الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حقل الفؤاد رواية عن الناس والاستعمار في جنوب اليمن

20 مارس 2008 02:55
صدرت مؤخراً رواية جديدة بعنوان ''حقل الفؤاد'' للكاتب محمد علي محسن تتطرق إلى حقبة تاريخية تزامنت مع ثورة التحرر العربية وانتهت بإعلان الاستقلال عن الاحتلال البريطاني لجنوب اليمن في الثلاثين من نوفبر 1967م · في مستهل الرواية فضل الكاتب أن تظل القصة مفتوحة من دون أن يربطها بتاريخ محدد كما فعل في النهاية، وهدف الراوي إلى لفت انتباه القارئ إلى ما يصنعه المستعمر من مآسٍ، وليس متى بدأ؟ فذلك من اختصاص كتب التاريخ· وأوحت الرواية بأن الحقل كان احد مكونات الطبيعة وأكثر معالمها جمالاً والفؤاد أهم ما يحويه الإنسان بداخله حيث: ''ذات مساء من ليلة شتائية باردة من كانون الثاني عمد الشيخ عبد الله غيلان إلى ترك منزله البسيط خلسة···'' مثلما بدأ الاحتلال الانجليزي لمدينة عدن في يناير 1839م بدأت الرواية بإحدى ليالي الشهر نفسه لكن ليست السنة نفسها، ولم يقرر الشيخ عبد الله الرحيل عن أرضه (حقل الفؤاد) إلا بعدما ''اشتد اساه وضاقت به الدنيا وتفاقمت أحوال الناس بؤساً وضنكاً''، وحينم تتحدث الرواية عما لحق بالناس من ظلم وجور من قبل الاحتلال فإنها لا تغفل الإشارة إلى الركائز التي اعتمدها الاحتلال لتمرير ظلمه وطغيانه· يقول فؤاد مسعد ضيف الله من نادي القصة في اليمن: لا تغفل هذه الرواية عن الإشارة في أكثر من موضع إلى أهم سمات تلك الحقبة والمتمثل في التعايش الذي وجد بين سكان المستعمرات على الرغم من اختلاف دياناتهم وتعدد أجناسهم وليس أدل على ذلك من علاقة الحب التي ارتبطت بين الفتى المسلم صابر وراحيل الفتاة اليهودية التي ظلت وفية لهذا الحب إلى ما بعد زواجها مكرهة بالضابط الانجليزي (فيجس) ورحيلها من اليمن· ولم يكد ينته النصف الأول من القرن العشرين إلا وقد اندلعت الثورة الدستورية في شمال اليمن عام 1948م والتي شارك فيها الشاب ابراهيم ابن الشيخ عبد الله الذي ترك الحقل قبل سنوات، وبعد سقوط الثورة اقتيد ابراهيم إلى سجن حجة كغيره من الثوار· وفي العام نفسه شهد الحقل حدثاً آخر تمثل في ترحيل اليهود الذين كانوا يسكنون الحقل إلى فلسطين ضمن حركات التهجير التي تولت ترحيل اليهود من مختلف أنحاء العالم· واللافت في هذه الرواية حضور البعد الوطني والقومي على الرغم من أنها تتحدث عن قرية صغيرة تقع ضمن إحدى امارات الجنوب وتحديداً الضالع مسقط رأس الكاتب وإن لم يشر إليها صراحة، فهذا الشيخ عبد الله ترك أسرته وقريته لتسوقه الأقدار إلى فلسطين وهناك يموت شهيداً دفاعاً عن الحق المغتصب من قبل حفنة من شذاذ الافاق، وهؤلاء هم سكان الحقل يتابعون (صوت العرب) الذي ينقل لهم من مصر هموم الوطن العربي وقضاياه كل مساء يقضونه أمام المذياع الذي صاروا مولعين بالانصات إليه·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©