واشنطن: لا هجوم على ايران لكنه خيار مطروح

تصاعدت لهجة التهديدات بين إيران والولايات المتحدة التي أكدت أمس أنها لا تفكر حاليا في شن عملية عسكرية ضد ايران لكن هذا الخيار يبقى مطروحا إثر تسريبات إعلامية لاعتزامها وضع الحرس الثوري الإيراني على قائمة المنظمات الإرهابية· ورد قائد الحرس الثوري الإيراني معلنا أن صواريخ إيران بمقدورها ضرب سفن في الخليج· وقالت المتحدثة باسم البيت الابيض دانا بيرينو أمس بالنسبة للرئيس جورج بوش ''من غير المطروح حاليا شن عملية عسكرية''، مذكرة في الوقت نفسه نقلا عن بوش بأنه ''لا ينبغي لأي رئيس استبعاد استخدام القوة''· وجاءت تصريحات المتحدثة في وقت يشهد الموقف الاميركي تصلبا حيال ايران، اذ اعلن مسؤول اميركي أمس الأول ان ادارة بوش تعتزم ادراج الحرس الثوري الايراني على اللائحة الاميركية للمنظمات الارهابية، قلل من شأنه مصدر في وزارة الخارجية الايرانية أمس قائلا لوكالة الانباء الايرانية الرسمية ان اعلان واشنطن نيتها تصنيف الحرس الثوري الايراني منظمة ''ارهابية'' يندرج في اطار حملة دعائية ''لا قيمة لها''· وجاءت التسريبات الأخيرة في إطار تصعيد الضغوط الأميركية على إيران ومجلس الأمن، فقد صرح مسؤول في الحكومة الاميركية أمس ان الولايات المتحدة تستهدف عرقلة شبكة الاعمال التابعة لهذه القوات الايرانية الخاصة، مؤكدا ما ذكرته الصحف الاميركية أمس من ان ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش تعتزم اصدار امر تنفيذي يسمح للحكومة بتجميد ارصدة الحرس الثوري (الباسدران) الذي تشتبه واشنطن بقيامه بتقديم الدعم للمتطرفين في افغانستان وفي الشرق الاوسط كله· وأكد المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته ما ذكرته الصحف الاميركية أمس من ان ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش تعتزم إصدار أمر تنفيذي يسمح للحكومة بتجميد أرصدة الحرس الثوري (الباسدران) الذي تشتبه واشنطن بقيامه بتقديم الدعم للمتطرفين في افغانستان وفي الشرق الاوسط كله· وذكر محللون سياسيون أن تسريب هذه المعلومات إلى كبرى الصحف الأميركية قد يكون بمثابة بالونات اختبار لردود الفعل الأوروبية والإيرانية والدولية والعربية، تحدد واشنطن على أساسها المدى الذي تصل إليه قراراتها إزاء الضغط على شركائها الأوروبيين لتشديد الحصار الاقتصادي على إيران بقرار جديد من مجلس الأمن· وطبقا للمصادر فإن القرار الأميركي لم يحدد ما إذا كان وضع الحرس الثوري الإيراني على اللائحة قد أوشك إعلانه، وإذا كان سيطبق فقط على الجناح العسكري ''قوة القدس''، أو يشمل مؤسسة الحرس الثوري الوطني وهو الجهاز الرسمي لدولة ذات سيادة· وقال المحللون إن هذا الإجراء من جانب أميركا قد يؤدي إلى تحديات حادة داخل الإدارة الأميركية نفسها إزاء التعامل مع إيران ، وفي الوقت نفسه تضغط جهات مسؤولة باتخاذ إجراء عسكري لضرب المنشآت النووية، بينما تتصدى قوى كبرى داخل الإدارة لأي إجراء عسكري· وطبقا لمصادر دبلوماسية رسمية فإن وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس تدفع باتخاذ إجراء عاجل في مجلس الأمن لتوقيع عقوبات دولية أشد على إيران بسبب برنامجها النووي، وقد يكون تسريب المعلومات عن إجراءات أميركية ضد الحرس الثوري الإيراني هو الإجراء المنفرد من جانب أميركا· وفي رده على التسريبات قال قائد الحرس الثوري الإيراني أمس إن الصواريخ الإيرانية بمقدورها ضرب السفن الحربية التي تعمل في أي مكان في الخليج وخليج عمان· لكن خطاب القائد الأعلى يحيى رحيم صفوي الذي نقلته وكالة فارس للأنباء لم يذكر التهديد الأميركي بتصنيف قواتها، وقال في كلمته ''يمكن لنظم صواريخ أرض بحر الوصول إلى طول الخليج وخليج عمان وعرضهما ولا يمكن أن تمر سفينة حربية في الخليج من دون أن تكون في مدى صواريخ أرض بحر التي لدينا''· وتباهت إيران التي تخوض أزمة مع واشنطن بسبب خططها النووية بصواريخها التي بمقدورها إغراق ''سفن كبيرة'' في الخليج· وقال صفوي إن صواريخ إيران التي يصل مداها إلى 2000 كيلومتر مزودة بمعدات تجعل من الممكن التحكم بها عن بعد في إشارة على ما يبدو للصاروخ شهاب 3 وبمقدور الصاروخ أن يصيب إسرائيل· وقال صفوي ان القوات البرية الخاصة بالحرس الثوري لديها في ترسانتها صواريخ بمقدورها اختراق الدروع التي قال إنها مستخدمة في الدبابة الإسرائيلية ميركافا ودبابات أبرامز الأمريكية· من جانبه أكد الرئيس الايراني نجاد ''ان الوحدة الاسلامية ضرورة ملحة في مواجهة التحديات القائمة وان تقدم العالم الاسلامي رهن بوحدته واستثمار ثرواته''، كما دعا علماء العالم الاسلامي الى أداء دور أكثر فاعلية· وتوجه نجاد إلى تركمانستان في إطار جولة له بالمنطقة لتعزيز موقف بلاده والداعمين له· الإفراج عن البلجيكيين المختطفين في زاهدان طهران-وكالات الأنباء: أكدت الشرطة الايرانية أمس إطلاق سراح الزوجين البلجيكيين الذين اختطفا في جنوب شرق إيران· ونسبت وكالة أنباء فارس ومقرها طهران إلى متحدث باسم الشرطة المحلية لم تسمه قوله إن الزوجين في مدينة زاهدان عاصمة إقليم سيستان-بلوشيستان وينتظران تسليمهما إلى الدبلوماسيين في بلجيكا· وكانت وزارة الخارجية البلجيكية قد أعلنت مساء أمس الأول إطلاق سراح أحد الزوجين· يذكر أن الزوجين اختطفتهما يوم السبت الماضي عصابة من المجرمين يتزعمها إسماعيل شاه بخش الذي طالب بإطلاق سراح شقيقه من أحد السجون المحلية مقابل إطلاق سراح الزوجين، ولم يتضح ما إذا كانت السلطات المحلية الايرانية رضخت لطلب الخاطفين·