السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الكوريون الجنوبيون··· يفضلون أميركا على الصين

الكوريون الجنوبيون··· يفضلون أميركا على الصين
15 أغسطس 2007 00:48
تتطرق عديد من التقارير الإعلامية إلى شعور الكوريين الجنوبيين بالإحباط من الولايات المتحدة، وهو تصور يكرسه قلق الرأي العام الكوري الجنوبي على خلفية محنة المتطوعين المسيحيين الذين تحتجزهم ''طالبان'' في أفغانستان، والحشود الغاضبة التي خرجت إلى الشوارع في سيئول للمطالبة بانسحاب أميركي من شبه الجزيرة الكورية· والحال أن استطلاعاً حديثا للرأي، شمل أزيد من 100 مواطن كوري جنوبي (ممن تبلغ أعمارهم عشرين عاماً فما فوق) وتمحور حول العلاقات بين الكوريتين والعلاقات الخارجية، يكشف عن صورة أكثر تعقيداً قد تفاجئ الذين باتوا يصورون البلد باعتباره لم يعد الحليف المقرب من الولايات المتحدة· فخلافاً للكثير مما نسمعه في وسائل الإعلام الكورية الجنوبية والأميركية، بل وحتى من خبراء كوريين جنوبيين ومراقبين للشؤون الآسيوية، فإن أول هم يشغل بال الكوريين الجنوبيين هو أمنهم القومي· ولعل تزايد القلق على خلفية التهديد الكوري الشمالي والتوجس من الصين جزء من التفسير لأسباب تقرب الكوريين الجنوبيين من الولايات المتحدة· إذ تفند نتائج استطلاع الرأي، الذي أنجز في الربيع المنصرم برعاية ''برنامج فولبرايت''، التقارير الإخبارية الأميركية والكورية التي تتحدث عن لامبالاة من جانب الجمهور الكوري تجاه برنامج كوريا الشمالية النووي· كما تطعن في التقارير التي تفيد بانتشار مشاعر معاداة الولايات المتحدة في كوريا الجنوبية وجنوحها نحو الصين· وفي ضوء الانتخابات الرئاسية المقبلة في كوريا الجنوبية في ديسمبر ،2007 فإن الاستطلاع يرسم صورة مختلفة للرأي العام الكوري قد تؤثر على نتيجة الانتخابات· فبالرغم من التقارير الإخبارية المتواصلة التي تفيد بهدوء الجمهور رغم احتدام التوتر على خلفية الأزمة النووية لكوريا الشمالية، فإن معطيات استطلاع الرأي تظهر أن الجمهور الكوري الجنوبي يستشعر خطر التجربة النووية التي أقدمت عليها كوريا الشمالية في أكتوبر 2006؛ وتكشف عن دعمه لتدابير قوية تستنكر برنامجها النووي وترد عليه؛ حيث يرى أزيد من سبعين في المئة ممن شملهم الاستطلاع أن امتلاك كوريا الشمالية لأسلحة نووية وبيعها مواد نووية للغير يشكل تهديداً لمصالح كوريا الجنوبية القومية· وعلاوة على ذلك، فإن أغلبية واضحة تدعم مشاركة كوريا الجنوبية في العقوبات الأممية ضد جارتها الشمالية، و''مبادرة أمن انتشار أسلحة الدمار الشامل'' التي تتزعمها الولايات المتحدة، وتطوير البلاد لأسلحة نووية· كما يدعم نصف من شاركوا في هذا الاستطلاع تقريباً عملاً عسكرياً أميركياً لمنع كوريا الشمالية من نشر الأسلحة النووية· لقد أفردت الصحافة الأميركية تغطية واسعة لارتفاع المشاعر المعادية للولايات المتحدة في كوريا الجنوبية في السنوات الأخيرة، ولاسيما في أوساط جيل الشباب؛ غير أن نتائج الاستطلاع تظهر أن للرأي العام الكوري آراء إيجابية عموماً حول الولايات المتحدة· إذ ترى الأغلبية الساحقة (92 في المئة) ضرورة الحفاظ على التحالف الأميركي- الكوري الجنوبي أو تعزيزه، في حين ترى أقلية صغيرة فقط (8 في المئة) ضرورة إضعاف أو إنهاء التحالف· كما ترى أغلبية (55 في المئة) أن على كوريا الجنوبية، بحكم أنها محاصَرة من قبل الصين وروسيا واليابان، أن تتحالف مع قوة بعيدة مثل الولايات المتحدة من أجل دعم وتقوية أمنها؛ بينما تعارض أغلبية مماثلة انسحاباً متسرعاً للقوات الأميركية المرابطة بكوريا الجنوبية (57 في المئة)· وخلافاً للتصريحات المنتقِدة التي أدلت بها مؤخراً هيلاري كلينتون من أن الكوريين الجنوبيين نسوا المساهمة الأميركية في تنمية كوريا، فإن 54 في المئة يرون أن الأمن الذي قدمته القوات الأميركية ساهم في رخائها الاقتصادي· تفند نتائج الاستطلاع أيضا ما يعتبره البعض جنوحاً متزايداً من جانب الجمهور نحو الصين؛ حيث كشف الاستطلاع، في ما يعد واحدة من أهم خلاصاته، أن الجمهور يفضل الولايات المتحدة على الصين· فعندما سئل المستجوَبون بشأن أي من البلدين ينبغي على كوريا أن تحافظ على علاقات متينة معه من أجل مصلحتها القومية، اختار 20 في المئة الصين، في حين اختار 79 في المئة الولايات المتحدة· وفي حال اضطرت كوريا الجنوبية إلى التعاطي مع انهيار مفاجئ للنظام الكوري الشمالي، رأى 4 في المئة من المستطلعة آراؤهم أن على كوريا الجنوبية أن تتعاون مع الصين للتعاطي مع الأزمة، في حين اختار 28 في المئة الولايات المتحدة· أما البقية، فقد اختاروا الأمم المتحدة أو ''مجموعة المحادثات السداسية'' أو فضلوا أن تتحرك كوريا الجنوبية بمفردها· إلى ذلك، يرى 26 في المئة فقط من المستجوَبين أن الصين تأخذ المصالح الكورية في عين الاعتبار حين التعامل مع كوريا الشمالية على خلفية الأزمة النووية، في حين يرى 56 في المئة أن الولايات المتحدة تراعي مصالح كوريا الجنوبية· يظهر استطلاع الرأي أيضاً أن صورة الصين في كوريا الجنوبية سلبية عموماً، ولاسيما إذا ما قورنت مع الولايات المتحدة· وعلاوة على ذلك، فإن الوعي العام ومشاعر التوجس تجاه الصين يبدوان قويين، حيث يعتقد 81 في المئة أن صعود الصين يمثل تهديداً بالنسبة لمصالح كوريا القومية· كما تفسر النسبة نفسها تقريبا (82 في المئة) ادعاء بعض دعاة مراجعة التاريخ ممن تدعمهم الصين -بأن ''كوغوريو''، وهي مملكة كورية قديمة، إنما كانت في الواقع إقليماً صينياً- باعتباره يعكس طموحات وأطماعا ترابية للصين· كما ترى أغلبية كبيرة (74 في المئة) أن الصينيين يسعون لممارسة نفوذهم وتأثيرهم على إعادة توحيد الكوريتين عبر دعم نظام كوريا الشمالية بالمساعدات· أستاذ العلوم السياسية بجامعة بالدوين ولاس كوليدج في بيريا بولاية أوهايو ستيفن كيم أستاذ بمركز آسيا-المحيط الهادي للدراسات الأمنية في هونولولو بولاية هاواي ينشر بترتيب خاص مع خدمة كريستيان ساينس مونيتور
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©