أميركا تتنصل من بيان لمجلس الأمن بشأن «الأقصى»

تنصلت الولايات المتحدة من بيان صحفي أصدره مجلس الأمن الدولي فجر أمس وأعرب فيه عن القلق بشأن الاشتباكات العنيفة بين فلسطينيين وقوات إسرائيلية اقتحمت ساحات المسجد الأقصى في القدس المحتلة أمس الأول ودعا الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي إلى “ضبط النفس” واستئناف محادثات السلام. وقد طالب مندوب فلسطين (المراقب الدائم) لدى الأمم المتحدة رياض منصور بتحرك فوري من المجلس للتعبير عن القلق ودعوة الطرفين إلى ضبط النفس. وقال في رسالة وجهها إلى المجلس إن عشرات الفلسطينيين أصيبوا بجروح خلال الصدامات مع قوات الاحتلال بينهم امرأة وضعها حرج بعدما أصيبت برصاصة مطاطية في رأسها. وأضاف “من جديد، نحذر الأسرة الدولية من مخاطر مزيد من التصعيد”. وأكد أن الحكومة الإسرائيلية تفعل كل ما في وسعها لتخريب جهود الولايات المتحدة والدول العربية لاستئناف محادثات السلام. وتلا رئيس المجلس خلال شهر مارس الحالي، مندوب الجابون لدى الأمم المتحدة ايمانويل ايسوزي نجونديت البيان غير الملزم على الصحفيين بعد اجتماع مغلق لبحث الاشتباكات بناء على طلب لبنان، العضو العربي الحالي في المجلس، والسلطة الوطنية الفلسطينية. وقال البيان”إن أعضاء مجلس الأمن يعربون عن قلقهم إزاء الوضع المتوتر الحالي في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما في ذلك القدس الشرقية ويحثون كل الأطراف على ضبط النفس وتفادي الأعمال الاستفزازية ويشددون على أن الحوار السلمي هو الوسيلة الوحيدة للمضي قدماً إلى الأمام ويتطلعون إلى استئناف مبكر للمفاوضات”. ورحب منصور بالبيان وقال إن امتناع الوفد الأميركي عن عرقلته، “إشارة إلى أن الولايات المتحدة تريد نجاح جهود إحياء عملية السلام وأن تتحلى إسرائيل بضبط النفس”. ويتم الاتفاق على البيانات الصحفية لمجلس الأمن الدولي بالإجماع ولكنها غير ملزمة وليست جزءاً من المضبطة الرسمية للمجلس. وكثيراً ما يعرقل الوفد الأميركي إقرار بيانات المجلس المقترحة التي تدين إسرائيل. ولم تتحدث نائبة مندوب الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة وممثلة بلادها في الاجتماع، روزميري ديكارلو للصحفيين. ولكن مسؤولا أميركياً قال لوكالة “رويترز” شريطة عدم نشر اسمه إن الوفد الأميركي لم يوافق على البيان، بل تم إقراره بسبب “ارتباك في الإجراءات”، ولم يتضح على الفور ما هو ذلك “الارتباك” كما لم يتسن الاتصال بأعضاء المجلس الآخرين للتعليق. وأبلغ دبلوماسيون في المجلس مطلعون على المفاوضات بشأن البيان “رويترز” بأن الوفد الأميركي لم يحاول إثارة أي اعتراضات على النسخة النهائية لمسودة البيان وتم إقرارها بالإجماع. في غضون، ذلك أدانت سوريا انتهاك حرمة المسجد الأقصى واعتبرته تأكيداً لرفض إسرائيل عملية السلام. وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية في بيان أصدره في دمشق “إن سوريا تدين اقتحام ساحات المسجد الأقصى والعدوان على المصلين فيه وتعتبر ذلك جزءاً من سلسلة إجراءات إسرائيل الهادفة إلى تهويد القدس”. وتابع “يعد هذا الانتهاك لحرمة المقدسات العربية والإسلامية، انتهاكاً لقواعد القانون الدولي واستفزازاً صارخاً لمشاعر مئات الملايين من المسلمين، في الوقت الذي أقر فيه مجلس الجامعة العربية بأكثرية أعضائه قيام مفاوضات فلسطينية إسرائيلية غير مباشرة. إنه دليل إضافي على عدم جدية إسرائيل في السعي نحو السلام”. وحذر أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي البروفيسر أكمل الدين إحسان من جر المنطقة إلى “حرب دينية” بسبب انتهاك حرمة المسجد الأقصى والتنكيل بالمصلين فيه. وقال في بيان أصدره في جدة “إن ما قامت به الشرطة الإسرائيلية هو اعتداء على مقدسات المسلمين وانتهاك فظ للقانون الدولي واعتداء صارخ على حرية العبادة من شأنه جر المنطقة الى حرب دينية”. ودعا المجتمع الدولي إلى “التنبه إلى خطورة الانتهاكات الإسرائيلية على واقع ومستقبل المنطقة. 5 جرحى برصاص الاحتلال قرب نابلس نابلس، غزة (وكالات) - ذكر مسؤولون في أجهزة الأمن الفلسطينية وشهود عيان أن 5 فلسطينيين أصيبوا بجروح خلال مواجهة مع جنود إسرائيليين في قرية عراق بورين المجاورة لمدينة نابلس شمالي الضفة الغربية المحتلة أمس. وأوضحوا أن شباناً فلسطينيين رشقوا سيارة لجيش الاحتلال الإسرائيلي بالحجارة بعدما دخلت القرية فأطلق الجنود النار عليهم. وذكرت مصادر طبية فلسطينية أن أحد الجرحى الخمسة أُصيب بجروح بالغة الخطورة. في الوقت نفسه اشتبك العديد من أهالى بلدة بيت أمر مع جنود الاحتلال اثناء تظاهرة لإزالة سياج معدني اقامته سلطات الاحتلال بين البلدة وطريق القدس - الخليل جنوبي الضبة الغربية. إلى ذلك، قال شهود عيان إن قوات الاحتلال الإسرائيلي فتحت نيرانها باتجاه عمال ومزارعين فلسطينيين قُرب معبر بيت حانون شمالي قطاع غزة فاضطروا لمغادرة مكان عملهم.