ضمن فريق تغطية القمة (دبي) - أطلقت الإمارات على هامش القمة الحكومية الثانية، أمس، مسابقة وطنية وعالمية تبلغ قيمة جائزتها المحلية مليون درهم، والعالمية مليون دولار، لابتكار طائرات دون طيار يتم استخدامها في الخدمات الحكومية المدنية، على أن يتم إعلان الفائزين بالجائزة المحلية خلال شهر مايو المقبل، فيما يتم الإعلان عن الفائزين بالجائزة العالمية خلال القمة الحكومية في دورتها الثالثة العام المقبل.
وتأتي الجائزة التي ستكون متاحة للشركات والجامعات والأفراد المبدعين والمتخصصين في هذا النوع من التكنولوجيا، بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وتهدف لتطوير طائرات دون طيار يمكن الاعتماد عليها في تنفيذ مجموعة واسعة من الخدمات الحكومية المدنية، وتستطيع توفير الوقت والجهد وزيادة فاعلية الخدمات الحكومية، وتسهيل حياة المواطنين في الحصول على خدمات حكومية منافسة للقطاع الخاص.
وقال معالي محمد عبدالله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء رئيس اللجنة العليا لمشروع الحكومة الذكية في دولة الإمارات، في المؤتمر الصحفي، ردا على سؤال لـ “الاتحاد” حول التشريعات الواجب توفرها لاستخدام الطائرات دون طيار: “نهتم بهذا الموضوع؛ نظرا لدوره في ضمان الاستخدام الصحيح للطائرات دون طيار، ولذلك نعمل على وضع تشريع وبنية قانونية بالتعاون مع هيئة الطيران المدني، لتنظيم استخدام الطائرات دون طيار، وسيكون هناك تشريع لضمان وصول الخدمات بشكل آمن وصحيح وتسهيل الخدمات”.
خدمة الإنسان
وأكد القرقاوي، أن حكومة الإمارات تعمل على استخدام التكنولوجيا في أمور مدنية وسلمية لخدمة الإنسان والإنسانية، لافتا إلى انه سيتم الإعلان خلال أسبوعين عن معايير محددة لخدمات الطائرات دون طيار، مشيراً إلى انه سيكون هناك 6 أشهر كفترة تجريبية لاستخدام الطائرات دون طيار في تقديم الخدمات الحكومية والمدنية، وأن استخدام الطائرات دون طيار سيكون له دور كبير في زيادة الكفاءة والإنتاجية الحكومية.
وقال: “خلال أسبوعين سيتم إطلاق موقع إلكتروني، يتضمن المعايير ونوعية الخدمات التي يستفيد منها الجمهور في حالة استخدام طائرات دون طيار، وسيكون هناك الكثير من الاستخدامات لهذا النوع من التكنولوجيا، وتستخدم في المناطق البعيدة والنائية وتوفر خدمات إنسانية وحكومية متنوعة”.
التطبيقات الذكية
وأعلن وزير شؤون مجلس الوزراء رئيس اللجنة العليا لمشروع الحكومة الذكية بدولة الإمارات، انه خلال يومين ستعلن الحكومة الذكية عن استراتيجيتها وتشمل خارطة طريق التنفيذ ومراحل التطبيق خلال الفترة المقبلة، منوها إلى أن حفل التطبيقات الذكية على الهواتف المتحركة الذي يقام اليوم في ختام القمة الحكومية، سيكون 50% من التطبيقات الموجودة فيه من طلبة جامعات، مشيراً إلى أن هؤلاء الطلبة سيكونوا بمثابة مستشارين للحكومة.
وقال القرقاوي: “في حكومة دولة الإمارات ننظر إلى المستقبل ونرصد الاحتياجات لمدة 5 سنوات على الأقل، ومن هذا المنطلق تم الإعلان عن مشروع الخدمات الذكية، ونحن قادرون على تحقيق هذا المشروع وغيره؛ لأن دولة الإمارات تمتلك أعلى بنية تحتية في العالم في مجال التكنولوجيا والاتصال”.
أداء حكومي نموذجي
وأوضح أن توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، جزء من رؤية متكاملة لحكومة الإمارات لمواكبة كافة التغييرات التقنية والمعرفية العالمية وتسخيرها في تطوير أداء حكومي نموذجي ومنتجات حكومية جديدة وخدمات حكومية مبتكرة تساهم في تسهيل حياة المواطنين والمقيمين والمستثمرين والزوار، وصولا لتحقيق الهدف بأن تكون حكومة الإمارات هي الحكومة الأذكى عالميا والأكثر فاعلية في تقديم خدماتها.
وأفاد القرقاوي، بأن المسابقة ستكون على مستويين: مستوى وطني للأفراد والجامعات والمتخصصين داخل الدولة، وتبلغ جائزتها مليون درهم، وجائزة عالمية التي تبلغ جائزتها الكبرى مليون دولار، وستدير المسابقة لجنة مكونة من اختصاصيين في تكنولوجيا الطائرات دون طيار، بالإضافة لمسؤولين حكوميين لتقييم الأفكار والمشاريع المقدمة من ناحية مدى تقدم التقنية المستخدمة في الطائرات وكفاءتها والقيمة المضافة في توفير الجهد والوقت فيما يتعلق بالخدمة الحكومية المقدمة”.
معايير السلامة
ولفت القرقاوي، إلى أن الطائرات المتنافسة لابد أن تكون متوافقة مع معايير السلامة المعتمدة عالمياً، وتتضمن كافة التقنيات التي تحتاجها الخدمة الحكومية المقترحة، وتتميز بالاعتمادية العالية وقدرتها على تغطية مجال جغرافي معقول في المدينة التي يتم استخدامها فيها.
ويتقدم المشاركون في الجائزة بمقترح لنوع الخدمة الحكومية التي ستعمل من خلالها الطائرة، بالإضافة للطائرة نفسها شاملة التقنيات الإضافية التي ستحتاجها الخدمة، حيث يمكن استخدام الطائرات على سبيل المثال في متابعة حركة الطرق أو إيصال الطرود الحكومية أو متابعة مشاريع البنية التحتية أو تقديم الخدمات في المجالات الصحية أو التعليمية أو غيرها من الخدمات التي سيقترحها المشاركون في المسابقة.
ويحصل الفائز المتأهل على مليون دولار، بالإضافة لتطبيق الفكرة على نطاق واسع في الحكومة الاتحادية بدولة الإمارات، فيما يحصل الفائز في المسابقة الوطنية على مليون درهم، بالإضافة لتطبيق الفكرة على مستوى الحكومة الاتحادية.
ونوه القرقاوي، إلى أنه سيتم الإعلان قريبا عن كافة التفاصيل الإجرائية والفنية للمسابقة الوطنية والعالمية، على أن يتم إعلان الفائز بجائزة المليون دولار العالمية خلال القمة الحكومية القادمة من شهر فبراير لعام 2015 ، أما الجائزة المحلية فسيتم الإعلان عن نتائجها خلال شهر مايو المقبل.
أفكار مبدعة
دعا معالي محمدالقرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء، إلى تقديم أفكار مبدعة وقابلة للتطبيق، مشيراً إلى أن المنطقة العربية بها عقول متميزة جدا لا تحتاج سوى للحافز والفرصة والاستفادة من الأفكار التي يطرحونها، مشيرا إلى أن هناك الكثير من الأفكار التي يمكن الاستفادة منها، مستشهدا على ذلك بوصول 82 ألف فكرة جاءت من الجمهور، في جلسة العصف الذهني لتطوير قطاعي التعليم والصحة، وهو ما يدلل على أن الإنسان هو العارف باحتياجاته؛ ولذلك “نسمع من الناس، ونعمل على تحقيق رغباتهم، وهذه مهمتنا الأولى في الحكومة”. وأكد القرقاوي، أن حكومة الإمارات تعمل على تقديم حلول عن طريق النظر إلى المستقبل والاستماع إلى الناس، مشدداً على أن الفكر هو الذي يصنع المال وليس العكس، ومن هذا المنطلق تعمل حكومة الإمارات.
وقال: “العالم يتجه إلى التكنولوجيا ونحن في دولة الإمارات لدينا استراتيجية واضحة في توفير الخدمات الذكية واستخدام التكنولوجيا، ومن هذا المنطلق خلال الأشهر الثلاثة الماضية كانت لدينا تجربة ناجحة في تكوين نموذج طائرة دون طيار، وهى فكرة قابلة للتطبيق.
وأضاف: “الهدف الأساسي من توجيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، لعمل جائزتين لابتكار طائرات دون طيار، هو الوصول إلى المراجع وتوفير الخدمات للناس حيث مكان تواجدهم، وفقا للاستراتيجية الواضحة للحكومة.
واكد القرقاوي، انه سيكون لدى الإمارات أفضل الخدمات العالمية المتوفرة للناس، وتسهيل حياتهم عن طريق استخدام التكنولوجيا والخدمات الذكية، مشيراً إلى انه خلال القمة الحكومية المقبلة، سيكون هناك معرض للطائرات التي يمكن أن توفر خدمات للمواطنين.
عدد اليوم
