الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

رايس تهرب من ميراث العراق إلى سلام الشرق الأوسط

18 أغسطس 2007 03:16
في الوقت الذي لم يتبق لادارة الرئيس الأميركي جورج بوش سوى 17 شهرا في السلطة تسارع كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الاميركية الى ترك تراث في مجال السياسة الخارجية لا يلقي العراق بظلاله عليه· وتعني استقالة كارل روف المستشار السياسي لبوش هذا الاسبوع ان رايس ستلعب دورا محورا بشكل اكبر كواحدة من اخر الاعضاء المتبقين من الدائرة الداخلية الاصلية لبوش· وكانت رايس مع بوش منذ البداية تقدم له المشورة بشأن قضايا السياسة الخارجية عندما رشح نفسه للرئاسة عام 2000 وعملت كمستشارة للامن القومي عندما دخل العراق واصبحت وزيرة للخارجية في يناير ·2005 وتحولت رايس الى عملية صنع السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين كإحدى الاولويات في الايام الاخيرة من ادارة بوش· ودعا بوش الى عقد مؤتمر للشرق الاوسط في وقت لاحق من العام الجاري على امل ان يتمكن من اطلاق شيء ما كبير ويعزز تراثه· وتتطلع رايس ايضا الى كوريا الشمالية واتفاقية لجعل شبه الجزيرة الكورية منزوعة السلاح النووي وهو امر يواجه عقبات كثيرة· وخلال الاشهر الاخيرة في السلطة قام الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون باخر دفعة بشأن كوريا الشمالية وصنع السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين· ولم يحقق النجاح على اي من الجبهتين· ويشك خبراء السياسة الخارجية الأميركية في ان تتمكن رايس من تحقيق مالم يستطيع كلينتون انجازه في فترة الضعف التقليدية لاي رئاسة· ويشيرون الى ضعف وانقسام في الحكومات في كل من اسرائيل والاراضي الفلسطينية بالاضافة الى شكوك من جانب الدول العربية التي مازالت تشعر بألم من حرب العراق وغضب من انحياز واشنطن الى جانب اسرائيل خلال الحرب مع لبنان في الصيف الماضي· وقال جون الترمان من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ''انهم ينتظرون انتهاء هذه الادارة ولا يرون سببا لاعطاء تنازلات''· وتوقع ايفو دالدير وهو باحث كبير في معهد بروكنجز ان يهيمن الغزو الاميركي للعراق وما أعقبه من فوضى على كتب التاريخ· وقال ان ''العراق شائبة ستلقى بظلالها على كل شيء· مهما كان الميراث ايجابيا فستبطله حقيقة ان العراق حرب بدأتها هذه الادارة·'' ولكن فيليب زيليكو مستشار رايس السابق قال انه على الرغم من ان العراق ربما يلقي بظل فانه يعتقد ان من السابق لاوانه اصدار حكم على اي ميراث· وقال زيليكو الذي كان مستشارا لرايس حتى يناير كانون الثاني عندما عاد الى التدريس في جامعة فيرجينيا ''الامر قد يكون اكثر تعقيدا بكثير بعد عام من الان·'' وسرد ما وصفه بانجازات رايس حتى الان وهي تحسين العلاقات مع الحلفاء الاوروبيين الغربيين وتعزيز التعاون مع الصين بشأن قضايا تراوحت بين دارفور ومعاقبة ايران على خططها النووية· وبشأن الجانب السيئ أشار زيليكو الى حرب العراق وتصور ان الولايات المتحدة قد تجاوزت في طموحاتها والفشل في اعطاء اهتمام كاف لارتفاع درجة حرارة الارض· واضاف ''الان الادارة بدأت تغير ذلك ولكن بامكاننا ان نكون منتقدين بشكل منصف لبطئها''· واشار زيليكو الى الصين كأحد مجالات النجاح ولكن اخرين قالوا ان العراق هيمن على جدول اعمال السياسة الخارجية على حساب مناطق مثل الصين وافريقيا· وقال ديفيد روثكوبف من معهد كارنجي للسلام الدولي ان ''مأساة العراق الحقيقية بصرف النظر عن حقيقة انه دمر سمعة الولايات المتحدة في العالم هو ان العالم لم يقف ساكنا''· وقال المؤرخ الان ليتشمان من الجامعة الاميركية في واشنطن ان التقييمات تتغير بمرور الوقت ولكنه توقع ان يكون العراق بالنسبة لادارة بوش كفيتنام بالنسبة لميراث الرئيس ليندون جونسون· واضاف ''التاريخ قد ينتقد بوش وفريقه بشكل اكبر لان بوش ومستشاريه كان امامهم مثال فيتنام ورغم ذلك اخطأوا''·
المصدر: واشنطن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©