الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

قيادة سيارة الفورمولا 1 تعادل الجري لمسافة 26 ميلاً

قيادة سيارة الفورمولا 1 تعادل الجري لمسافة 26 ميلاً
10 ابريل 2009 03:28
مع بدء منافسات بطولة العالم للفورمولا 1، ومع وجود 15 سباقاً في جدول البطولة قبل انطلاق سباق «الاتحاد للطيران» للفورمولا 1 في أبوظبي مطلع نوفمبر المقبل يتوجب على السائقين الحفاظ على لياقة بدنية وذهنية عالية للتنافس في البطولة. ويتمتع السائقون بلياقة بدنية عالية كلاعبي كرة القدم والرياضيين الآخرين. وهناك اعتقاد خاطئ بأن السائقين لا يخضعون لأي ضغوط بدنية كسائر الرياضيين في المجالات الرياضية الأخرى لأن رياضة الفورمولا 1 تتطلب منهم الجلوس في مقاعدهم وقيادة سياراتهم فقط. وهذا الاعتقاد ليس صحيحاً بحسب ما صرح به ريتشارد كريجان، الرئيس التنفيذي لشركة أبوظبي لإدارة رياضة السيارات - المدير العام السابق لفريق تويوتا للفورمولا 1، الشركة التي تدير حلبة مرسى ياس والمنظمة لسباق جائزة الاتحاد للطيران الكبرى للفورمولا 1 في أبوظبي، قائلا: «يتوجب على سائقي سيارات الفورمولا 1 التمتع بقوة تحكم عالية بتركيزهم الذهني ولياقتهم البدنية خلال كل سباق. إن الجلوس في مساحة ضيقة داخل السيارة والقيادة بسرعة تزيد على 300 كم/س، يفرض على السائق اتخاذ قرارات في أقل من جزء من الثانية وهذه القرارات تحدد معطيات أدائه في السباق وسلامته الشخصية وسلامة السائقين من حوله. فعند الالتفاف في منعطفات السباق، يتعرض جسد السائق لأربعة أضعاف الضغط الطبيعي. ومن لم يخضع لتدريبات قاسية لتحمل هذه الضغوطات البدنية لن يتحمل متابعة السباق وقد يغمى عليه أثناء القيادة.» وأضاف كريجان: «ينطلق السباق الأول لجائزة الاتحاد للطيران الكبرى للفورمولا 1 في أبوظبي في الأول من نوفمبر وهو آخر جولات بطولة العالم للفورمولا 1 لموسم 2009. وعلى نهاية الموسم يكون أغلب السائقين يعانون من الإرهاق من الصعوبات التي واجهوها خلال الموسم، ولكننا نتطلع لأن يتم تحديد بطل العالم للفورمولا 1 2009 في سباق أبوظبي كما كان الحال في موسم 2008، وهذا يجعل جميع السائقين يعيدون حساباتهم ويتأهبون بدنياً وذهنياً بشدة لهذه المرحلة المهمة.» وفيما يختص بالتحمل البدني للسائق حيث إنه خلال 60 جولة من السباق الواحد، قد يفقد السائقين ما يزيد على 3 كيلوجرامات من وزنهم بسبب التعرق الزائد أثناء القيادة. وهذا ما تتسبب به الحرارة المنبعثة من المحرك القوي المستخدم في سيارات الفورمولا 1، وقد يرتفع هذا التأثير في الظروف الجوية الحارة في بعض الحلبات كحلبة مرسى ياس في أبوظبي، وفي ماليزيا والبحرين وسنغافورة. وهذا الارتفاع الحراري يرفع دقات قلب السائق خلال السباق إلى 198 دقة/دقيقة. وبالمقارنة مع باقي الرياضات، فعدد دقات قلب السائق تعادل دقات قلب عداء ماراثون عند اجتيازه لخط النهاية وفي حين تبلغ عدد دقات قلب الشخص العادي عند القيام بالتمارين الرياضية 150 دقة/دقيقة. بالإضافة لكل ذلك فهناك ضغط على الأعضاء الداخلية لجسم السائق كالقلب والأطراف الخارجية. أما الذراعين والأكتاف فيجب تهيئتهما بشكل كبير لتحمل المتطلبات الهائلة للتحكم بمقود السيارة والالتفاف حول 12 منعطفاً في الجولة الواحدة بسرعة عالية وعلى عضلات الرقبة التأقلم والاستجابة لتحمل وزن الرأس والخوذة. كل هذه المتطلبات البدنية لا يمكن التمرن عليها باستخدام تقنيات التدريب الرياضية العادية، لذلك فكل فريق فورمولا 1 لديه تقنيات وآلات تدريب خاصة وتمارين التحكم بالوزن والتي تساعد السائقين على تهيئة أجسادهم للسباقات والحلبات. كما يتوجب على السائقين تكوين عضلات مرنة في الظهر والأكتاف والرقبة والذراعين. وتعد زيادة وزن العضلات في المناطق الأخرى من الجسم أمراً خطراً على أداء السائق بشكل عام ويجعل التحرك صعباً في مقعد السائق. وعلى هذا المجال علق د. ريكاردو كيكاريللي، من العيادة الرياضية الإيطالية «عيادة الفورمولا 1 الطبية» والمستشار الطبي لفريق باناسونيك تويوتا للسباقات، مفسراً لماذا تعد قيادة سيارة الفورمولا 1 تحدياً جسدياً يعادل الجري لمسافة 26 ميلا: «يكمن الفرق في سباقات الفورمولا 1 عن غيرها من الرياضات في الضغط الذهني الذي يمر به السائقون، فلا توجد رياضة أخرى تطلب تركيزاً ذهنياً مماثلاً. فهذا التركيز يدفع الجسد لإفراز كميات هائلة من هرمون الأدرينالين وهذا بالإضافة للمجهود البدني يتسبب بارتفاع دقات القلب. فقدرة جسد السائق على تحمل هذا الضغط تأتي نتيجة للتدريبات المكثفة ولذلك يتوجب على السائق التمرن لأربع ساعات في اليوم بعدة تمارين رياضية مختلفة. وهذا ما يساعد على المحافظة على وزن السائق لمتطلبات السباقات، فعلى سبيل المثال فإن السائق ديفيد كولتهارد يحافظ على معدل دهون 7% ما يعادل معدل الدهون في جسد عداء مع بداية الماراثون. وبالإضافة إلى أهمية الحفاظ على جسد صحي ولائق، يجب على السائق التمتع بشجاعة ذهنية للفوز على منافسيه في السباق. وبوجود 600 مليون مشاهد يتابعون مجريات السباق تتزايد الآمال والتطلعات على أداء السائقين من قبل الفرق والرعاة والمعجبين
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©