الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خمس أساطير حول تركة «ريجان»!

6 فبراير 2011 21:52
تحيي أميركا الآن الذكرى المئة لميلاد الرئيس الأسبق رونالد ريجان الذي باتت رئاسته تمثل نبراساً للحركة المحافظة المعاصرة؛ إذ من المستحيل تقريباً في 2011 أن ينجح سياسي "جمهوري" بدون الإشارة إلى ريجان كمثال وقدوة؛ والحال أن كثيراً مما يعتقد ناخبو اليوم أنهم ما يعرفونه عن الرئيس الأميركي الأربعين هو في الواقع أساطير أكثر من كونه واقعاً، وهو في أحسن الأحوال تصورات خاطئة ناتجة عن مرور الزمن، أو عن محاولات مدروسة لإعادة بناء أو إعادة صنع تركة ريجان. ولكن، ما هي هذه الأفكار الخاطئة، أو لنقل الأساطير؟ 1 - كان ريجان أحد أكثر الرؤساء الأميركيين شعبية. صحيح أن ريجان ما زال يحظى بشعبية حتى بعد مرور أكثر من عقدين من الزمن على مغادرته البيت الأبيض؛ حيث منحه استطلاع للرأي أجرته "سي. إن. إن" و"أوبينيون ريسُرتش" الشهر الماضي ثالث أعلى معدل تأييد شعبي بين رؤساء الخمسين سنة الماضية، خلف جون كيندي وبيل كلينتون. غير أن معدل التأييد الشعبي لريجان خلال السنوات الثماني التي قضاها في السلطة لم يكن خارقاً للعادة: 52.8 في المئة، حسب معهد "جالوب". وهو ما يضع الرئيس الأميركي الأربعين ليس خلف كيندي وكلينتون وإيزنهاوز فحسب، ولكن أيضاً خلف جونسون وبوش الأب. وخلال رئاسة ريجان، تأرجحت شعبيته ارتفاعاً -بعد محاولة اغتياله في 1981 على سبيل المثال- وانخفاضاً أيضاً في أوقات عديدة. ففي 1982، انخفض معدل التأييد الشعبي لريجان إلى 35 في المئة نتيجة لتجاوز المعدل الوطني للبطالة حاجز الـ10 في المئة،؛ وفي أوج فضيحة "إيران- كونترا"، كان قرابة ثلث الأميركيين يريدون منه أن يستقيل. 2 - كان ريجان من الرؤساء الذين عملوا على خفض الضرائب. مما لاشك فيه أن الخطوة الأكثر جرأة التي أقدم عليها ريجان كرئيس كانت خفضه للضرائب عام 1981. ولكن في العام التالي، وبينما كان الاقتصاد عالقاً في الركود وفي وقت بدأ يخرج فيه العجز الفيدرالي عن السيطرة، تعرض ريجان لضغوط قوية، حتى من منظمات مثل "بيزنس راوندتيبل"، من أجل رفع الضرائب. وهو ما فعله: وكان قانون المسؤولية الضريبية لعام 1982 وقتها هو أكبرَ زيادة في الضرائب زمن السلم في تاريخ الولايات المتحدة. وفي النهاية، وقع ريجان قوانين رفعت الضرائب الفيدرالية كل عام من ولايتيه الرئاسيتين ما عدا العام الأول والعام الأخير. ولكن إذا كان الأميركيون الأغنياء قد استفادوا من سياسات ريجان الضريبية، فإن العمال الأميركيين دفعوا ضرائب أعلى عندما غادر ريجان السلطة مما كانوا يدفعون عندما استلم الحكم. 3 - كان ريجان من "الصقور" المتشددين. قبل وقت طويل على انتخابه رئيساً، تنبأ ريجان بانهيار الاتحاد السوفييتي بسبب الفساد وانعدام الفعالية الموجودين في النظم الشيوعية. وقد أثبتت تنبؤاته صحتها، إلا أن من غير الواضح ما إن كانت جهوده لزيادة الحشد العسكري قد دفعت العملية إلى الأمام . وعلى رغم أن ريجان عمل على توسيع الجيش الأميركي وأطلق برامج أسلحة جديدة إلا أن مساهمته الحقيقية في إنهاء الحرب الباردة تمثلت في رغبته التفاوض حول خفض الأسلحة مع الزعيم السوفييتي ميخائيل جورباتشوف وتشجيعه له كإصلاحي داخلي. وبالفعل، فقد وجد استطلاع رأي أجرته "يو. إس. إيه. توداي" بعد أربعة أيام على سقوط جدار برلين أن 43 في المئة من الأميركيين ينسبون الفضل في ذلك إلى جورباتشوف، في حين أشار 14 في المئة فقط منهم إلى ريجان. وباستثناء قصف ليبيا في 1986، فقد خيب ريجان أمل مساعديه "الصقور" بعدم رغبته الرد عسكريّاً على التحديات في الشرق الأوسط.وحسب كاتب سيرة ريجان الذاتية "لو كانون"، فإن ريجان كان يصف مقتل المدنيين الأبرياء في عمليات محاربة الإرهاب بأنه "إرهاب في حد ذاته". 4 - كان ريجان من الرؤساء الذين عملوا على تقليص حجم الحكومة الفيدرالية. اشتهر ريجان بقولته: "في الأزمة الحالية، الحكومة ليست هي الحل؛ بل إن الحكومة في حد ذاتها هي المشكلة"؛ غير أن هذا الخطاب لم يمنع الرئيس الأميركي الأربعين من زيادة حجم الحكومة الفيدرالية بكل طريقة ممكنة خلال أعوامه الثمانية في السلطة. فقد ازداد الإنفاق الفيدرالي بمعدل 2.5 في المئة سنويّاً حين كان ريجان رئيساً للبلاد. كما تضخم الدَّين الوطني حيث ارتفع من حوالي 700 مليار دولار إلى قرابة 3 تريليونات دولار. ويرى العديد من الخبراء أن العجز المالي الضخم خلال رئاسة ريجان لم يزد الركود الذي كان يضرب البلاد أوائل التسعينيات سوءاً فحسب، وإنما حكم أيضاً على خلفه بوش الأب بولاية رئاسية واحدة بعد أن اضطر إلى التخلي عن تعهد "لا ضرائب جديدة". 5 - كان ريجان أحد المقاتلين المدافعين عن الثقافة المحافظة. إن مساهمة ريجان في الحروب الثقافية خلال عقد الثمانينيات كانت في الغالب خطابية ورمزية؛ إذ على رغم أنه نشر كتاباً في 1983 حول معارضته الشرسة للإجهاض (متجاهلاً حقيقة أنه رخص للإجهاض في كاليفورنيا حين كان حاكماً للولاية أواخر عقد الستينيات)، إلا أنه لم يسعَ أبداً وراء منع دستوري للإجهاض. وعلاوة على ذلك، فقد بدأ ريجان ممارسة غريبة تتمثل في التحدث مع التجمعات المناهضة للإجهاض عبر الهاتف وليس شخصيّاً -وهي عادة واصلها من بعده الرؤساء "الجمهوريون" اللاحقون. كما دافع عن الصلاة في المدارس العامة في خطبه، ولكنه لم يفعل من أجل ذلك شيئاً ملموساً في التشريعات. ويل بانتش كاتب وصحفي أميركي في منظمة «ميديا ماترز فور أميركا» ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©