أوروبا تستثمر 27,1 مليار دولار في مشاريع الطاقة البديلة

لا يبدو أن الطريق الأسرع لجني ثروة هو السعي لإنقاذ الكوكب الذي نعيش فيه، إلا أن الكثير من المستثمرين يراهنون على أن الطاقة البديلة والمستديمة تمثل عاملاً هاماً اليوم لجني ثروات نقدية كبيرة· وفي الواقع، فإن قطاع الطاقة البديلة يتحول بسرعة البرق الى أحد الاقتصادات التي لا تقل قيمتها عن ملايين المليارات من الدولارات الأميركية، الأمر الذي يمنح الشركات فرصة لدعم ومضاعفة هوامش عوائدها وأرباحها، وكذلك المساعدة في محاربة ظاهرة تغيّر المناخ في الوقت ذاته· وبالاستفادة من تلك الثورة الاستثمارية، ذكر أن موجة من الشركات الأوروبية تحولت الى شركات رائدة في مجال تكنولوجيا الطاقة البديلة، وبالتالي المساهمة في جعل أوروبا من المراكز الرائدة في خفض انبعاثات الكربون على مستوى العالم· وأصبحت مسألة مكافحة تغيرات المناخ من المشاريع التجارية الاستثمارية الكبيرة· ووفقاً لشركة الأبحاث ''نيو كربون فاينانس''، ومقرها لندن، فإن كلاً من الاستثمارات العامة والخاصة حول العالم في قطاع الطاقة المتجددة ستزيد عن 90 مليار دولار خلال العام الجاري ،2007 أي بزيادة قدرها 27 في المائة عن العام السابق· وأشار برنامج الأمم المتحدة البيئي الى أن أوروبا لا تزال في مقدمة الوُجهات المثالية للاستثمار في هذا المجال، حيث يبلغ إجمالي قيمة الاستثمارات التي تأتي إليها في هذا القطاع 27,1 مليار دولار (حسب إحصائيات عام 2006)، وفي المرتبة الثانية تحل الولايات المتحدة، بقيمة استثمارات تبلغ 22,5 مليار دولار· وتم العام الماضي تخصيص مبلغ لا يقل عن 27,9 مليار دولار لتمويل مشاريع الطاقة المتجددة حول العالم، وحوالي 18 مليار دولار في 180 صندوقا استثماريا مُوَجّهة للتركيز على الطاقة المُستديمة· وبهذه المبالغ الضخمة المخصصة لهذا القطاع، فإن العديد من شركات القطاعين الخاص والعام الأوروبية تحاول جاهدة الإسراع في الانقضاض على تلك الفرص الجديدة، كما أن تلك الشركات تهيمن حالياً على بعض الصناعات الهامة في قطاع الطاقة المتجددة والمستديمة كصناعة توربينات طاقة الرياح، وتصاميم ونماذج الألواح الشمسية· ومع إجمالي مبيعات ســـنوية لا تقــل عن 737 مليــون دولار، انتهت شركة slleC-Q الألمانية أخيراً من بناء وتشييد أكبر حقل ومزرعة شمسية في جنوب إسبانيا· كما أن شركة (Vestas) الدنماركية لصناعة توربينات الرياح، التي بلغت عوائدها وأرباحها لعام 2006 حوالي 279 مليون دولار، أصبحت الشركة الرائدة عالميا في مجال توريد وصناعة توربينات الرياح· ليس هذا فحسب، بل تحاول الشركات الأوروبية ابتكار وتطوير طرق جديدة لتوليد وإنتاج طاقة الكهرباء المتجددة· ومن أمثلة تلك الشركات الأوروبية، شركة مارين كارانت توربينز (MCT)، ومقرها في جنوب انجلترا، والتي ابتكرت طريقة لتسخير قوة المدّ البحري لتوليد وإنتاج الطاقة الصديقة للبيئة، وتتوقع الشركة الانتهاء من أول مشاريعها بحلول العام ·2008 وأشارت مجلة بزنس ويك إلى أن السبب وراء هذا الاهتمام المتزايد بقطاع الطاقة البديلة والمتجددة هو السياسة التي تتبعها المفوضية الأوروبية، التي تخطط منذ بداية العام الجاري للعمل على توليد وإنتاج حوالي 20 في المائة من طاقة الاتحاد الأوروبي من مصادر الطاقة المتجددة، بحلول عام ·2020 ومثل هذه السياسة التنظيمية ساعدت على طمأنة المستثمرين الذين لا يزالون يواجهون عدداً من المخاطر الكبيرة من وراء تطوير أنواع جديدة من تكنولوجيا الطاقة· ووفقاً لأنجوس ماكرون، رئيس تحرير مجلة نيو كربون فاينانس، فإن الإعانات المقدمة من حكومات دول الاتحاد الأوروبي قد جعلته يحتل المرتبة الأولى في قائمة أفضل الوُجهات للاستثمار في قطاع الطاقة المتجددة والمستديمة· والى جانب الأسواق العالمية، تملك شركات الطاقة المتجددة الأوروبية إمدادات ثابتة من المشاريع في بلدانها· ويُذكر أنه في الوقت الحالي يوجد هنالك حوالي 25 ألف مزرعة لطاقة الرياح تعمل في جميع أنحاء أوروبا، ومن المتوقع أن تتضاعف المقدرة الإنتاجية بحلول عام ·2015 ووفقاً لبعض التقارير الأوروبية، فإن من المتوقع أن تبلغ قيمة صناعة طاقة الرياح في أوروبا حوالي 109 مليارات دولار بحلول عام ·2020 وكذلك الحال بالنسبة للمقدرة الإنتاجية ذات الصلة بالألواح الشمسية في ألمانيا، والتي تعد أكبر سوق للألواح الشمسية في العالم بمبيعات سنوية تزيد عن 5 مليارات دولار، والتي من المتوقع أيضاً أن تصل قدرتها الإنتاجية الى 4,500 ميغاوات بحلول عام ،2010 وهي مقدرة إنتاجية تعادل إنتاج ست محطات طاقة تعمل بحرق الفحم·