الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ناشرون مغاربة يحلمون ببيع كتبهم على قارعة الشبكة العنكبوتية

ناشرون مغاربة يحلمون ببيع كتبهم على قارعة الشبكة العنكبوتية
20 مارس 2008 02:55
كتب مجانية التحميل على الشبكة العنكبوتية، كتب بالعربية وبالفرنسية والإنجليزية، وبلغات العالم الأخرى، كتب في قائمة الدفع المسبق على الشبكة العنكبوتية، هذه هي حصيلة الزمن التكنولوجي اليوم· وإذا كانت دور النشر العربية والمغربية قليلة الجسارة فيما يتعلق بالانخراط في الزمن الرقمي، فإن الناشر المغربي الذي لم يغادر كتلة الورق بعد، يجد نفسه معنياً بالتحولات ''الإيجابية'' التي يوفرها توزيع الكتاب، وأيضاً الإبحار في الطريق الأسرع للوصول إلى القارئ الافتراضي في جهات العالم الأربع· يوفر موقع ''الكتاب العربي الإلكتروني'' خدمة نوعية تكاد تكون الوحيدة في العالم العربي في صفحته الخدماتية الخاصة ببيع الكتاب العربي على الشبكة العنكبوتية، وفي نافذة الصفحة الأولى يقدم الموقع خدمات كتب متنوعة في مجالات الشعر والرواية والدراسات والأبحاث والترجمة، ويعد الموقع العربي ''الوحيد'' الذي يبيع كتباً في نسختها الإلكترونية على نظام ''جي بي جي''، وبحسب الإحصاءات التي يقدمها هذا الموقع فعدد متصفحيه يفوق 5000 زائر يومياً وهو رقم حتى وإن بدا قليلاً إلا أنه يعكس حجم الاهتمام بمثل هذه المواقع التي تقدم خدمة بيع الكتب الإلكترونية· ويقدم الموقع إحصاءات أخرى، منها أن عدد متصفحيه من الخليج العربي يصل إلى 50% و20% من خارج العالم العربي، ويحدد الموقع لائحة الكتب المعروضة والأسعار وطريقة الدفع بالتحويل المباشر عن طريق الفيزا كارت أو الماستر كارت، أو عبر وكالات التحويل المالي· كتب للبيع هكذا يمكن للقارئ أن يقتني رواية ''برهان العسل'' لسلوى النعيمي بـ 6 دولارات ورواية ''اكتشاف الشهوة'' لفضيلة المعيني بـ 8 دولارات و''الإسلام السياسي في زمن القاعدة''، و''مزاج مراهقة'' و''تساؤلات حول التخلف/ المعادلة المفقودة'' بدولار واحد وهي كلها كتب يعرضها الموقع في زاوية الكتب الأكثر مبيعاً، كما يقدم الموقع خدمة مجانية تمكن من تحميل كتب مجاناً من قبيل كتاب ''القتال هو الطريق للشهيد'' للراحل كمال عدوان، وكتاب ''المواطنة الصالحة، أسس ورؤى'' للشيخ حسين أحمد من الكويت، وغيرها من العناوين التي تتبرع بها جهات إلى الموقع، وتتيحها للقراء العرب مجاناً· أما بالنسبة لموقع (أمازون) فإنه يعتبر اليوم من المواقع العالمية الكبيرة التي تتيح خدمات سريعة وآنية، ولها علاقات واسعة مع مختلف دور النشر العالمية، وتقوم بعرض الكتب الحديثة والإعلان الترويجي عن الكتب التي ستصدر، بالإضافة إلى ذلك تقدم للمتصفح خدمات متنوعة وإرشادات علاوة على دليل بكيفية الدفع والاستلام· التجربة الوحيدة التي خاضتها دار نشر مغربية، هي تجربة دار نشر ''مرسم''، وكانت مع كتاب عبد الصادق الكلاوي ''العودة، والدي، التهامي الكلاوي'' والذي عرض للبيع على الشبكة العنكبوتية في أحد المواقع الفرنسية، بحسب الناشر رشيد الشرايبي صاحب ''مرسم''، فإن هذا الكتاب قد عرض للبيع في نسختيه الورقية والإلكترونية معاً، على أحد المواقع الفرنسية المتخصصة في بيع الكتب، واعتبر أن إدراجه في ذلك الموقع ناتج عن أهمية الكتاب بالنسبة للقارئ العربي والفرنسي على حد سواء، ولأنه يتناول الحياة المثيرة لشخصية الكلاوي· وباستثناء هذه المحاولة اليتيمة لم يتسن لـ ''مرسم'' أن تعرض كتبها على الشبكة، على الرغم من المفاوضات التي كانت قد بدأتها مع الشركة الفرنسية ''إلكترا'' والمتخصصة في تكنولوجيا المعلومات· وحول سعر عرض كتاب الكلاوي في سوق البيع الرقمي، قال الشرايبي ''لقد كانت التكلفة أغلى من الكتاب الورقي، فثمن النسخة الورقية في المغرب تقدر بـ 60 درهماً، وفي فرنسا بـ 16 يورو، أما ثمن النسخة على الشبكة فيصل إلى 26 يورو، وهو ثمن مرتفع إذا قارناه بثمن النسخة الورقية''· المكتبة والشبكة واعتبر الإحجام عن انخراط دور النشر المغربية في شبكة النشر الالكتروني إلى عدم وجود طلب على هذا النوع من النشر، وإلى كون القارئ المغربي غير مؤهل للانخراط في الزمن الرقمي بالإضافة إلى الثقافة السائدة والتي مازالت تعتبر المكتبة والأكشاك والمعرض هي الأمكنة المفضلة لشراء الكتاب الورقي· من جانبه يعتبر الناشر المغربي عبد الجليل ناظم المشرف على دار ''توبقال'' للنشر أن دور غياب النشر الإلكتروني لا يقتصر على دور النشر المغربية، بل هو غياب عربي يشمل حتى دور النشر العربية العريقة في القاهرة وبيروت، وذهب إلى أن المحاولات القليلة في هذا المجال لا تعدو أن تكون محاولات من أصحاب مواقع إلكترونية ووسطاء في بيع الكتاب وليس من قبل ناشرين، ويرى ناظم أن السبب لا يعود إلى هيمنة ثقافة الكتاب الورقي، ولكن إلى أسباب تقنية تتجاوز عادات القراءة أو رغبة القراء، ويقول ''في غياب بنية تحتية تقنية مغربية في جميع المجالات، قادرة على توفير الخدمة الرقمية وبأيسر السبل إلى المواطن المغربي، فإننا لا نزال متخلفين حتى بالنسبة للأساسيات المتعلقة بحياة الفرد المغربي ، فبالأحرى الحديث عن الانخراط في الزمن الرقمي· وحتى وإن كانت بعض التجارب العربية قد عرفت طريقها إلى القارئ إلا أنها لا تزال مطوقة بالكثير من الإكراهات منها ما هو معرفي استعمالي وما هو تقني، وما هو قانوني، في ظل غياب تشريع قانوني يحمي حقوق الملكية الفكرية في حالة النشر الإلكتروني''· وأكد ناظم أن هذه العقبات تحول من دون الانخراط في هذا الزمن والدخول في المنافسة على أسواق أخرى هي الآن تحت سيطرة من يملك التقنية، وفي هذا الصدد أسست في السنة الماضية شبكة عربية للنشر الالكتروني في الشارقة شاركت فيها أهم دور النشر العربية بالإضافة إلى مؤسسات عربية في النشر الإلكتروني، ومن المنتظر وطبقاً للتوصيات الصادرة عن الملتقى، التفكير في إحداث شبكة عربية للنشر من مهامها نشر الكتاب الإلكتروني، فقد بدأ وعي بأهمية تدارك الزمن الضائع والإسراع في بلورة خطة نشر عربية على هذا المستوى· وقالت الناشرة المغربية ليلى الشاوني صاحبة دار النشر ''الفينيك'' إن طرح موضوع النشر الإلكتروني للنقاش هو في حد ذاته مهم، لأنه يلفت الانتباه لظاهرة النشر الإلكتروني وجدواها، وكذلك للبدائل المتاحة أمام القارئ بكل اللغات في الاقتناء الفوري للكتاب، وهذا في رأي الشاوني مهم جدا لأنه يوفر الجهد على الباحث والمختص والمتابع لجديد حركة النشر في العالم· وأكدت الشاوني أنه في غياب مسح شامل خاص بالقراءة في المغرب، وفي ظل معطيات غير موثوقة بصدد طبيعة الكتب الأكثر مبيعاً، وأمام الفقر التقني المريع في البلاد، وكون التواصل عبر الأنترنت لا يزال في المغرب امتيازاً من الامتيازات النوعية، فإنه سيكون من الصعب جداً على الناشر الورقي أن يختار التحول من النشر الورقي إلى النشرالإلكتروني، لأنه مجازفة غير محسوبة العواقب·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©