السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إسماعيل أكار تجربة فنية متعددة الأبعاد والعناصر

إسماعيل أكار تجربة فنية متعددة الأبعاد والعناصر
20 مارس 2008 02:58
يمزج الفنان التركي إسماعيل أكار في أعماله بين التراثين التركي والإسلامي، إذ تستلهم هذه الأعمال التراث الإسلامي من القرآن والأحاديث، وتوظف الحرف العربي في صيغة جديدة، ويستعين الفنان من خلالها ببعض الرموز الدينية والتراثية والزخرفة العربية الإسلامية، ممزوجة كلها مع الموروث الشعبي التركي، بشكل يمنح لوحته خصوصية وتميزاً، في لوحات تميل إلى الأحجام الكبيرة، يبلغ بعضها (310 * 200 سم)· في معرضه الذي أقيم مؤخراً في غاليري ''ميم'' في دبي، نجد أنفسنا أمام مجموعة من الأعمال الفنية الضخمة المنفذة بالزيت على القماش، حيث القدرة الهائلة على خلق الكتل الملائمة ضمن مساحات واسعة، وحيث نجد أن المساحة مشغولة بالخطوط والحروف وبلا أي فراغات، حاملة اللون الذهبي الذي يميز كتب التراث، وإضافة إلى الحروف تشتمل اللوحات على عناصر الزخرفة التي يتم توظيفها هنا على نحو جديد من حيث الشكل والمضمون· وفي أعمال أكار ثمة ذلك الطابع الإسلامي الطاغي من خلال الحروفية الممزوجة بالطبيعة وعناصرها، لكنها حروفية لا تلتزم بقواعد الخط العربي، بل تحضر العبارات الإسلامية فيها على نحو عشوائي ومتداخل، وأقرب إلى الزخرفة منها إلى الخطوطية، حيث تتشابك هذه العبارات داخل مربعات ودوائر متداخلة، هي بدورها رموز دينية ذات أبعاد صوفية، يشكلها الفنان ضمن مساحات موزعة في إطارات صغيرة تتجمع لتخلق المساحة الكلية، مستخدماً الحرف العربي في عبارات غير عربية أحياناً، وحيث لا مركز محدداً للوحة، بل كتل تتكامل لتشكل لوحة يتوزع النظر فيها بين المساحات التفصيلية· التصميم والحروفية والطبيعة وفي سياق آخر نقف على نمط جديد من الأعمال المختلفة، حيث يقترب عمل الفنان من عمل المصمم (ديزاين)، فهو يرسم الأزياء والملابس ثم يقوم بملئها بالزخارف والكتابات والأرقام، مستعملاً الحروف الصغيرة التي تبدو كما لو أنها نمنمة أو زخرفة حيناً، والمقروءة حيناً، بالعربية مرة، وبالتركية مرة· وبهذا فهو يقدم عملاً حديثاً ومختلفاً ومتميزاً بكل المقاييس· وباستخدام الزيت على القماش يزين الفنان لوحته بألوان زاهية مازجاً مجموعته اللونية لتبدو اللوحة حديقة للألوان والتكوينات الوردية· وفي بعض تشكيلاته على الأزياء يبرز الهلال كواحد من الرموز الإسلامية لكنه يقترب من الدائرة على أرضيات وخلفيات ذات ألوان متميزة، في حين تظهر في أعمال أخرى عناصر من الطبيعة، الشجر والورد والسنابل خصوصاً، وعناصر من البيئة والموروث كأدوات الزينة والخزفيات التي تحمل أسماء كلفظ الجلالة والنبي محمد · وفي أعمال أخرى يلجأ الفنان إلى تصميم أزياء تبدو وكأنها مصنوعة من المعدن أو الأسلاك، ويطرزها بتكوينات جمالية ذات أشكال مربعة تحمل كتابات بحروف عربية ولغة تركية ربما، والمختلف هنا أن الفنان يضع هذه الأزياء على أجساد أشخاص تبدو بلا رأس، بينما يتدلى الكمّان بلا يدين· وعلى صعيد ثالث مختلف يعمد أكار إلى رسم الوجوه ذات الطابع الإنساني العام الذي لا يشير إلى مكان أو زمان، فهو يرسم وجوهاً بشرية لا تنتمي إلى عرق أو فئة معينة، مع ميل إلى الوجه القريب من الأفريقانية في ملامحه وبعض تفاصيله· ولهذا تتخذ أعماله طابعاً إنسانياً بعيداً عن التصنيف· مع ميل أيضاً إلى الوجوه البعيدة عن الوجه الطبيعي، إذ أن الوجه لديه يتخذ ملامح غرائبية تخلو من الملامح المألوفة، وتغدو العيون فارغة، ويظهر الفم في حالة المثلث المغلق تعبيراً عن كبت الصوت ربما، فيما شرايين الوجه تبرز تفاصيله وأسراره· ومن بين اشتغالاته يعمل إسماعيل أكار على موضوع التصميم فيبدو في عمله قدراً من الصنعة المتصلة بتصميم الملابس ولكن على نحو محترف تختفي فيه الصنعة ليظهر الفن في صورة أساسية· ومن المواضيع التي يستغلها أكار الحرب والسلام التي تظهر في بعض أعماله، فهو مشدود بقوة إلى الدعوة للسلام من خلال بعض الأعمال، منها ما هو زخرفي وما هو مبني من عناصر الطبيعة وبالألوان الزاهية غالباً، وبزخرفة دقيقة تستلهم موروثات إسلامية وتركية عريقة، وهو ما يمنحها خصوصية هذين التراثين·
المصدر: عمر شبانة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©