعارك في العاصمة الليبية طرابلس دون خدش تقريباً أقام شخص أعلن نفسه مدافعاً عن الثورة الليبية قاعدة ليكون واحداً من ثلاثة مطالبين برئاسة حكومة البلاد. ويتمركز عدد من الحراس وسيارتان من طراز الدفع الرباعي عند مجمع «خليفة الغويل»، بينما يسيطر أنصاره على الطرق المحيطة بنقاط تفتيش ودوريات. ولا يعتبر كثيرون «الغويل» منافساً حقيقياً على السلطة، لكن في الأسابيع الأخيرة عزز رئيس الوزراء السابق وجوده في قاعدته على بعد أربعة كيلومترات من قلب العاصمة في تحدٍّ صارخ يهدف إلى تقويض الحكومة المدعومة من الأمم المتحدة التي كان من المفترض أن تقود ليبيا نحو السلام. وبعد ستة أعوام من انتفاضة دعمها «حلف شمال الأطلسي» (الناتو) أطاحت معمر القذافي الذي حكم البلاد 40 عاماً، أدى ظهور «الغويل» مرة أخرى إلى وضع العاصمة في حالة تأهب وتسبب في معارك عنيفة بشكل غير معتاد. وكشفت هذه المعارك عن انقسامات عميقة في ليبيا وكيف لم تكتسب الجهود الغربية لتحقيق الاستقرار في ليبيا زخماً يذكر. ولا تزال ليبيا تعجّ بالفوضى. ورفع البلد الواقع في شمال أفريقيا إلى أكثر من المثلين إنتاجه من النفط ليصل إلى 700 ألف برميل يومياً في الشهور الأخيرة، لكن هذا لا يزال أقل بكثير من الإنتاج اليومي قبل انتفاضة 2011، والذي تجاوز 1.6 مليون برميل يومياً. بيد أن هذه الانتعاشة والمكاسب التي تحققت ضد تنظيم «داعش» هشة، فالمناطق الجنوبية والغربية تعج بطرق التهريب كما تخوض الكتائب المسلحة معارك على الأراضي في شوارع العاصمة. وفي العاصمة لم يكتمل تشكيل حكومة الوفاق الوطني التي تدعمها الأمم المتحدة برئاسة رئيس الوزراء فائز السراج، وأصبحت غير قادرة بشكل كبير على توفير الخدمات للمواطنين اليائسين أو بسط سلطتها حتى على أعتاب بابها، بينما يكافح جيران ليبيا والدول الغربية لإنقاذ خطتهم. وفي شرق البلاد يطالب رئيس وزراء آخر بالسلطة من مدينة البيضاء بدعم من برلمان يتخذ من طبرق مقراً له قرب الحدود مع مصر، ونالت هذه الحكومة اعترافاً دولياً، لكنها باتت غير فاعلة إلى حد كبير. وشكلت هذه الحكومة تحالفاً مع القائد العسكري خليفة حفتر الذي يتخذ من مدينة المرج مقراً له، والذي تحارب قواته منذ فترة طويلة للسيطرة على مدينة بنغازي القريبة، ويرشح حفتر حكاماً محليين عسكريين. وتسيطر قوات حفتر على معظم نفط ليبيا وتتعاون مع المؤسسة الوطنية للنفط ومقرها طرابلس رغم محاولات سابقة من فصائل في الشرق لبيع النفط بشكل مستقل. ولم تلتئم الخلافات التي تحولت إلى صراع في مختلف أنحاء ليبيا العام 2014. وجرى تعيين «الغويل» نفسه من قبل تحالف مقاتلين سابقين، وانتزع السيطرة على طرابلس في ذلك العام. لكن تحالفهم انهار؛ الأمر الذي عقد المشهد السياسي الفوضوي بالفعل، ومنذ تعثر حكومة الوفاق الوطني يحاول «الغويل» إعادة بناء موقفه بدعم من مسقط رأسه مصراتة. وفي مثال على الطبيعة المربكة للمشهد السياسي في البلاد بعد الانتفاضة، يقول «الغويل»: «إنه الآن على اتصال مع الحكومة المتمركزة في الشرق المتحالفة مع حفتر في محاولة لإبرام اتفاق فيما يتعلق بقادة حكومة الوفاق الوطني التي يعارضها الجانبان». وقبل عام حاول «الغويل» دون جدوى منع قيادة حكومة الوفاق الوطني من الوصول إلى طرابلس، وأغلق المجال الجوي فوق طرابلس، لكن السراج استطاع مراوغة ذلك عندما وصل إلى البلاد من تونس في سفينة في أواخر مارس الماضي. وحط في قاعدة بحرية لا تزال مقراً له. ويتهم «الغويل» حكومة الوفاق الوطني بمحاولة فرض نفسها دون دعم شعبي، ما أثار مستويات أخرى من الارتباك في المؤسسة وتسبب في تدهور مطرد في مستويات المعيشة. وفي أكتوبر، انتقل الوفد المرافق «للغويل» إلى المجمع السكني ومبنى للبرلمان، حيث تعقد هيئة مؤيدة لحكومة الوفاق جلساتها. وفي يناير، أعلن أنه استعاد عدداً من الوزارات. ويقول الآن: «إن لديه سلطة على نحو ست من الوزارات». وتنفي حكومة الوفاق الوطني هذه المزاعم وتؤكد أن «الغويل» يظهر على فترات متقطعة في مبان رسمية غير مأهولة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©