السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سحب الثقة من حكومة المالكي... كيف؟

سحب الثقة من حكومة المالكي... كيف؟
20 أغسطس 2007 00:27
فقد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي دعم أكبر الأحزاب الشيعية والسنية والعلمانية في البرلمان· وإضافة إلى ذلك، يصف بعض المسؤولين الأميركيين في المجالس الخاصة حصيلته بالفشل الذريع، هذا في وقت تَمثَّل نجاحه الأخير الوحيد في اجتماع عقد السبت الماضي مع زعماء من السنة والشيعة والأكراد، وأسفر عن وعود بالتوافق مستقبلاً· ومــع ذلــك، فإن المالكي مــازال في السلطة· ولعل مرد ذلك يعزى في جزء منه -على ما يبدو- إلى حقيقة أنه لا الأميركيون ولا العراقيون يستطيعون الاتفاق بشأن من يفترض أن يتزعم إدارة شؤون البلاد· ففي غياب بديل قوي للمالكي، لجأ كلا الجانبين إلى لعبة ''الانتقاد ثم الفرار''· فالأميركيون ينتقدونه، ثم يقولون: إن تقرير ما ينبغي عمله يتوقف على العراقيين أنفسهم· ومن جانبهم، يتهم العراقيون المالكي بالطائفية وانعدام الكفاءة، ولكنهم يقولون: إنهم ينتظرون من الأميركيين أن يكفوا عن التصرف كحماة له· أحدث حلقة في هذا المسلسل حدثت يوم السبت وصدرت عن السفير الأميركي في العراق ''ريان سي· كروكر''؛ حيث أقر هذا الأخير، الذي كان مرفوقاً بالجنرال ''ديفيد بتراوس''، قائد القوات الأميركية في العراق، بأن الإحباط الذي يشعر به الجمهور تجاه الحكومة ''كبير جداً''، مشيراً إلى أن مشاعر الغضب والاستياء تنتشر في أوساط الحكومة مثلما تسود خارجها في الشارع· غير أن الأميركيين -يقول ''كروكر''- لن يردوا على هذه الضغوط قريباً· وعندما سئل حول ما إن كان الأميركيون سيدفعون باتجاه تغيير في الزعامة العراقية، أجاب قائلاً: ''ذاك نقاش يخص العراقيين''· والجدير بالذكر في هذا السياق أن الدستور العراقي ينص على أن الرئيس أو خُمس أعضاء البرلمان البالغ عددهم 275 عضواً هما اللذان يستطيعان طلب حجب الثقة عن الحكومة· وفي حال صوتت الأغلبية المطلقة في البرلمان على ''حجب الثقة''، فمعنى ذلك أن الحكومة قد ''استقالت''· وقد شكل المالكي تحالفاً هذا الأسبوع بين الحزبين الكرديين في العراق وحزبه (حزب الدعوة)، والمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق؛ غير أن الأحزاب الأربعة لا تتوفر على أغلبية في البرلمان· وعليه، ففي حال صوت جميع أعضاء البرلمان الباقين ضد المالكي، فإن حجب الثقة سيمرر· غير أن ''كروكر'' لفت إلى أن إزالة المالكي ستثير سؤالاً آخر وهو: ''بعد ذلك، ما الذي ينبغي فعله؟''· بديلا المالكي الأكثر تردداً على الألسنة هما عادل عبدالمهدي، نائب الرئيس الشيعي؛ وإياد علاوي، رئيس الوزراء السابق· غير أن كلا الرجلين أثار معارضة أميركية وعراقية؛ عبدالمهدي بسبب علاقاته الوثيقة بإيران؛ وعلاوي بسبب علاقاته البعيدة بشكل متزايد مع العراق على اعتبار أنه يمضي معظم وقته في الأردن· وفي هذا الإطار، قال ''كروكر'' في معرض إجابته على سؤال بخصوص ''علاوي'': إنه لم يتحدث سوى مع الأشخاص الذين يأتون فعلاً إلى العراق· والواقع أن بعض الساسة العراقيين بدأوا منذ بعض الوقت في النظر إلى وجهات أخرى· وفي هذا الإطار، قالت ''شذى الموسوي''، وهي محامية شيعية مقربة من مساعدي آية الله علي السيستاني، هذا الأسبوع: إنها اتصلت بعدة أشخاص عدا المسؤولين المعروفين، وطلبت منهم خوض حملة كرؤساء ممكنين للحكومة· ولكنها أوضحت أنهم رفضوا جميعاً، وامتنعت عن ذكر أسمائهم، مضيفة ''إنهم لا يرغبون في أن تشوه سمعتهم''· عموماً، يشتكي الساسة العراقيون من أنهم غير قادرين على استبدال المالكي قبل أن يشير الأميركيون إلى معارضة قوية له ويحددوا بديلاً· وبالنسبة للكثيرين في الطبقة السياسية العراقية، فإن الاجتماعات بين المالكي والزعماء الآخرين، والتي من المرتقب أن تتواصل، تمثل آخر فرصة للحكومة من أجل إثبات نفسها· ويقول ''قاسم داوود''، وهو محام عراقي: إن الجميع ينتظر الأميركيين، يقول: ''من جهة، فهم يتدخلون في أي شيء يريدون· ولكنهم، من جهة أخرى، يقولون: ''آسفون، أنتم بلد ذو سيادة، وعليكم القيام بذلك بأنفسكم''· مراسل نيويورك تايمز في بغداد ينشر بترتيب خاص مع خدمة نيويورك تايمز
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©