الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كتب الطهي ثقافة وعلم وتعمق في فن عريق

كتب الطهي ثقافة وعلم وتعمق في فن عريق
10 ابريل 2009 02:31
المطبخ مكان ألصقته الذاكرة الإنسانية بالمرأة، فأصبح جزءاً منها لا يمكن فصله عنها، كما لا يمكن فصلها عنه، فهو رديفها ورفيق لسنوات طويلة، بدأت مع توزيع الأدوار الحياتية بين الذكر والأنثى، فقد ضمت هي المطبخ ضمن دائرة اهتماماتها اللامنتهية، وفضَّل هو الاستمتاع بما تبتكره أناملها من خلطات ووصفات تسد جوعه. اليوم لم يقل هذا الاهتمام، وإنّما أضيف له أسلوب جديد تمثل في لمسات إبداعية وفنية تحيط بكل طبق يتم إعداده، كما خصصت كتب لأحدث اصناف الاطعمة جمعت بين الأذواق الشرقية والغربية معاً في صفحات مجلد واحد، ومع طول هذه العشرة، إلا أن اهتمام المرأة وتعلقها بشراء كتب الطهي باتا تهمة ومؤشراً على سطحية الاطلاع عندها. تفسر حمدة المريجبي وجودها في إحدى دور النشر بقولها «حقيقة انا هنا لشراء عدد من الكتب، لم أضع في بالي مسبقاً شراء كتاب طهي، لكن طريقة عرض الكتب جعلتني التفت إليها». وعن التقليل من شأن كتب الطهي، ووصف روادها بسطحية الاطلاع تقول: «لا أجد مشكلة في اقتناء كتاب طهي، فهي كغيرها من الكتب تحمل قيمة تثقيفية وتوعوية». وتضيف «نظراً لاهمية الطهي واعتباره فناً فقد شهدت أبوظبي خلال الفترة الماضية فعاليات وانشطة متنوعة خاصة به، وأجريت مسابقات لإعداد افضل طبق، وهذا دليل على اهمية فن الطهي». قراءات منوعة اما صديقتها زهرة العمري، التي كانت تستمع لحديثنا، فقد أبدت رأيها في الموضوع بعصبية ظهرت على وجهها، فقالت «لا أفهم لماذا يكون التركيز على مهاجمة المرأة دائماً ووصفها بالسطحية»، مبررة انفعالها بأنَّ الصورة تكون سيئة في الغالب بخصوص اختيارات المرأة لما تقرأه أو تسمعه أو تفكر به، من جانبي حاولت امتصاص غضبها، وإرجاع الموضوع إلى نصابه، فسألتها عن الكتب التي تقرأها، لتجيبني قائلة «أفضل القراءة لكثير من الأدباء، وعلى رأسهم الكاتب عبدالرحمن منيف، احلام مستغانمي، كما أنني اقرأ الكتب العلمية لكوني مدرسة، وعملي يفرض علي الاستزادة ببعض المعلومات في مجال تخصصي المهني». وتنفي علا حامدين مقولة تجاهل النساء لقراءة الكتب الأدبية، بدليل أنها تبحث دوماً عن الكتب التي تود إضافتها لمكتبتها، والتي تصفها بالاستراحة الفكرية لبيتها، وتقول «الكتاب رفيق درب ولا أجد أصلح منه لمرافقتي، فهو اخير صديق اجده وقت شعوري بالملل، وعند حاجتي لتجديد نشاطي الفكري اتعايش معه في أجواء مختلفة، واطلع على تجارب الاخرين». وعن عدد الكتب في مكتبتها تقول «لا اعلم عددها، فأنا لم افكر يوما بذلك، كل ما أعرفه أنني أقتني الكثير من الكتب المنوعة بين الأدب والثقافة والفكر والكتب الدينية المتعلقة بالتفسير أو السيرة النبوية الشريفة». ولا تقلل علا من شأن كتب الطهي مقارنة بالكتب التي تشتريها، وتشير إلى أنها تفضل طباعة بعض الوصفات من بعض المواقع الالكترونية المعنية بهذا الجانب. ميول واهتمامات يرى حميد البلوشي، وهو موظف ومهتم بالمطالعة، أنَّ تحديد نوعية الكتاب المقروء يعود للقارئ نفسه، ولايمكن لأي انسان تقييم وقياس فكر شخص آخر استناداً لعدد الكتب التي يقرأها أو لنوعيتها، فقد «تلتقي بأشخاص يميلون لكتب الترفيه والتسلية، وتجدهم منطلقين في إصدار القرارات والاحكام حول قضية معينة، فتكتشف انهم محيطون بها من عدة جوانب». ويجد البلوشي أن اتهام المرأة بالسطحية لمجرد تفضيلها لكتب محددة تجد فيها متعتها الحقيقية هو امر سخيف، وينطبق عليه السطحية لأنه يحجم من فكر الآخرين، ويصادر اهتماماتهم، ليصبها في جانب محدد قد لا يثري الفكر بقدر ما يساهم في الانتقاص منه. هيمنة تسيطر كتب الطهي على أرفف إحدى دور النشر في العاصمة ابوظبي، حيث يلاحظ أنَّ عدد تلك الكتب يفوق مثيله من الكتب الاخرى، ويقول سمير اغري، وهو بائع في تلك الدار «نعزز كتب الطهي لكثرة الطلب عليها خاصة من قبل السيدات». ويستطرد «يسيء البعض لكتب الطهي بتصويرها كتباً تخاطب المعدة لا العقل، وهو تصور خاطئ، وليس في محله، فهذه الكتب تقدم معلومات عن السعرات الحرارية الموجودة في كل وجبة، وتقدم تفاصيل مكثفة تهتم بالجانب الصحي، وتحديد الغذاء المناسب، الى جانب خطوات إعدادها». وعن أسعار تلك الكتب، يقول اغري «تتراوح أسعارها بين 60 إلى 300 درهم حسب نوع الكتب ومؤلفها وحجمها»، وحول أكثر الكتب مبيعاً يقول إنَّها تعود لأشهر الطباخين العالميين، وخاصة من يظهرون في برامج تلفزيونية خاصة بهم. المرأة في المقدمة عن حصر اهتمام المرأة بشراء كتب الطهي، وتفضيلها على غيرها من الكتب الثقافية، يقول سعادة الحبحاب، وهو صاحب دار نشر: «هذا الكلام غير صحيح مطلقاً، ومن خلال عملي في هذا المجال، وجدت أنَّ النساء في مقدمة القراء. ويضيف: «لا تحصر المرأة نفسها بقراءة كتب معينة، ومن خلال مبيعات دار النشر العائدة لي استطيع القول إن نسبة 5% من المبيعات هي لكتب الطهي، وفي مقابل 95% لمبيعات للكتب القانونية والعلمية»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©