الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

العولمة تقفز بأسعار منتجات الألبان والمواد الغذائية

العولمة تقفز بأسعار منتجات الألبان والمواد الغذائية
19 أغسطس 2007 23:29
يتجمع أكبر تجار الأغذية في ألمانيا، كل عام، للتفاوض بشأن عقود منتجات الألبان الجديدة مع أهم منتجي الألبان في ألمانيا· في وقت تتزايد فيه أسعار الألبان ومنتجاتها نتيجة زيادة الطلب عليها· وللمرة الأولى، أصبح بإمكان مزارعي الألبان تهديد تجار الأغذية ببيع منتجاتهم لآخرين في أماكن أخرى، بعد أن أصبح سوق الألبان العالمي متعطشا فجأة للحليب الألماني· وأشارت التقارير الى أن أسعار منتجات الألبان، وعلى رأسها الحليب، المكون الأساسي للعديد من المنتجات الغذائية المعلبة، شهدت ارتفاعا لما يزيد عن الضعف في غضون عام واحد· وهذا بدوره يعني أن العولمة قد وصلت أخيراً الى أهم القطاعات المنظمة في العالم· وفي الوقت الذي لا يزال فيه قطاع منتجات الألبان في ألمانيا مرتبطاً بصورة المزارع البافاري وأبقاره ذات الأجراس، إلا أن الواقع يؤكد أن هذا القطاع قد تحول اليوم إلى صناعة تقوم بها الشركات المتعددة الجنسيات، وهي صناعة تؤثر بوضوح على أسعار الأسهم وأسواق السلع حول العالم· وأشارت مجلة بزنس ويك، في مقالة لها عن ارتفاع أسعار منتجات الألبان في ألمانيا، الى أن هناك طلبا متزايدا على الحليب، حيث نضبت كميات الحليب لدى منتجي وصانعي الأغذية المعلبة وغيرها، وكذلك الحال في سائر أنحاء الدول الأوروبية الأخرى· وكذلك الزبدة· ومثل هذه التطورات الايجابية، حسب رأي ''بزنس ويك''، شجعت المفوضية الأوروبية على الأخذ بعين الاعتبار إعادة النظر في مسألة تعديل وإعادة تشكيل ووضع السياسات الزراعية الأوروبية· وأعلن المفوض الأوروبي للقطاع الزراعي ماريان فيشر بويل رغبته في زيادة كتلة حصص الحليب، الذي تم تجميده لسنوات، بهدف تعزيز القرار الذي اتخذه وزراء الزراعة في الاتحاد الأوروبي من أجل القضاء على نظام الحصص الذي ينظم عملية إنتاج الحليب في أوروبا· لكن لن يتم القضاء على هذا النظام كليا قبل حلول العام ·2015 وقد لا يبدو ذلك الأمر مشجعا تماما، إلا أنه تمت على الأقل إعادة تنظيم وضع قوانين العرض والطلب للمرة الأولى منذ وضع التنظيمات واللوائح الخاصة بسوق الحليب في أوروبا في عام ·1968 ومن ناحيته، عبّر فرانك جاغر، رئيس رابطة منتجات الألبان في منطقة هيسي الألمانية، عن دهشته واستغرابه من التغيرات التي طرأت مؤخراً على سوق الألبان، وعلق بقوله: ''لا شك في أن قوى السوق هي المهيمنة والسائدة، لكن ما يبعث السعادة في نفوس المزارعين لا يُفرِح أو يُعجب المستهلكين بالضرورة''· وشهدت أسعار الحليب ومنتجات الألبان الأخرى ارتفاعا كبيرا في الآونة الأخيرة في ألمانيا، كأسعار الأجبان والزبدة، والآيس كريم الذي شهدت أسعاره ارتفاعاً لأكثر من 50 في المائة· وفي الوقت نفسه، قفزت أسعار منتجات غذائية أخرى، كالخبز والأرز بسبب العولمة· وخلف تلك الارتفاعات والقفزات في أسعار المواد الغذائية في ألمانيا، نجد أن الجميع حول العالم قد أدرك أخيراً أن هنالك نوعاً من التنافس القوي المتنامي على المواد الغذائية· وعلى سبيل المثال، كما ورد في مقالة مجلة البزنس ويك، فقد ارتفعت قيمة التبادل التجاري لحصص الحليب الآجلة في مركز شيكاغو للتبادل التجاري بنسبة 70 في المائة خلال الاثني عشر شهراً الماضية· كما أن أرقام شركة تشاينا مينغنيو للألبان، ومقرها هونج كونج، تشير الى بيع نسب أكبر من الحليب مؤخراً· ليس هذا فحسب، بل تمت الإشارة كذلك الى أن منتجي الألبان في الدول الصغيرة كاليونان قد انضموا الى موجة ارتفاع نسبة العوائد والأرباح· وذكر أيضاً أن معظم السلع الغذائية المُتداولة في الأسواق أصبحت أكثر تكلفة مؤخراً، مثل القمح والقهوة والكاكاو· ويراهن المُضاربون على أن هذا التوجه سيستمر، وعلاوة على ذلك، تشهد أسعار المواد الزراعية، كالحبوب الزراعية والأسمدة والمبيدات ارتفاعاً كبيراً وملحوظاً هي الأخرى· وتشير الإحصائيات الى أن أسعار تلك المُستلزمات والسلع الزراعية قد ارتفعت بنسبة 40 في المائة عما كانت عليه في العام الماضي· ويُذكر أنه لطالما كانت المواد الغذائية طوال عدة عقود مضت أرخص ثمناً في عالم الصناعة، ويعود الفضل في ذلك جزئياً الى انخفاض تكلفة العلف، ولكن يبدو أن الوضع قد بلغ حداً فاصلاً في اسعار العلف مؤخراً· من ناحية أخرى، تشهد أسعار الخبز ارتفاعاً ملحوظاً هي الأخرى في ألمانيا، الى جانب ارتفاع أسعار اللحوم، والمارجرين (السمن النباتي) بنسبة 20 في المائة مقارنة بأسعارها في العام الماضي· وتشير الأرقام والإحصائيات الحديثة الى أن الطلب العالمي على المواد الغذائية، وعلى وجه أخص عالية الجودة منها، يشهد تزايداً كبيراً· والصين على وجه أخص، وما تملكه من تعداد سكاني لا يقل عن 1,3 مليار نسمة، توشك حاجتها لكميات هائلة من المواد الغذائية على الانفجار· وتعمل محلات السوبر ماركت في كل من بكين وشانغهاي الآن على توسيع أقسام البرادات التي تعرض منتجات الحليب، والزبدة، والأجبان واللبن الرائب· وبالرغم من أن عدد مزارع الألبان تضاعف في غضون السنوات الخمس الماضية، الأمر الذي صنف الصين لتحل المرتبة الثالثة في قائمة أكبر منتجي الألبان في العالم بعد الهند والولايات المتحدة، إلا أن نسبة وارداتها من منتجات الألبان، ارتفعت في العام الماضي بمعدل عشري مضاعَف مرتين· وكانت أستراليا، التي تعد المُوَرّد التقليدي لمنتجات الألبان بالنسبة للصين، قد صدّرت كميات أقل من الألبان إبّان سنوات الجفاف التي أصابت الحقول الأسترالية، الأمر الذي أجبر الصين على البحث عن جهات توريد جديدة، ولم تجد أفضل من أوروبا لسدّ احتياجاتها من منتجات الألبان· ويعتبر البعض أن هذا هو السبب وراء تزايد معدل الطلب العالمي على منتجات الألبان من 2,5 الى 3 في المائة كل سنة· وهناك سبب آخر وراء موجة ارتفاع أسعار المواد الغذائية، وعلى وجه أخص منتجات الألبان· ويتمثل هذا السبب في الاستخدام المتزايد للوقود الحيوي وسط القلق المتزايد بشأن تغيّرات المناخ، حيث يساعد ذلك في مكافحة آثار ونتائج ظاهرة الاحترار (أو الاحتباس) الحراري الآخذة في الازدياد هي الأخرى· وهذا بدوره أدى الى حرص المزارعين على الإكثار من زراعة محاصيل الذرة عوضاً عن محاصيل الحبوب الغذائية الأخرى·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©