الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«معركة الموصل».. مدنيون خائفـون يفرون من هول القتال

«معركة الموصل».. مدنيون خائفـون يفرون من هول القتال
3 مارس 2017 02:08
حمام العليل (أ ف ب) يتطاير أزيز الرصاص بينما يحاول مدنيون الفرار من الجانب الغربي لمدينة الموصل، حيث تخوض القوات العراقية معارك ضد الإرهابيين، فيقتل على الفور رجل كان يحاول الهروب مع عائلته. وتقول «ميسون»، التي شاهدت إطلاق النار خلال فرارها من حي المأمون الواقع جنوب غرب الموصل «أطلق القناص النار عليه وأصابه في الرأس، بينما كان بين أطفاله وزوجته، وكان هؤلاء يبكون». وأضافت المرأة التي تبلغ من العمر 35 عاماً، داخل معسكر للنازحين قرب الموصل «لم يرغبوا أن يتركوه، لكننا أجبرناهم على مواصلة السير، لأن الوضع كان خطيراً جداً». ونزح أكثر من 28 ألف شخص من سكان الجانب الغربي لمدينة الموصل منذ انطلاق العمليات العسكرية في 19 فبراير، لاستعادة السيطرة على المعقل الأخير لتنظيم «داعش»، حسب الأمم المتحدة. ويهرب سكان المدينة من الجوع والقتال، ويمرون بتجارب مروعة. وتقول «سفانة»، البالغة من العمر 23 عاماً، النازحة في مخيم في منطقة «حمام العليل»، بينما تقف في طابور لتسلم مساعدات غذائية، «كان هناك كثير من الجثث في الشارع الذي مررنا به، جثث أطفال وأشلاء». وتضيف «أن عناصر تنظيم داعش أمروا السكان في حي المأمون في غرب الموصل بالمغادرة». وتوضح، وهي ترتب حجابها الأصفر، «جاؤوا في الصباح، وقالوا لنا إذا لم تغادروا بحلول المساء، سنقتلكم». وتواجه قوات مكافحة الإرهاب، قوات النخبة العراقية التي تخوض معركة غرب الموصل، مقاومة شرسة من تنظيم «داعش» في حي المأمون. واستهدف الإرهابيون المدنيين الذين كانوا يحاولون الفرار، حسب قائد جهاز مكافحة الإرهاب الفريق عبد الغني الأسدي. ويقول الأسدي: «إن حوالي 15 مدنياً قتلوا على أيدي الإرهابيين خلال فرارهم في الأيام العشرة الماضية، وأصيب عدد أكبر من ذلك». وأشارت «سفانة»، التي ترفض الكشف عن اسم عائلتها ككثيرين غيرها من النازحين من الموصل، إلى أن عدداً كبيراً من السكان علقوا داخل منازلهم خلال المواجهات العنيفة. وتضيف: «أصيب منزل جارنا بقذيفة هاون، وانهار البيت بأكمله على رؤوسهم». وتقاطعها شقيقتها شيماء لتقول: «تمكنا من سحب اثنين من الجرحى، لكن الباقين ماتوا، ولا تزال جثثهم تحت الأنقاض». وبين هؤلاء، طفلة تبلغ من العمر عشر سنوات تدعى «رصود صدام». وكانت والدتها منهارة وتبكي من دون توقف وهي تسير على الطريق السريع للوصول إلى مخيم للنازحين. وتقول الوالدة وهي تبكي وتخفي وجهها خلف نقاب أسود: «كانت ابنتي تقف داخل المنزل، وفجأة سقطت قذيفة الهاون وراحت ابنتي». وتضيف: «حطموا قلبي، وتركتها في المقبرة، وضعتها في المقبرة وجئت أنا إلى هنا». وينزح بعض السكان من مناطق تحت سيطرة القوات العراقية حالياً، لكنهم يخشون من توسع المعارك، ويريدون الانتقال إلى مناطق آمنة، فيما يهرب آخرون من الخطوط الأمامية للجبهة فينتظرون حتى يشاهدوا القوات العراقية من مسافة بعيدة ويركضون في اتجاهها وهم يحملون رايات بيضاء. ونصبت في مخيم «حمام العليل» أربعة آلاف خمية لاستقبال الواصلين الجدد، وبات عدد المسجلين في المخيم أكثر من 14 ألفاً، حسب مدير المخيم «نادر سمير»، الذي نوّه إلى أن المخيم الذي تديره منظمات غير حكومية بالتعاون مع الأمم المتحدة، يعاني من مشاكل كثيرة. ويعيش كثير من النازحين على وجبة غذاء واحدة في اليوم. وأكد سمير أن المدنيين يصلون جائعين وعطشى، وكذلك مصدومين. وتابع: «إنهم يعانون جسدياً ونفسياً من مشاهد التعذيب والإعدام والموت».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©