الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الغـربـة تـوحد بين العراقيين من كل الطوائف

16 أغسطس 2007 02:38
اضطر أكثر من أربعة ملايين عراقي إلى مغادرة بلادهم منذ سقوط نظام صدام حسين· واستقر معظم هؤلاء في دول مجاورة مثل الجارتين الاردن وسوريا حيث يتم استقبالهم بالترحاب كضيوف من ناحية ولكن ينظر إليهم من ناحية أخرى على أنهم ضيوف مؤقتون· وعلى الرغم من أن اللاجئين العراقيين لا يتضورون جوعا إلا أن وضعهم يزداد صعوبة· ففي سوريا على سبيل المثال التي زاد عدد السكان المقيمين فيها بنسبة 10% بسبب موجة اللاجئين العراقين ، يتصاعد الحنق على وجود نحو 1,4 مليون لاجئ لأنهم يزاحمون أبناء البلد في أماكن السكن والمواد التموينية المدعومة· ويستشعر اللاجئون العراقيون الضغينة المتزايدة ضدهم ولذلك يفضلون البقاء سوياً مما يؤدي إلى موقف شديد الغرابة، فأبناء العراق من السنة والشيعة والمسيحيين الذين فشلوا في التعايش السلمي داخل وطنهم يبنون الآن في الغربة بشكل أو بآخر مجتمعا متضامنا يواجه نفس المصير· ويقول العراقي السني وليد الذي يدير مع زميل له مكتبا لخدمات النقل في دمشق: ''يحاول العراقيون الذين وصلوا إلى سوريا إلقاء الاحداث البشعة التي عاشوها في وطنهم وراء ظهورهم لكنهم لا ينجحون في ذلك· نحن في العراق كل يوم بقلوبنا وعقولنا''· وأضاف وليد أنه لا يمكنه تحديد الموعد الذي سيتمكن فيه من العودة إلى العراق مرة أخرى· وأكد السائق ذو الرقبة المكتنزة والشارب الرفيع ''يتعايش الناس مع بعضهم ولكن الاحزاب والميليشيات لا تتركهم في سلام''· وبجوار مكتب وليد يوجد مقهى للانترنت يحمل اسم أخطر الاحياء في بغداد حاليا ''الدورة''· وفي وقت الظهيرة يذهب وليد إلى فرع مطعم ''القاسم'' على بعد نحو 100 متر والذي افتتحه صاحبه - المالك لمطعم شهير يحمل نفس الاسم في بغداد - لأبناء وطنه الذين يتملكهم الحنين للوطن· ويعمل المكتب العراقي الذي يحمل اسم ''الوادي'' ويتخذ من منطقة جرمانا جنوب شرق دمشق والتي تسكنها أغلبية عراقية مقرا لها ، في مجال نقل الرسائل والبضائع واللاجئين بين بغداد ودمشق· ويعمل سائقو المكتب أيضا في مدينة الموصل شمال العراق وفي محافظة الأنبار غرب العراق ويدركون مخاوف ومآسي اللاجئين العراقيين ربما أفضل من بعض العاملين في مجال الإغاثة·
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©