الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

منفصـلان تحت سقف واحد.. وبيوت لا يسندها إلا العِشْرة

منفصـلان تحت سقف واحد.. وبيوت لا يسندها إلا العِشْرة
19 أغسطس 2007 01:45
كثيراً ما نقرأ عن الأساليب والطرق التي من شأنها أن تنقذ صرح الزواج، وتقوي العلاقة الزوجية، ونتجاهل في الوقت نفسه الأسباب التي تؤدي في الأساس الى إضعاف هذه العلاقة، وبالتالي التأثير سلباً على استمرارية الزواج وعلى الأسرة· ولا شك أن البحث عن هذه الأساليب والطرق ضروري ومهم، لكن الأهم هو تجنب الأسباب الداعية الى المشكلة، وإذا كان المثل القائل: ''درهم وقاية خير من قنطار علاج'' يصح في مجال المرض والصحة كنوع من الوقاية، فإنه يصح أيضاً في العلاقات الزوجية، فتجنب الأسباب المؤدية إلى ''البرود الزوجي''- إن صحت العبارة- هو الخطوة الأولى، وربما الأهم لعلاج المشكلة أوتجنب وقوعها أصلاً· ولا يختلف اثنان على أن الزواج الناجح يعتمد على مقدرة الزوجين على التأقلم والتعايش مع المشاكل والتحديات التي قد يواجهانها في الحياة معاً· للخوض في مثل هذا الموضوع الهام، لابد من العودة للوراء قليلاً، وبالتحديد إلى بداية الزواج لنتذكر المشاعر العارمة التي تجعل الزوجين حريصين على تمضية الوقت الكافي مع بعضهما البعض، والحب المتبادل الذي يظهر في حركات كل منهما وسكناته، ويعبر عنه بالكلمات والعبارات التي تفصح عما في قلبه للآخر من عشق· ثم تمضي الأيام، وقد يرزقان بالأطفال وينغمسان في مشاغل الحياة اليومية مطمئنين ومسلّمين بحب كل منهما للآخر، لكن مع الانغماس في مشاغل الحياة، تبدأ المشاكل في الظهور· ومن هنا يجب على الزوجين الانتباه والحرص على إيصال مركب الزواج إلى بر الأمان· انفصال روحي وقد يحدث أن يعيش الزوجان معاً بلا انفصال، مما يعني أن صرح الزواج لا يزال قائماً، لكن بلا علاقة تربط بين القلبين· وهذا ''الانفصال الروحي'' من أخطر القضايا الأسرية التي تعاني منها أسر كثيرة، حيث يفضل الزوجان تحمل هذا النوع من الحياة الرتيبة التي تخلو من مشاعر الحب الجياشة، وتكتفي بالمشاعر الناتجة عن ''العِشرة''، ويستمران في الزواج بسبب الأطفال، أوبسبب الخوف من الطلاق ومن بعض القيود الاجتماعية التي تنظر بنظرة سلبية لكل من الزوج أوالزوجة المطلقة· لذا، كان من المهم جداً الحرص على إثراء العلاقة الزوجية، كي يتمكن الزوجان من تحمل الصعاب والتحديات التي تهدد صرح زواجهما· الجدير بالذكر أن تعامل الأزواج مع المواقف الحرجة والمشاكل الزوجية يختلف باختلاف الشخصية، والبيئة التي قَدِم منها· فبعض الأزواج يتمكنون من إخماد نار المشاكل والتعامل معها بطرق وأساليب تفلح في تهدئة جو التوتر والغضب· وبالمقابل، هناك من لا يحتمل، ولا يعرف كيفية التصرف عند مواجهة أبسط مشكلة، بل قد يفتقر إلى أسلوب الحوار والنقاش البنّاء الذي يهدف إلى حماية العلاقة الزوجية من عواصف المشاكل التي لا تحمد عقباها على العلاقة والشراكة الزوجية من الناحية العاطفية، وربما الجسدية كذلك· علامات الخطر بالطبع، هناك العديد من الطرق التي يجب اتباعها لضمان نقاش متحضر للتوصل الى حل، والتي يكثر الحديث عنها، لكننا هنا نفضل التطرق إلى علامات الخطر، التي إن وُجدت أولوحظت، فإنها تدل على أن هذا الزواج مهدد بسبب عدم تمكن الزوجين أوأحدهما من التعامل جيداً مع النزاع الزوجي الحاصل· ؟ لا يتمكن الزوجان من العمل كثنائي أوكفريق متعاون لحل المشكلة، وبالتالي تصبح الأمور أسوأ، ويزداد عدد المرات التي يَجْرَح فيها الطرفان بعضهما البعض· ؟ يجد الطرفان صعوبة كبيرة في التواصل بطريقة مريحة· ؟ يذكر أن معظم الأزواج يختَبرون ويمرّون بفترات خصام وعدم اتفاق حول أمور حياتية معينة، وقد يحدث أن يتجاهلا كلاهما أوأحدهما النواحي الايجابية التي تتميز بها علاقتهما· أسباب وإذا كانت هذه هي المؤشرات أوالعلامات التي تدل الزوجين على ''حرج المرحلة'' التي يمر بها زواجهما، فما هي الأسباب التي قد تؤدي إلى موت العلاقة الزوجية؟ كلما زادت مشاغل الحياة، تزداد أعباء الزوجين، فهما مطالبان بالاهتمام بمنزل يؤوي أسرة مكونة من أطفال يحتاجون الرعاية والاهتمام والتربية من قبل الوالدين، لكن عوضاً عن ذلك يهمل أحد الزوجين أوكلاهما تأدية الدور الأهم بحجة الانشغال وعدم توفر الوقت الكافي لإنجاز جميع الأمور· والنتيجة أن العمل يلتهم معظم الوقت، وقد يؤدي إلى إهمال الشريك والانشغال عن احتياجاته، مما يعود بنتائج سلبية على العلاقة الزوجية· ويحدث أيضاً أن يتجاهل أحد الزوجين اوكلاهما الأمور الحياتية الصغيرة التي من شأنها أن تقوي العلاقة، كتمضية وقت ممتع مع شريك الحياة· والواقع يؤكد أنه من النادر أن يخصص الزوجان أوأحدهما وقتاً للتحدث، وفي حال حدث وقررا تمضية بعض الوقت كنوع من التغيير، ينتهي بهما الأمر إلى افتعال مشكلة لم تكن في الحسبان· السبب الأخطر الذي يؤدي الى موت العلاقة الزوجية، وفقدان الإحساس بحب شريك الحياة هو ألا يشعر أحد الطرفين بدعم ومحبة الطرف الآخر، بل بالعكس يجد أن وجوده لا يعني سوى الألم والضيق· يحدث أيضاً، وبسبب كثرة المشاكل التي تعصف بالحياة الزوجية، أن ينسى أحد الطرفين السبب الذي جعله يرتبط بهذا الشخص، مما يعني أن الندم بدأ يتسرب الى القلب· في النهاية يجب التأكيد على ضرورة سعي كلا الطرفين لتقوية العلاقة الزوجية، لأنها أساس الزواج الناجح والسعيد، فكثير من الأزواج يعيشون تحت سقف واحد، لكن لا يعرفون طعماً للسعادة· وكل ذلك بسبب موت العلاقة الزوجية التي تمنح الطرفين قوة تحمل أخطاء الطرف الآخر، وتعينهما على التوصل الى طرق وأساليب تساعدهما على الاشتراك معاً في إنقاذ مؤسسة الزواج·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©