الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التسمم بالرصاص يسبب البلادة والتخلف العقلي

التسمم بالرصاص يسبب البلادة والتخلف العقلي
8 فبراير 2012
الرصاص أحد العناصر«الفلزات» الموجودة في الطبيعة، ويدخل في صناعة الكثير من المركبات الكيميائية المتعددة ويدخل في صناعة بطاريات السيارات، وصناعة الأختام، وتعليب المواد المحفوظة، وبودرة الكحل الطبيعي وفي بعض ألعاب الأطفال، كما يوجد في التربة، وغبار البيوت القديمة المطلية بأصباغٍ يدخل في صناعتها الرصاص. وآثاره تبقى في الأرض والتربة والغبار وأنابيب المياه لمدة طويلة، مما يعني تلوث مياه الشرب بذوبان الرصاص في الماء، فإذا كان التسمم بالرصاص أصبح نادراً عمّا ذي قبل، لكنه لا يزال موجوداً ويعاني منه الكبار والصغار، وخطورته تكمن في قدرة الرصاص على التراكم في النسيج العصبي، وخاصة لدى للأطفال، ما يجعله أشد خطراً عليهم، فهو إن لم يكن قاتلاً إلاَّ أنه يسبب لديهم البلادة والتخلف الدراسي، وغالباً ما يكون التسمم لديهم مزمناً دون أن يشعروا به، الأمر الذي يقتضي فحوصاً دورية للعاملين في هذه المجالات. هُناك كثير من المشكلات الصحية التي يسببها التعرض للرصاص عن طريق الاستنشاق أو البلع، ومن ثم يتخلل الدم ويستقر في بعض الأعضاء كالمخ أو الأعصاب أو الكليتين أو نخاع العظم، ومن ثم لا يستطيع الإنسان التخلص منه بشكل طبيعي، ومن هُنا تكمن خطورته، حيث يتبقى الرصاص في الجسم لفترات طويلة ويتراكم في أنسجته المختلفة مع مرور الأيام مما يسبب مشكلات صحية جسيمة تختلف حسب عمر الشخص، ومدة تعرضه، وكثافة الرصاص الذي تعرض له. الدكتور ماجد فاتح الحسن، أخصائي المخ والأعصاب، يوضح خطورة تعرض الإنسان في أي مرحلة للرصاص، ويقول: «تزداد نسبة التعرض للمشكلات الصحية مع زيادة كمية الرصاص وزيادة الكمية التي تعرض فيها الجسم لهذه المستويات العالية، وعند الإصابة عادة ما يشعر المصاب بتسمم الرصاص بآلام في البطن وصداع واختلاطات ويصاب بالغثيان والقيء، ويتساقط شعره ويصاب بضعف ووهن في العضلات. أما الأطفال حتى بالمستويات القليلة من ترسب الرصاص في المخ فيُعانون من ضعف التركيز وصعوبات في التعلم ونقص في قدراتهم العقلية والدراسية، وتشير الإحصاءات إلى أن عدداً كبيراً من الأطفال تعرضوا للإصابة بتسمم الرصاص في المدن الكبرى مقارنة بالقرى أو المدن الصغيرة، نظراً لوجود أعداد كبيرة من المصانع التي تنتج مخلفات ضارة تحتوي على مادة الرصاص، فالأطفال الصغار يحاولون اكتشاف الأشياء من حولهم بوضعها في أفواههم ومصها. وعادة ما نجد احتواء بعض الألعاب رديئة الصنع تحتوي على الرصاص عند تصنيعها، وبهذه الطريقة يعاملون الأشياء النظيفة والقذرة ومن جملة الأشياء التي يمكن أن يضعوها في أفواههم القشور المتساقطة من الجدران مع ما تحويه من أصباغ مليئة بعنصر الرصاص، فضلاً عن استنشاقه من الهواء الملوث بعادم السيارات ودخان المصانع أو المبيدات الحشرية، ولهذا السبب تحظر كثير من الدول استعمال البنزين غير المنقى من الرصاص، كما يوجد الرصاص في بعض الأطعمة والأشربة المعلبة في أنواع رديئة من المعادن والتي تحتوي على مادة الرصاص». إرشادات ينصح د. ماجد فاتح الحسن، ببعض الخطوات الواجب اتباعها للحد من تعرِّض الأطفال للرصاص، ومنها: منع الأطفال من مضغ القشور المتساقطة من الأصباغ وخاصة القديمة منها، وإعادة صبغ الجدران القديمة بالأصباغ الحديثة التي لا تحتوي على الرصاص، وتوخي الحذر عند إعادة صبغ جدران المنزل من التعرض للرصاص، ويكون ذلك بلبس الكمامات الواقية أثناء إزالة الأصباغ القديمة ووضع حواجز بلاستيكية تحت الأبواب المغلقة لمنع انتقال الرصاص عبر الفتحات الصغيرة إلى الهواء المحيط. وبالتالي تعريض الأطفال لخطر التسمم، وتوجيه أفراد العائلة إلى خلع الأحذية - التي تحمل مخلفات من السير على الطرق المعبدة أو الأسفلت - خارج المنزل، وذلك لمنع دخول التراب الملوث بالرصاص إلى المنزل بواسطة الأحذية. كما ينصح العاملون بالصناعات المتعلقة بالرصاص بلبس كمامات واقية أثناء العمل وبتخصيص ملابس معينة تلبس في المصنع وتخلع عند مغادرته، كما ينبغي أن تغسل هذه الملابس بمغاسل خاصة بعيدة عن ملابس العائلة منعاً لتلوث ملابس الآخرين وخاصة الأطفال بهذا العنصر الضار، ومراعاة غسل اليدين قبل الأكل وبعد اللعب وخاصة خارج المنزل، ومن الأهمية بمكان إجراء تحليل لمستوى الرصاص في الدم للأطفال الذين يقطنون بيوتاً قديمة تم إنشاؤها وصبغها قبل حظر استعمال الرصاص في الأصباغ المنزلية، فإذا كان مستوى الرصاص أعلى من المسموح به يعاد التحليل بعد عدة أشهر ويكون ذلك بعد اتباع النصائح الصحية. وتجنيب الطفل التعرض للرصاص، وإذا استمر مستوى الرصاص عالياً يلجأ الطبيب لبعض الأدوية التي تعمل على خفضه وإعادته للمستوى الطبيعي.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©