نشرة أخبار العربية!

منذ اختراع التلفزيون وحتى وقت قريب كانت ''نشرة الأخبار'' من البرامج المحترمة في جيمع أنحاء العالم، سواء من إدارات التلفزيونات والمذيعين أو من قبل الجماهير، وقد ظلّت كذلك في كثير من التلفزيونات والمحطات العالمية العريقة، فكان هذا الاحترام يتجلى بكل معانيه في مختلف النواحي سواء من ناحية اللغة المستخدمة، أو من ناحية المصداقية، وحتى من الناحية الشكليّة لمقدم تلك النشرات، ''فلكل مقام مقال'' ومقام النشرة لا يسمح بغير الجدية والاتزان في كل شيء، وعليه فقد جرت العادة بأن لباس مقدمي نشرات الأخبار هو اللباس الرسمي المحتشم والذي يليق بمكانة هذه النشرة المحترمة وكذلك بمكانة المشاهد في نفس الوقت، ولكن ما حدث أن بعض المحطات ''هتكت عرض'' النشرة الإخبارية ومسختها من كل النواحي، ولأول مرة في التاريخ أصبحنا نشاهد ونسمع نشرة أخبارا عربية بلهجات ليست لها علاقة بالعربية، تقدمها مذيعات بلباس غير محتشم لا يراعي مقام هذه النشرة المحترمة ولا مقام مشاهديها· والفضل في هذا ''النيولوك'' الذي طال نشرات الأخبار أيضا، ينسب إلى قناة LBC اللبنانية، التي تفننت ومذيعاتها في تقديم نشرات أخبار أكثر إثارة للجمهور العربي، لدرجة أن ملابس مذيعاتها لا يعرف حتى الآن إذا كانت ملابس للخروج أم للاستخدام المنزلي وحسب؟، ومنذ ذلك الحين أصبح ''اللوك'' الجديد لنشرة الأخبار تقليدا درجت عليه محطات كثيرة وشيئا فشيئا صار أمرا شائعا ومقبولا لدى الجمهور شاء أم أبى·· ومع هذا فما حدث في تلك القنوات المنوعة وغير المتخصصة يمكن أن يصبح مقبولا بالنظر إلى ماهيتها واختصاصها ومحدودية تأثيرها وجمهورها، ولكنه لا يجب أن يمرر أو ينطبق على المحطات الإخبارية المتخصصة، وخاصة العملاقة، التي كرّست نفسها للجدية والمصداقية وطرحت شعارات يصعب ترديدها لثقل وزنها على اللسان، ومن هنا يصبح ما تحاول أن تفرضه علينا إحدى المحطات الإخبارية المتخصصة والعملاقة التي تعنى ''بالعربية'' من أدائها ''المخلوط'' ذات اللغة الركيكة والمليئة بالأخطاء النحوية، وملابس مذيعاتها الأقرب لملابس النوم أو السباحة أمر مستهجن وغير مقبول! f_tahajo@hotmail.com