معارك شوارع في مخيم البارد

اعلن متحدث باسم الجيش اللبناني أن عنصرين من جماعة ''فتح الإسلام'' قتلا أمس خلال تقدم جديد للجنود اللبنانيين في مخيم نهر البارد في شمال لبنان باتجاه المعاقل الاخيرة لهذه الجماعة· وقال المتحدث إن ''وحدات الجيش واصلت تقدمها ودمرت عدة ابنية كانت تستخدم كتحصينات من قبل الإرهابيين، وقد قتل اثنان منهم ولا تزال جثتاهما في المكان''· وتابع المتحدث ''ان الخناق يضيق عليهم وتدمير الابنية المحيطة بمعقلهم الاخير يجعلهم مكشوفين اكثر فاكثر لنيران الجيش''· وافاد مراسل وكالة ''فرانس برس'' ان تبادلا لاطلاق النار بالاسلحة الرشاشة سجل بين الطرفين الا ان المروحيات لم تتدخل في المعارك خلافا لما حصل خلال الايام القليلة الماضية· وقال ضابط في المكان طالبا عدم الكشف عن اسمه ان ''مواقع الطرفين باتت متقاربة جدا لذلك اصبح من الضروري الحذر الشديد عند تدخل المروحيات خوفا من اصابة مواقعنا''· وقد دخلت المعارك بين الجيش اللبناني وجماعة ''فتح الإسلام'' في مخيم نهر البارد قرب طرابلس في شمال لبنان مرحلة الحسم النهائي، حيث إن المواجهات العسكرية تدور منذ أيام، في بقعة صغيرة من شارع الى شارع وبناية الى بناية وشقة الى شقة، حيث افيد عن التحام بين الطرفين واستخدام للسلاح الأبيض· وترافق هذه المواجهات حركة ناشطة للجرافات التي تعمل على إزالة الدشم والردميات لافساح المجال امام دبابات وآليات الجيش للدخول الى الأحياء والازقة الضيقة التي يتواجد فيها مسلحو ''فتح الإسلام''· وكشفت مصادر الجيش اللبناني أن وحداته تمكنت من اختراق وتحطيم الدفاعات العسكرية التي كان المسلحون قد أقاموها للدفاع عن ملاجئهم ومخابئهم التي يتحصنون فيها مع عائلاتهم واستخدموها كقلاع في مواجهتهم مع الجيش· ولم تهدأ العمليات العسكرية منذ يومين حتى الآن واستخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة الرشاشة الخفيفة والمتوسطة وتمكن الجيش بنتيجتها من السيطرة على عدد من المباني الجديدة عند المدخل الجنوبي للمخيم، انطلاقاً من سوق الخضار ومتفرعاته الى الجهة الشمالية الغربية للمخيم·وواصلت مدفعية الدبابات ومدفعية الميدان قصفها المركز على المحيط الجنوبي لمبنى التعاونية وأطراف حي المهجرين، الذي أصبح بحكم الساقط عسكرياً، بعد ان تمكن الجيش من السيطرة عليه بالنيران، وباتت الوحدات العسكرية على مسافة 50 متراً فقط من ملجأ أبو عمار الشهير، الذي يعتبر من أبرز معاقل المسلحين كونه محصناً ومحمياً بعدد من الأبنية ومداخله ومخارجه مموهة وغير مكشوفة ويتصل بعدد من الأزقة والمباني عبر ممرات تحت الأرض يستخدمها المسلحون في تنقلاتهم· وعنفت المواجهات صباح أمس في أحياء الدامون والبروة ومحيط مسجدي الحاووز والشيخ علي حيث توجد العديد من المخابئ، وأقدم الجيش على إحراق عدد من المباني التي سيطر عليها نظراً لإقدام المسلحين على تفخيخها قبل انسحابهم منها وشوهدت أعمدة الدخان الأسود تنبعث من مداخل سوق الخضار·ونفذت وحدة من مغاوير الجيش عملية تقدم ناجحة في حي سعسع أسفرت عن مقتل عدد من مسلحي ''فتح الاسلام'' واسر عدد من المسلحين الجرحى· وواصلت الطائرات المروحية طلعاتها الاستكشافية فوق المخيم لمراقبة المواقع التي يتحرك فيها المسلحون ويطلقون منها صواريخ ''الكاتيوشا'' باتجاه القرى والبلدات المجاورة للمخيم حيث سقط أمس صاروخ في بلدة بحنين واقتصرت الأضرار على الماديات· الى ذلك طالب الداعية الإسلامي فتحي يكن الجهات القضائية المختصة المدنية والعسكرية بإحالة كل المتطاولين على الجيش الى القضاء واتخاذ ما يلزم لإسقاط الحصانة عن هؤلاء الذين يظنون انها تحميهم من تلقي العقاب الذي يستحقون·وشدد على ضرورة كشف الجهات التي تقف وراء مجيء ''فتح الاسلام'' الى لبنان عموماً ومخيم نهر البارد خصوصاً·واستنكر النائب السابق اميل اميل لحود بشدة تعرض البعض للجيش اللبناني ولقيادته، في حين يواجه الجيش في نهر البارد أشرس المعارك في مواجهة مجموعة ''فتح الاسلام'' الأصولية·