الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الفرح والطبيعة والطفولة ثالوث المشاركة المحلية في «دبي كانفس»

الفرح والطبيعة والطفولة ثالوث المشاركة المحلية في «دبي كانفس»
5 مارس 2017 10:51
أربع فنانات مواطنات شابات ينافسن فنانين عالميين في الفن ثلاثي الأبعاد ضمن مسابقة «دبي كانفس»، فقد استطعن وضع بصماتهن في جداريات تنشر السعادة في واجهة «سيتي ووك» بدبي، طارحات أفكاراً تنسج ألوان الفرح، وترسم أحلام الطفولة، وتروي حكايات من الطبيعة. وبرهنت المشاركات رغم قلة خبرتهن على قدرتهن على الإسهام في سباق الإبداع البصري العالمي في إمارة دبي التي تحولت إلى ورشة ملهمة في الهواء الطلق تتباهى بالجمال، وتوزع السعادة على زوارها والمقيمين فيها. أحمد النجار (دبي) لم تتوقع الشابة أسماء الخوري ابنة الـ 19 ربيعاً، أن يقترن اسمها بنخبة من مشاهير فن الشارع «ثلاثي الأبعاد» والرسم المعاصر، لاسيما أنها حديثة الخبرة، ولا تمتلك تجربة سابقة في هذا المجال، واصفة نفسها بـ «المحظوظة» لكونها تمثل بلدها في تظاهرة فنية عالمية مرموقة. وقالت إن «دبي كانفس» أول محطة فنية تمثل وسام فخر بالنسبة لها، موضحة أنها تقدمت للمسابقة بعمل اسمه «دبي مدينة السعادة»، نال إعجاب لجنة اختيار المشاركين، ووافقت على انضمامها للمسابقة. «فوق السحاب» وقررت أسماء المشاركة بعمل فني يحمل عنوان «دبي فوق السحاب». إلى ذلك، قالت «يكفيني فخراً أن عملي يعرض إلى جانب مجسمات وجداريات مبهرة نفذها أقدم فناني العالم في هذا المجال»، مضيفة «يحتوي العمل على حبل يخيل للزائر بأنه يمشي فوقه ليرى جمال دبي ومعالمها من فوق السحاب». وتفيد بأن العمل عبارة عن رسم ثلاثي الأبعاد لشلال تتساقط مياهه وسط غابة، فيما يمتد جذع شجرة كبيرة بين صخرتين على حافتيه، يعطي المشاهد إحساساً بأجواء الغابة النقية، مشيرة إلى أن العمل يحتوي على جناح فراشة تعطي الزائر فرصة تخيل نفسه محلقاً. وهدفت أسماء من وراء هذا العمل الذي استغرق تنفيذه نحو أسبوع، أن تنشر الإحساس بالسعادة والتحليق في سماء دبي للاستمتاع بأجواء الفرح، وتأمل جمال معالمها. وأكدت أنها لم تتأثر بأي فنان عالمي لكونها لا تحب التقليد، لاسيما أنها تنتمي إلى مجتمع يرفع شعار الابتكار. وألمحت إلى أنها تطمح للوصول إلى العالمية، وتسعى إلى استغلال مهارتها لتمثل بلدها. وقالت «حلمي إيصال أعمالي الفنية لمختلف الشعوب والثقافات والأعراق والجنسيات، فالفن لغة إنسانية يفهمها ويتذوقها كل البشر». دعم عائلي من المشاركات في «دبي كانفس» أيضاً سارة الخوري، شقيقة أسماء، التي قالت «نحن من عائلة فنية تشجعنا على الرسم منذ الطفولة»، مشيرة إلى أنها تقدمت مع شقيقتها للمسابقة. وتابعت «لم نكن نتوقع أن نترشح للمشاركة في المسابقة، وقد شاركت بلوحة أسميتها «أجواء السعادة»، وثانية بعنوان «أعلى مراحل السعادة» يظهر فيها برج خليفة باسقاً من أعماق غابة، بينما مترو دبي يشق طريقه عبرها». أما عن عملها الذي تشارك فيه بـ «دبي كانفاس»، فأوضحت أنه بعنوان «الطبيعة الخلابة»، وهو يجسد مناظر متخيلة عن معالم طبيعية تبعث على السعادة. وأوضحت سارة أنها للمرة الأولى تشارك بعمل ثلاثي الأبعاد، فلم تكن مهتمة به من قبل، ولم تتخيل نفسها ترسم على جدران وأرضية، لكنها اعتبرت مشاركتها بمثابة تحدٍ، ونافذة تواصل ثقافي وحضاري، مشيرة إلى أن فنانين مشاركين وصفوا اختياراتها الألوان بالمتميزة، وشجعوها على الاستمرار، من دون أن تخفي قناعتها بأن خبراتهم تفوقها بأشواط كبيرة، لكن ذلك لم يمنعها في منافستهم بروح إماراتية متطلعة للمستقبل. وزادت «أكثر عمل شدني من أعمالهم هو «بالون السعادة»، وقد استلهمت من تقنياتهم وأفكارهم الكثير، وهذا أكبر ثمرة إنجاز، وأثمن استفادة لي في هذه الورشة الفنية العالمية». رمز خالد عن مشاركتها، قالت الفنانة فاطمة آل علي إن لوحتها تتضمن بالونات تروي حكايات المرح المنسية، وتحلق بأنفاس الطفولة إلى عوالم ملونة، مدغدغة خيالاتهم بحلم الطيران، لافتة إلى أن عملها حمل عنوان «بالونات الفرح». ورغم أنها شابة لم يتجاوز عمرها الـ 22 عاماً، إلا أن الطفولة بكل براءتها وعفويتها وهمومها لا تزال تسكن رسومها، وتعتبرها مصدر إلهامها. إلى ذلك، قالت «أعمالي ترمز للطفولة، ولهذا العمل قررت أن أرسم بالونات ملونة لتحقيق حلم الطيران للأطفال». وأوضحت «جداريتي تجعل المتلقي يتخيل بأنه عندما يجلس على الأرجوحة، سيشعر بأنه يطير، فالبالون رمز الفرح لكل أطفال الدنيا، والأرجوحة لعبة السعادة التي ارتبطت بخيال كل إنسان»، مضيفة «جداريتي ستداعب قلوب الصغار، كما سيجد الكبار فيها متعتهم لاستذكار طفولتهم حين كانوا يحلقون بطائرات الورقية». وأفادت بأن العمل استغرق أسبوعاً، وكان أصعب تحدٍ واجهته هو المطر، حيث كانت تضطر للتوقف لساعات، ثم تعويضها حتى وقت متأخر لكي تنجز الجدارية في الوقت المحدد. وأعربت فاطمة عن فخرها بالمشاركة مع كوكبة من ألمع الفنانين العالميين، وقد حرصت على التعرف إليهم فرداً فرداً لاستلهام خبراتهم، خاصة كوبرا وإيتي وجون وميلوز وريتشارد الذين تحاورت معهم حول أعمالهم وبداياتهم ومحطات نجاحهم، وسألتهم عن تقنياتهم وأدواتهم وأفكارهم للاستفادة من رؤاهم. وأكدت فاطمة أن البيئة محفزة على الإبداع والابتكار والدعم بأنواعه متوافرة، ويجب استغلاله لإطلاق المواهب المحلية إلى العالم. خوض التحدي تألقت ميثاء المري بعملها الفني الذي يتضمن بركة مياه تعكس عناصر مختلفة، حيث يخيل للمتلقي بأنه يرى شقين مختلفين من البركة. وقالت إنها تأثرت بأعمال فنانين عالميين بهذا المجال، لهذا ركزت اهتمامها على الرسم ثلاثي الأبعاد، مشيرة إلى أنها درست الفنون البصرية في جامعة زايد، ما أسهم في تكوين مخزون أكاديمي لديها عن الرسم التصويري، والرسم الزيتي، فضلاً عن موهبتها في الرسم. وأكدت أن مشاركتها في «دبي كانفس» دعوة للتحفيز، وخوض التحدي مع فناني العالم لاكتساب المهارات والخبرات وتطويرها، وصولاً لتمثيل الإمارات في محافل دولية بأعمال تعكس أصالة الثقافة المحلية. وتسعى ميثاء للتأثير في المتلقين، وتحرص على طرح موضوعات تدعو للتفكير والتغيير وملامسة قضايا لها صدى في مجتمعها. وتحاول في أعمالها دمج الواقع بالتجريد من خلال رسومات ذات مضمون فكري إبداعي. ولا تستبعد ميثاء فكرة بلوغ العالمية، خاصة في ظل توافر الدعم والتشجيع والحث على روح المنافسة والمشاركة، وتعزيز التواصل الثقافي والفني والحضاري. وقالت: «الفرص كثيرة أمام المبدعين المواطنين، ولا عذر في عدم استغلالها». باكورة الأعمال بدأت أسماء الخوري الرسم في عمر مبكرة باستخدام أقلام التلوين والأوراق الشفافة. وتدرس حالياً إدارة الأعمال في كليات التقنية العليا بأبوظبي، وتفكر باحتراف الرسم ثلاثي الأبعاد، وخلال تجربتها القصيرة التي استهلتها عام 2015 شاركت في معارض فنية مهمة في الدولة. تطلعات فنية سارة الخوري تدرس إدارة الأعمال في كليات التقنية العليا بأبوظبي، وشاركت في معارض محلية، وتعد هذه المشاركة الأولى لها في الفن ثلاثي الأبعاد، وهي تسعى لتحقيق حلمها بأن تصبح فنانة عالمية، معتبرة أن الرسم لغة تجسد من خلالها أفكارها التي تلامس نبض مجتمعها. بوابة الانطلاق فاطمة آل علي طالبة تدرس فنون جميلة في جامعة الشارقة، وهي تنظر للفن كمهنة وليس كهواية مؤقتة، فهي ترسم وتنحت وتصور، كما تطمح أن يكون «كانفس دبي» بوابة انطلاقتها إلى العالمية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©