مأزق الحقول النفطية

يرغب الجميع في عودة الأيام الخوالي حيث كان سعر برميل النفط لا يزيد عن الخمسين دولارا أميركيا، أعلم أنها بلغت هذا الثمن قبل أشهر قليلة، لكن بعد عدة سنوات قليلة من الآن، سنتمنى الحصول على برميل نفطي بسعر يقل عن المائة دولار· وما أحاول قوله هو أن الذروة النفطية قد باتت أقرب مما نعتقد· فهناك على سبيل المثال حقل ابءطءز النفطي السعودي، الذي يُعَدّ أكبر حقل في العالم، والذي ينتج 5 ملايين برميل نفطي في اليوم، وهو معدل إنتاج يلبي ما يقارب 6 في المائة من الطلب العالمي على النفط· وهذا يعني أنه يتوجب علينا العثور على حقلين نفطيين مماثلين لهذا الحقل خلال الأعوام القليلة القادمة لضمان تلبية الطلب العالمي من النفط· والواقع هو أن أكبر ثلاثة حقول نفط في العالم تعيش في مأزق اليوم، كما أنه من بين عشرة أكبر حقول نفط في العالم، نجد أن حقل تينجِز في كازاخستان، هو الحقل الوحيد الذي من المتوقع أن يزيد إنتاجه خلال الأعوام العشرة القادمة· ولنأخذ حقل كانتاريل النفطي المكسيكي، الذي بلغت ذروته النفطية في عام ،2004 كمثال حي على ما أقول، فقد خسر هذا الحقل النفطي العملاق حوالي 20 في المائة من إجمالي إنتاجه، وأصبح حقل كانتاريل المكسيكي يضخ اليوم حوالي 1,6 مليون برميل نفطي في اليوم، مقارنة بمليوني برميل نفطي كان يضخها يومياً منذ عام· علاوة على ذلك، يعتقد الخبراء أنه في غضون ثلاثة أعوام قادمة، سينتج حقل كانتاريل ما لا يقل عن نصف مليون برميل يوميا· وهناك حقل بورجان النفطي الكويتي، الذي أعلنت الكويت في عام 2005 أن إنتاجه النفطي بدأ يقل· وتشير التقديرات الى أن يستمر إنتاج هذا الحقل من النفط لثلاثين أو أربعين عاماً إضافية· ولا يجب أن ننسى أن تكاليف الإنتاج سترتفع بالمقابل نتيجة صعوبة استخراج النفط من الحقل· من ناحية أخرى، يعد حقل GHAWAR بمثابة أم الحقول النفطية السعودية كلها بلا منازع· ويُذكر أن هذا الحقل كان قد أنتج حوالي 65 في المائة من إجمالي النفط السعودي في الفترة من عام 1984 الى عام ·2000 والجدير ذكره أن شركة النفط السعودية أرامكو تدير هذا الحقل، وتعد أية معلومة عن إنتاج هذا الحقل سريّة تماماً، لذا لا يمكننا التنبؤ بما تبقى من النفط في هذا الحقل· لكن يُذكر أن شركة النفط السعودية أرامكو قد أعلنت العام الماضي أن إنتاج حقل GHAWAR قد بدأ يقل بمقدار 8 في المائة سنوياً·