السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

آرت دبي 2009 : الفن في دوائر الاقتصاد

آرت دبي 2009 : الفن في دوائر الاقتصاد
9 ابريل 2009 03:08
لافتات وعناوين عدة حملها معرض ''آرت دبي ''2009 لهذا العام الذي أقيم في آذار الماضي، المعرض الذي ضم آلاف الأعمال الفنية لمئات الفنانين القادمين (هم أو أعمالهم) من عشرات البلدان، المعرض الذي أراد له منظموه أن يكون المعرض الأهم والأضخم من نوعه في منطقة الشرق الأوسط، وذلك ضمن توجه دبي لتكون ذلك المركز العالم للثقافة والفنون الذي ترعاه هيئة دبي للثقافة والفنون· فمن خلال هذا المعرض الهائل الذي يمكن أن يطلق عليه اسم ''بينالي''، من خلال دورته الثانية، تبرز إمكانيات دبي الثقافية على تنظيم مثل هذه التظاهرات، كما تبرز أسئلة الشراكة بين رأس المال والثقافة، وإمكانية أن يجري الاستثمار في الثقافة على نحو داعم وطموح· أبرز اللافتات كان هذا الاندفاع وراء استثمار الفنون من قبل جهات مالية كثيرة، ثم المزاوجة بين هذه التظاهرة الفنية وبين أنشطة وفعاليات ثقافية أخرى مثل فعالية ''آرت بارك'' بالبرنامج الفني الحيوي الذي تتعاون من خلاله مجموعة من المؤسسات الفنية غير الربحية والنشاط الثاني المتمثل في ''جائزة أبراج كابيتال للأعمال الفنية''، ''منتدى الفنون المعاصرة ـ فلسطين'' ArtSchool Palestine، و''آرتيه إيست'' ArteEast، أو فعالية ''كنتمبارابيا'' وهي احتفالية فنية وثقافية خليجية تسلط الأضواء العالمية على جودة وتنوع المشاريع الثقافية في الخليج العربي''، وسواها· ابتداء، فإن الاندفاع وراء استثمار الفنون من قبل جهات مالية يجعلنا نتوقف هنا قليلا لأننا أمام ظاهرة جديدة على سوق الفن، ظاهرة انتشار صالات العرض الضخمة العالمية التي تسعى إلى إقامة مثل هذه التظاهرة التي يقيمها ''آرت دبي''، وبالتساؤل عن أسباب اندفاع المستثمرين والشركات الكبرى في هذا السبيل يرى البعض أن من الطبيعي أن تطمح تلك الشركات في الوقت نفسه إلى دعم أعمالها في المنطقة عبر استفادتها من مكانة ''آرت دبي'' وشهرته الإقليمية والعالمية، ومن تلك الشركات المطوِّرون العقاريون الطامحون إلى اقتران مشروعاتهم المعماريّة باحتفالية إبداعية راقية مثل ''آرت دبي'' ووصولاً إلى المؤسسات المصرفية والمالية الخليجية التي دأبت على رعاية التظاهرات الفنية والإبداعية ذات الرسالة الرفيعة''، ولا يتورع البعض عن إطلاق مصطلح ''السياحة الثقافية'' على هذه الظاهرة· وفي هذا السياق يقول بنديكت فلويد، أحد مؤسِّسي معرض ''آرت دبي'' موضحا ''نشهد توجهاً يستحق منا كلَّ ثناء يتمثل في تسابق الشركات الشرق أوسطية على الاستثمار في الحركة الإبداعية عبر اقتناء الأعمال الفنية الرفيعة وضمِّها إلى مقتنياتها المؤسسيَّة؛ ولا يقلّ عن ذلك أهمية في اعتقادنا اقتداء الشركات الإقليمية المختلفة بالشركات المالية والمصرفية وإقبالها على إقامة شراكة مع الفعاليات والتظاهرات الفنية والثقافية، الإقليمية والعالمية، لدعم الحركة الإبداعية من جهة، وتعزيز اسمها أو علامتها التجارية من جهة ثانية، وقد شهدنا مثل هذا التوجه، على سبيل المثال، من الشركات المالكة لعلامات تجارية عالمية عريقة، وشركات التطوير العقاري، والشركات العاملة في صناعة الفندقة والضيافة وغيرها، كما أنَّ رعاية الفعاليات الفنية والثقافية تحقق الكثيرَ للشركات الراعية، مثل اقتران اسمها بقيمة إبداعية وجمالية راقية، فضلاً عن ذيوع صيتها بفضل دورها الرائد في جعل منطقة الشرق الأوسط مركزاً ثقافياً وإبداعياً في مصافِّ المراكز العالمية العريقة''· وللمزيد من التوضيح يختم فلويد تعليقه قائلاً إن ''آرت دبي هو ملتقى سنوي تقوم رسالته على إبراز التطلعات الثقافية والإبداعية للمنطقة؛ بيدَ أنه على صعيد موازٍ يمكِّن الشركات من تقديم مساهمة مهمّة في دعم الحركة الفنية الراقية في المنطقة عبر إتاحة الفرصة أمامها لإبرام شراكة وثيقة مع هذه التظاهرة الإبداعية السنوية للوصول إلى المُقتنين والمهتمين بالحركة الإبداعية إقليمياً وعالمياً''· وفي ما يتعلق بتنوع نشاط هذا الغاليري ''آرت دبي'' ثقافيا وفنيا وفكريا، فقد تبدى هذا التنوع في تظاهرة فلسطين الإبداعية تحت عنوان ''آرت بارك''، وهي تظاهرة كرست لاستكشاف الأعمال الفنية الخاصة مع تركيز بشكل خاص على الأعمال الفنية التجريبية والأعمال التصويرية وأعمال الفيديو بشكل يعكس الحيوية والتنوع لهذه الفئات الفنية في منطقة الشرق الأوسط· كما شهدت التظاهرة تنظيم سلسة من الأفلام وبرامج الفيديو وبرنامج خاص يضم مجموعة من الأفلام ومواد الفيديو الفنية المصورة· وفي جناح باسم فلسطين حمل اسم ''آخر الليل'' المستمدّ من قصيدة الشاعر الراحل الفلسطيني الكبير محمود درويش، كانت هناك مجموعة من الأعمال الفنية ثنائية الأبعاد لعدد من الفنانين الفلسطينيين من الداخل والشتات أمثال منى حاطوم، وسما الشيبي، ويزن خليلي، ورولا حلواني، وشريف واكد، وشروق حرب، الكساندرا هندال، وأحلام شبلي، وجواد المالحي، ورؤوف حاج يحيى، ورنا بشارة· ولو نظرنا في عمل رؤوف يحيى الحاج مثلا لوجدنا كيف يطغى الهم السياسي الفلسطيني المتمثل في صراع فتح/ حماس على هذا العمل الذي يستخدم فيه الكولاج لرسم الحدود الواضحة بين ''شعب غزة وشعب الضفة''· أما لوحة شروق حرب فهي محاولة للتدليل على الحصار حيث المرأة وسط حقل من الشوك وتحيط بها مجموعة من البيوض· وفي قراءة لعناوين بعض الأعمال الفنية يمكن أن نرى البؤس والشقاء في الأحياء الشعبية المهدمة، أو الضياع في صحراء قاحلة، وكذلك ثمة رموز سياسية لا ينقصها الوضوح، ولكن هناك المنحوتة الجميلة للراقصة البرونزية التي تحيل إلى ملامح أفريقية، وتكوينات هندسية وطبيعية متعددة الأبعاد، وامرأة بعباءتها الرملية تجتاز الرمال· وفي ما يخص التظاهرة المتمثلة في احتفالية ''كنتمبارابيا'' بأيامها السبعة، وهي احتفالية فنية تضم رحلات وفعاليات ثقافية وجغرافية مختلفة، بغية جذب الاهتمام، إقليمياً ودولياً، للمشروعات الثقافية الرفيعة والمتنوعة التي تتم حالياً في منطقة الخليج العربي وتشارك فيها متاحف من الشارقة وأبوظبي ودبي، وعن هذه التظاهرة تحدثت إلينا أسماء الشبيبي المديرة التنفيذية لمعرض ''آرت دبي'' قائلة إنها كانت فرصةً لهواة اقتناء الأعمال الدوليين، والفنانين، والمشرفين على المشاريع الفنية، ومديري المتاحف، والإعلاميين للاطلاع على ما تزخر به منطقة الخليج العربي من فعاليات ومبادرات فنية وثقافية· وباعتباره حدثاً سنوياً يركز على المشهد الفني الحيوي والمزدهر في منطقة الخليج، شكل البرنامج الذي شارك فيه 250 فنانا من العالم منبراً للقائهم وتعرفهم على الفن في هذه المنطقة· وحول تقويمها لدورة هذا العام قالت الشيبي إن الدورة نجحت في استقطاب حوالي سبعين مجموعة فنية من متاحف ودور عرض عالمية بعضهم يتعرف للعالم العربي للمرة الأولى، لكن الشيبي أشارت إلى أن كثرة المعارض تجعل من البيع عملية صعبة، مع العلم أن البيع ليس هو الهدف الأساس للمعرض· وهنا تؤكد الشيبي على أن من أبرز نجاحات هذا العام هو جائزة أبراج كابيتال للأعمال الفنية التي تعتبر أكبر جائزة عالمية من نوعها للفنون المعاصرة· وتهدف الجائزة إلى إتاحة فرصة غير مسبوقة أمام كوكبة من الفنانين المُبدعين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا للانطلاق نحو العالمية من أوسع أبوابها· من جهتها، قالت أبراج كابيتال إن مبادرتها تلك تهدف إلى إثراء الحركة الفنية والإبداعية الإقليمية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©