أبوظبي (الاتحاد)
مع انتشار تطبيقات مواقع التواصل الاجتماعي، ظهر مؤخرا «إنستغرام لايف»، الذي يتيح للمستخدم التواصل بالصوت والصورة في بث حي ومباشر مع إمكانية التعليق مع قبل المتابعين.
ويمكن اعتبار «إنستغرام لايف» نشرة أخبار مباشرة من قلب الحدث، يتفاعل فيها المتابعون مع صاحب الحساب، ومع المشاهدة تتوالى الردود والتعليقات التي قد تبدر من متطفلين تشمل انتقادات خارج حدود اللياقة كاستخدام ألفاظ بذيئة، ما يؤثر على سير عملية التواصل.
يجد خليفة المحرزي، مستشار أسري، أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت بلا رقيب، وأدت إلى حالات حدوث تفكك أسري بفعل انفتاح هذه الوسائل وعدم نضج بعض المتعاملين معها أو عدم وجود توازن أو غياب ضمير وعدم وجود الرقيب، مُضيفاً «لا نستطيع أن نصدر حكما واحدا على أنَّ وسائل التواصل الاجتماعي جيدة أو غير جيدة في ظل التطور الكبير الذي يشهده هذا القطاع»، مُشدّداً على أهمية تعامل كل مجتمع مع هذه الوسائل تبعاً لغاياته وأهدافه، لكي يستطيع أن يُكيّف هذه الوسائل تبعاً لأهدافه.
ويقول «التكنولوجيا الرقمية تسلَّلت إلى نسق التفاعل الاجتماعي مفسحةً المجال لظهور أنماط جديدة من العلاقات الاجتماعية تتسم بالتلقائية والسطحية والاتساع والتنوع، وفاتحة الباب أمام التواصل بين الأفراد لتشكيل العلاقات وتبادل الخبرات والاهتمامات، من خلال الرسائل والملفات والصور في بيئة افتراضية»، مُضيفاً أنَّ هذه الوسائل أصبحت جزءاً من الحياة الاجتماعية، حيث تغلغلت في النسيج الاجتماعي، وبات كثيرون يعتمدون عليها في جميع أوجه الأنشطة الاجتماعية الرسمية وغير الرسمية، إلاَّ أنَّها تركت آثاراً سلبية في العلاقات الاجتماعية ومستوى التفاعل الاجتماعي.
وتقول المخترعة فاطمة الكعبي إن تطبيق»إنستغرام لايف» يسهم في تبادل المعرفة والمعلومات من خلال مناقشة الكثير من المواضيع التي تهمها في مجال الابتكار والاختراع. وتتابع «بحسب تجربتي مع هذا التطبيق وجدته يفتح المجال لمناقشة الكثير من المواضيع، من خلال التفاعل مع من يتابع حسابي، ويسمح للجميع في الوقت ذاته بإبداء الرأي والتفاعل مع الردود»، مؤكدة أن أصحاب الخبرة يتشاركون الرأي في «إنستغرام لايف» ليستفيد منه الجميع من خلال المعلومات التي يتم طرحها مباشرة، وتبدي الكعبي استياءها من متابعين يدخلون أثناء البث، ويتلفظون بكلمات خارجة.
وترى المحامية نوال الشويهي الجوانب الإيجابية قليلة في تطبيق «إنستغرام لايف» منها التعرف إلى الثقافات الأخرى والإطلاع على العالم. وتضيف «هذه التطبيقات مكنت الأشخاص من الدخول لحياتنا وإعطائهم الحرية التامة للحديث بعبارات إيجابية أو سلبية، ليظل عالم التواصل الاجتماعي عالما افتراضيا يجمع فئات متعددة ومختلفة في الثقافة والتربية». وتتابع «هنا يأتي دورنا في أن نقف ونضع خطا أحمر لما يجب معرفته عنا من عدمه».
ومن النقاط السلبية في التطبيق، بحسبها، أنه لا يوجد أمان في «إنستغرام مباشر» حيث يمكن من خلاله تحديد الموقع ببساطة من أصحاب النفوس المريضة، الذي يسيئون استخدام هذه المعلومان.
وتوضح هبة المطروشي (موظفة، متزوجة) أن «إنستغرام لايف» برنامج جيد ولكن هناك من أساء استخدامه، معتبرة أنّه برنامج منوع يستطيع الصغير والكبير التفاعل من خلال متابعة صاحب الحساب، ما يتيح المجال لتعدي البعض بألفاظ خادشة. وتوضح «هذا التطبيق لا تقل خطورته عن بقية البرامج في مواقع التواصل الاجتماعي، فالجميع يعرض تفاصيل حياته بكل ثانية ودقيقة ويفتح المجال للمتابع له أن يُعلق على ما يقوم به».
ومن خلال تجربتها لميزة «لايف إنستغرام» وجدت لطيفة عبد الرحمن (22 سنة) أن «إنستغرام» كغيره من تقنيات التواصل الاجتماعي الإلكتروني له جوانب إيجابية وسلبية، مضيفة أنّ هذا يعتمد على درجة وعي المستخدم للتقنية، وثقافته. وتقول «المشكلة لا تنحصر في التطور الحاصل في هذه الوسائل أينما كانت، وإنما تكمن في كيفية تعامل الأفراد مع هذه التقنيات المتوافرة»، موضحة أنَّ البشر ليسوا سواء في الإدراك والمستويات الاجتماعية والثقافية.
عدد اليوم
