خلاف داخل الحكومة اللبنانية حول مقاطعة القمة أو المشاركة بكلمة

أعلنت الحكومة اللبنانية امس أن موقفها النهائي من المشاركة في القمة العربية سيحدد رسميا الثلاثاء المقبل يوم الجلسة الـ17 لانتخاب رئيس الجمهورية· وقال وزير الإعلام غازي العريضي للصحفيين إثر اجتماع مطول للحكومة إن مجلس الوزراء سيجتمع في هذ الموعد لاستكمال النقاش في موضوع المشاركة في القمة واتخاذ القرار المناسب· وأوضح العريضي أن الحكومة ناقشت التطورات والاوضاع السياسية في ضوء ما توصلت اليه الاتصالات بشأن تنفيذ المبادرة العربية والاستعدادات لعقد القمة العربية وما يرافق ذلك من نقاشات وسجالات ومواقف وحركة اتصالات مكثفة عربيا ولبنانيا· في وقت اشارت مصادر وزارية الى أن الطروحات في الجلسة تراوحت بين المقاطعة التامة للقمة او مشاركة تقتصر على كلمة للبنان تلقيها شخصية مارونية (الطائفة التي ينتمي اليها رئيس الجمهورية) تختارها الحكومة ثم تنسحب· ورغم غياب أي مؤشرات الى احتمال انتخاب رئيس للبنان الثلاثاء، طالب قادة بارزون في صفوف قوى ''14 مارس'' بينهم النائب وليد جنبلاط ورئيس حزب ''القوات اللبنانية'' سمير جعجع وعدد من نواب ووزراء ''تيار المستقبل'' بمقاطعة القمة اذا لم يتمثل لبنان برئيس الجمهورية· واستبعد وزير التنمية الادارية جان اوغاسبيان مشاركة رئيس الوزراء فؤاد السنيورة في القمة العربية، وقال ''إن هذا الامر بات شبه محسوم والاتجاه هو لعدم حضور القمة إلا أن البحث يجري عمن سيلقي كلمة لبنان فيها''· وأوضح في حديث إذاعي أن لكل وجهة نظر حسناتها، فعدم الحضور يعني أن الوضع غير طبيعي وغير مستقر وثمة فراغ يجب ألا يستمر على ما هو عليه، وإلقاء كلمة لبنان يشكل إفادة من الفرصة للتعبير عن حقيقة الوضع والتأكيد على أن العلاقات السورية -اللبنانية غير سليمة وغير صحية وهي بحاجة لرعاية عربية لتنقية الشوائب· واضاف ''بحثنا في الرأيين وارتأينا إفساح المجال لانتخاب رئيس جمهورية حتى 25 مارس ليتمثل لبنان برئيس مسيحي وحيد في الجامعة العربية· وأوضح رداً على سؤال اذا تم البحث في ترميم الحكومة ''إن القوى والتكتلات السياسية في 14 مارس لم تتخذ بعد قرارا نهائيا ولكن موضوع الترميم يبحث بجدية أي تعيين وزير مكان الوزير الراحل بيار الجميل، وفي الوقت عينه هناك رأي آخر في عملية توسيع الحكومة لتشمل ثلاثين وزيرا ما يعني أن هذا الموضوع لا يزال في مرحلة التشاور الجدي لأنه لا يجوز الاستمرار بهذا الوضع''· وفي موازاة تلويح فريق الاكثرية باتجاه ترميم الحكومة نفت مصادر بكركي لـ''الاتحاد'' أن يكون البطريرك الماروني نصرالله صفير يؤيد هذا التوجه، وقالت إنه محبط هذه الايام لاستمرار الفراغ في موقع الرئاسة الاولى وتهميش دور المسيحيين في الحكم· فيما مصادر رئيس البرلمان نبيه بري ''الاتحاد'' إنه لن يعترف بأي إجراء او قرار تتخذه هذه الحكومة سواء لجهة تعديل او ترميم الحكومة· الى ذلك، وصفت مصادر دبلوماسية عربية في بيروت الموقف الذي أطلقه وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل من الجزائر والذي أمل فيه أن تشكل القمة العربية في دمشق قمة حل القضية اللبنانية بالمؤشر الإيجابي لترميم العلاقات العربية-العربية· وقالت المصادر لـ''الاتحاد'' إن الملف اللبناني تقدم الى البند الاول على جدول اعمال القمة، وسط مؤشرات توحي بإمكانية تبني مشروع عقد قمة خاصة بلبنان يدعى اليها فريقا النزاع ويكون مقرها محايداً خارج لبنان· ورفض ''اللقاء الوطني اللبناني'' الذي يضم شخصيات وتجمعات من المعارضة أن تمثل الحكومة لبنان في القمة· وقال في بيان نشرته الصحف ''إن المشاركة في القمة العربية بحكومة الامر الواقع تبقى منقوصة ولا تعبرعن موقف لبنان''· ورأى رئيس الحكومة الاسبق عمر كرامي أن الحكومة اذا شاركت ستعطي رأيا لا يمثل جميع اللبنانيين، وشدد على ضرورة عدم تغيب لبنان عن القمة وقال ''يجب أن يمثل بوزير الخارجية المستقيل فوزي صلوخ''· إلى ذلك وصفت صحيفة ''تشرين'' السورية الحكومية أمس الولايات المتحدة بأنها ''دولة قطاع الطرق وأصحاب أيديولوجية الإرهاب والدمار والدماء''، وقالت في افتتاحيتها: ''إن الأميركيين الذين يتقاطرون إلى منطقتنا لن يحصدوا إلا العلقم والأشواك''· وأضافت :''ان الأميركيين يدركون أن أي توافق أو تضامن عربي سيكون سهما يخترق قلب المشروع الأميركي الصهيوني وجوانحه، وأن أي اجتماع عربي على أي مستوى قد يفضي إلى هذا التوافق وذاك التضامن، ما يعكر صفو المزاج الأميركي، وهذا يقتضي تحركا أميركيا نشطا لعرقلة أي توجه صادق يرمي إلى ترميم البيت العربي، وتحديد الأولويات بالنسبة للعرب في هذه المرحلة التاريخية المفصلية للأمة والمنطقة برمتها''· وازداد التوتر في العلاقات السورية-الأميركية في الفترة الأخيرة الى حد غير مسبوق· واتهمت الصحيفة الولايات المتحدة بتطبيق نظرية الفوضى التي يسمونها خلاقة ويعرف العالم أنها هدامة، وقالت :''إن القمة العربية المقبلة وضعت غزة المذبوحة على رأس جدول أعمالها، وتطمح إلى أن تكون قمة النهوض والتضامن والصحوة العربية، فلن نتوقف عند الأزمات المفتعلة الإسرائيلية الصنع الأميركية التصدير والإشراف''· وشددت على ''أن هذا وقت العمل العربي، وليس وقت الاختلاف على قضايا ثانوية إذا ما قيست بالمخاطر الحقيقية التي تتهدد العرب في كل دولهم بدءا من الاستعمار الأميركي للعراق، وصولا إلى حرب الإبادة الإرهابية التي تشنها إسرائيل والولايات المتحدة معا ضد الفلسطينيين واللبنانيين والعراقيين والعرب أجمعين''·