السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

وراء المرآة .. معالجة هادئـة لعالم مختلف

وراء المرآة .. معالجة هادئـة لعالم مختلف
20 أغسطس 2007 00:30
عرضت المخرجة نادية شرابي مؤخراً فيلمها ''وراء المرآة'' بقاعة ''الموقار'' بالجزائر العاصمة، ويندرج الفيلم في إطار 44 فيلماً سينمائياً وتلفزيونياً سيكتمل إنتاجها قبل آخر ديسمبر المقبل بمناسبة ''الجزائر عاصمة الثقافة العربية''· ونال الفيلم نجاحاً كبيراً، وحظي برضى النقاد والصحافة المحلية بعد أن نجحت المخرجة في معالجة المخلفات الاجتماعية والإنسانية دون أن تصدم المشاهدين أو تثير امتعاض العائلات المُحافظة، وقدَّمت قصة الفيلم في قالب مشوق تعمدت فيه الإبقاء على الغموض، وعدم تقديم أي تفسيرات للأحداث، مما شدّ انتباه المشاهدين· النص القصصي ويتناول الفيلم قصة الشابة الجميلة ''سلمى'' التي أدت الفنانة ''نسيمة شمس'' دورها، وهي تجوب الشوارع حاملة طفلاً رضيعاً بين ذراعيها، تركب سيارة أجرة لمئات الأمتار ثم تستوقف السائق كمال ''رشيد فارس'' بذريعة أنها تريد شراء بعض حاجياتها من كشك مجاور، وينتظرها السائق طويلاً فيفاجأ باختفائها، لكن المفاجأة الثانية التي أذهلته فهي سماعه صوت رضيع في المقعد الخلفي، فيدرك أن أمه استغنت عنه لسبب من الأسباب فيأخذه إلى أمه المسنّة ليؤنس وحدتها، ويشرع ''كمال'' في البحث عن ''سلمى'' معتمداً على المعلومات القليلة التي تركتها في سيارته، فيطرق باب أهلها فتغلظ له أمها وزوجها في القول، فيغادر ''كمال'' حائراً محبطاً، لكنه يقرر مواصلة البحث عنها فلا يعثر عليها· وفي الجانب المقابل، كانت ''سلمى'' تجوب الشوارع متشردة تنام مع المشردين وتتعرض لمضايقات من ذئاب الشارع، كما كادت تسقط في فخ شبكة متاجرة بالنساء الهاربات، لكنها تنجو بصعوبة وتصعد سلم عمارة هاربة، فتلتقي رجلاً ''شهماً'' يعيش وحده في شقة فيعطف عليها، وتعيش عنده بعض الوقت، فيعثر لها على عمل، ويشتري لها سيارة دون أي مقابل· خيوط اللغز بعدها بدأت خيوط اللغز تُفك، فيعثر ''كمال'' على ''سلمى'' فيعرفها بالرغم من تبدل أحوالها ويلومها على هجر طفلها ويحاكمها بقسوة، لكنها أقنعته بأنها فعلت ذلك مرغمة لـ''حماية'' رضيعها، واعترفت له بأنها تعرَّضت للاغتصاب على يد زوج أمها في غيابها، لكنها لم تصدِّقها ووقفت مع زوجها وطرداها إلى الشارع، فيتفهَّم ''كمال'' آنذاك مأساتها ويمد لها يد المساعدة ويمكِّنها من رؤية ابنها الصغير، قبل أن تقرر ''سلمى'' فجأة زيارة بيت والدتها، حيث وجدت زوج أمها وسحبت مسدساً لقتله، لكن ''كمال'' يتمكن من منعها من ذلك، فتصدقها أمها آنذاك وتنتابها نوبة بكاء لصدمتها في زوجها، بينما تجلس ''سلمى'' مع ''كمال'' على شاطئ البحر في إشارة إلى بداية نشوء علاقة عاطفية صادقة بينهما تنتهي باحتضان الطفل· الناحية التقنية الفيلم ناجح من الناحية التقنية، وقد برع الممثل القدير ''رشيد فارس'' في أداء دوره، كما استطاعت الممثلة ''نسيمة شمس'' أن تؤدي دور''سلمى'' باقتدار، ولاسيما في لحظات الحزن والانكسار والألم، بالرغم من أنها المرة الأولى التي تدخل فيها عالم السينما، والمفارقة أنها دخلته بطلة، وهو تحد كسبته المخرجة التي لجأت إلى هذا الاختيار متجاهلة عشرات الممثلات الشابات المعروفات في الجزائر منذ سنوات· أما النقطة غير المتخيلة في الفيلم، فهي وجود رجل ''شهم'' يُسكن ''سلمى'' الشابة الجميلة شقته وهو ما اعتبره النقادُ نقطة ضعف في الفيلم، و''مثاليةً'' فيها مبالغة، وكان بالإمكان إيجاد حلٍّ آخر أكثر واقعيةً لـ''سلمى''، ومع ذلك يُعد الفيلم أنجح ما قدمته الجزائر من أفلام في السنوات الأخيرة·
المصدر: الجزائر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©