قد يرى البعض أن القصة التي نعرضها لهم غريبة نوعا ما، لكن هذه هي الحقيقة وهذا هو الواقع المرير الذي تعيشه خمس بنات وأخوهن في منزل بمنطقة بني ياس، والمشكلة هي أن الوالدين منفصلان بعد الهجر وعدم إنفاق الوالد على الأم وعلى أبنائها منذ عام 1996 وتنازلت الأم عن حضانة البنات لأخيهن، حيث إن الوالد لم يوافق على الحضور إلى المحكمة وانتقال الحضانة إليه وإعالة البنات، ورفض تحمل مسؤولية بناته التي وقعت على الأخ، وهو بحكم التزامه بأسرته لا يستطيع الإنفاق على البنات، كما أنه يسكن في منزل بعيد عنهن، فلهذه الظروف تسكن البنات الخمس في بيت كبير وحديث ولكنه يعاني من ضعف وعطل في الكثير من مرافقه، بالإضافة إلى أنه بين منازل في الغالب مهجورة لم يسكنها أحد إلى الآن، والمسافة بين بيتهن وبين المعاهد والجامعة لا تقل عن 37 كم، وتعتمد الفتيات على المواصلات، لذا فإنهن يقمن بإنفاق نصف المعونة الشهرية المخصصة لهن من الشؤون وقدرها 3000 درهم على المواصلات، ومشكلتهن أن المنزل أشبه بالخراب لأنه دون أثاث، حيث يصعب عليهن تأثيث المنزل، فهن بالكاد ينفقن على أنفسهن ومواصلاتهن، ومشكلة أخرى يعانين منها وهي أن والدهن عندما علم بأنهن يتسلمن معونة من الشؤون اقتحم عليهن المنزل وطالب بأخذ المبلغ منهن عنوة، كما أنه يشرب الخمر في المنزل ويأتي برفاقه للمسامرة، وهن بنات لا حول لهن ولا قوة، ولجأت الفتيات لمركز الشرطة والدعم الاجتماعي، لكن إلى الآن لم يحصل شيء بهذا الشأن، ولا يعاونهن في المنزل بل يضربهن ويحاول منعهن عن الدراسة· هذه هي معاناة البنات الخمس اللائي، يناشدن أصحاب القلوب الرحيمة مساعدتهن على تأثيث المنزل بأساسياته الضرورية، ليكون منزلا يحفظ لهن كرامتهن، فالبيت يفتقر لوجود الضروريات كوضع طبيعي في كل منزل كالمكيفات العادية، وثلاجة للمطبخ، وغاز للمطبخ وغسالة، وغرف نوم، والمنزل كله بحاجة إلى ستائر تسترهن عن عيون الناس، فدخلهن الشهري 3000 درهم فهل سيكفي للمواصلات أم المأكل والمشرب أم تأثيث المنزل بمتطلباته الأساسية؟ فمن يستطيع أن يساعدهن في محنتهن ليتخطين الصعوبات والمعوقات، ونحن على أبواب الشهر الفضيل فمن يعتق نفسه ورقبته من النار بمساعدة هؤلاء البنات المحتاجات؟·
عدد اليوم
