فاطمة.. حكاية ألم من بغداد

فقدت طفلة عراقية رضيعة في شهرها التاسع تدعى فاطمة الجبوري أباها ثم قتل مسلحون أمها وعمها وتركت وحيدة بدون رعاية في كومة من القمامة في بغداد· وقد عثرت الشرطة العراقية على فاطمة تعاني من سوء تغذية ومن الجفاف في حر الصيف القائظ مخفية تحت قمامة حي السعيدية الذي يعتبر أكثر الأحياء عنفا في جنوب بغداد حيث اشارت تكهنات البعض إلى أن أمها خبأتها قبل أن تقتل· وأنقذت الطفلة البريئة من حقول القتل لتصبح نجمة في مستشفى عسكري أميركي بالمنطقة الخضراء في بغداد حيث قال اللفتنانت بيت بروكلي القائم بأعمال مسؤول العلاقات العامة في المستشفى ''إنها رضيعة··إنها السعادة في مكان سيئ''· ويرتب العاملون في المستشفى خلال الفترات التي تتخلل نوم فاطمة المواعيد لمصوري شبكات التلفزيون الأميركية والأجنبية لزيارتها أملا في أن تنقذها قصتها من مستقبل غامض· والأطفال على وجه الخصوص هم الأكثر تعرضا للمخاطر بسبب العنف في العراق الذي أودى بحياة عشرات الآلاف وأدى إلى تشريد الملايين· وفاطمة هي محط الاهتمام الآن ويحيط بها الممرضات والزائرون الآخرون في عنبرها· لكن الجنود الاميركيين سيعودون قريبا ولا أحد في المستشفى يعرف متى سترحل الى ملجأ للأيتام حيث تنضم لخمسة من أقاربها· وقالت رئيسة الممرضات الكابتن نان نجو أندرسون ''كل يوم ننتظر قدوم الجنود ليأخذوها إلى الملجأ ولا نستعجل ذلك لأننا نعرف ماذا قد يحمل المستقبل لها''· وقال عاملون بالمستشفى إن كبير الأطباء قدم استفسارات للسفارة الأميركية بعد تلقي طلبات لتبنيها، وردت السفارة بأن القانون العراقي لا يسمح في الوقت الحالي بالتبني الكامل في الوقت الحالي· فيما قال بروكلي إن العاملين في المستشفى يأملون في أن يفتح اهتمام وسائل الإعلام بحالة فاطمة ثغرة في السياسة·وكان وزن فاطمة عندما وصلت للمستشفى كوزن المولودة حديثا لكنها الآن في حالة صحية أفضل وان كانت لا تزال عيناها السوداوان الواسعتان كبيرتين بالنسبة لوجهها وجسدها الذي أعاق سوء التغذية نموه، كما لا تزال هناك آثار لمرض جلدي قديم على ذراعيها النحيلتين· وقال الأخصائي ديزموند كاشيوتي ''عندما جاءت إلى هنا كانت خائفة وفزعة اما الآن فإنها تضحك طول الوقت ·· نضعها ونحملها بينما نرعى المرضى وننجز الأعمال الكتابية''·