الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

معاق يعول أماً وزوجة و3 أبناء·· ومهدد في السكن!

19 أغسطس 2007 01:34
ما أقسى الحياة عندما تتحد المصائب وتتعاون على النيل من شاب مسكين·· أخونا راشد ناصر الزعابي جاء إليكم يجر أذيال الألم وقلة الحيلة وصعوبة الإعاقة، يشكو بصوت لا يبين·· لا تعلم إن كان من الإعاقة أم من مرارة الكلام· شاب مواطن شاءت الأقدار أن يصاب بحادث أليم وهو طفل في الخامسة من عمره، أنقذته العناية الإلهية من موت محقق، ولكن أجريت له الإسعافات والعمليات الجراحية التي تركته معاقاً·· في يده اليمنى، مع تفاوت في طول الساقين، يستدعي استخدام الأجهزة المساعدة، إضافة إلى ثقل في اللسان يصعب معه النطق بوضوح كامل، فعاش يدعو الله ويقول: ''واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي''·· ولم تشأ الأيام أن ترحمه فمات أبوه·· الوحيد الذي كان يعوله ويصد عنه بعض نوائب الدهر·· كبر راشد وتعايش مع إعاقاته المتعددة المركبة، راضيا بقضاء الله الرحمن، ولأن الحياة لا تخلو من أصحاب القلوب الرحيمة أبداً فقد حصل راشد على عمل بسيط في نادي تراث الإمارات، يكفل له دخلاً محدوداً، إلا أنه يسد به احتياجاته الضرورية، تزوج ليرى الجانب الآخر من الحياة·· الجانب المنير، وفرح قلبه بثلاثة أطفال، رغم ثقل الحمل الذي يحمله على كاهله·· نفقاته هو وأمه وزوجته وأولاده الثلاثة·· وإعاقته في يده وقدمه ولسانه!! وفوق كل ذلك فإن والده رحمه الله، كان له أولاد كثر من أكثر من زوجة، يعيشون في نفس المنزل، فتركوا له غرفة واحدة فقط ليعيش فيها هو وأمه وزوجته وأولاده الثلاثة، ورغم كل ذلك كان راشد راضياً حامداً لله، إلا أن ورثة الدار، وهم عشرة أفراد، سيبيعونه قريباً·· فأين يسكن راشد بأسرته وأمه؟ وكيف يدبر سكنا بديلا براتبه البسيط الذي لا يحصل عليه كاملاً نظراً لأنه مع قطار الحياة وظروفها القاسية عليه، اضطر للجوء إلى الدَّين الذي يستقطع من راتبه القليل جداً أصلاً، مبلغ 1000 درهم شهريا، إضافة لاستقطاع 300 درهم للتقاعد· يقول راشد، وصوته يختنق بالعبرات: ''أنا لا أطلب إلا الرحمة بأسرتي·· أمي الحبيبة، وزوجتي التي صبرت على إعاقتي وظروفي المادية، وأبنائي الصغار، الذين لا أحد لهم، بعد الله، إلا أنا·· وأنا كما ترون حالي·· لو كان الخطر يتهددني وحدي لهان الأمر، فقد تصالحت مع قسوة الظروف وأصبح الصبر صديقي، ولكن الجديد في الخطر أنه يتهدد أحبابي·· أهلي وصغار المساكين·· ارحمونا، لقد تقدمت بطلب منزل شعبي أو أرض سكنية منذ 6 سنوات، ولا أحد يجيبني حتى الآن، راجعت وراجعت دون رد، إلا مِن ''يصير خير''! ·· أنا لا أملك في هذه الدنيا الفانية شيئاً، وها هم ورثة الدار التي أسكن أنا وأمي وأسرتي في إحدى غرفها يريدون أن يبيعوها، فأين أذهب أنا وأسرتي·· هل يرضيكم أن ننام في الشارع؟! أيرضيكم أن تتعرض نساء أسرتي، أمي وزوجتي، لخطر الشارع؟، أليس للمسؤولين أطفال كأطفالي؟ يخافون عليهم من النسمة العابرة؟ فكيف بالعواصف على أولادي؟''·· ونحن بدورنا نناشد من بيده الأمر إنقاذ هذا الشاب المواطن، وندعو أهل الخير، أصحاب القلوب الرحيمة إلى مد يد العون لأسرة هذا المسكين، لنؤكد له ولأمثاله أن الدنيا بخير·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©