كان العرب الأقدمون يكرهون المبالغة والتزيد في الشعر.. وكانوا يكرهون تفضيل أو تغليب اللفظ على المعنى وكانوا ينتقدون من يفعل ذلك من الشعراء.. وقد انتقد كثيرون قول أبي صخر الهذلي في الغزل.
تكاد يدي تندى إذا ما مسستها
وتنبت في أطرافها الورق الخضر
فيا حبذا الأحياء مادمت فيهمو
ويا حبذا الأموات ما ضمك القبر
قالوا إن أبيات الهذلي فيها تزيد كبير حتى أنه تمنى الموت لمحبوبته، كما بالغ في أثر مصافحتها له حتى الملك وحتى إثارة الضحك.
وانتقدوا كذلك قول أحد الشعراء:
واها لسلمى ثم واها واها..... يا ليت عيناها لنا أوفاها
ولم يقتصر العرب الأقدمون على انتقاد أشعار معاصريهم بل امتد نقدهم إلى الشعر الجاهلي فعابوا على زهير بن أبي سلمى قوله:
واعلم علم اليوم والأمس قبله..... ولكنني عن علم ما في غد عم
وقالوا إن كلمة (قبله) لا معنى لها.. فمن الطبيعي أن يكون الأمس قبل اليوم.
شمسة - العين