الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

نموذج

1 ابريل 2016 22:34
تقول بينما أنا أغادر البيت مسافرة، اكتشفت أن ابنتي الصغيرة التي ودعتها مبكرا لم تكن نائمة في الفراش، كانت تراقبني عن بعد وما التقت عيني بعينها حتى أكدت لي أنها لاتريد شيئا غير عروسة «باربي». سألتها .. لماذا تصرين على هذه اللعبة؟ فأجابت ... لأن باربي تساعد أبناءها! أخجلتني. تقول، وأحسست بأنني ربما كنت مقصرة تجاه هذه الصغيرة التي تخطو نحو الثامنة من عمرها مهووسة بنموذج باربي. تذكرت أن باربي لم تعد تلك المرأة الصغيرة الشابة ربة المنزل أيقونة الأنوثة التي اخترعتها سيدة الأعمال الأميركية « روث هاندلر» عام 1959، لتشق طريقها في الحياة بالتحول من نموذج لحياة المرأة الأميركية والمجتمع الغربي ما بعد الحرب العالمية الثانية، إلى نموذج عالمي. تذكرت أيضا قولها، إن باربي التي تطلبها ابنتها اربعا وعشرين ساعة لم تعد تلك الفتاة الجميلة الوحيدة الآن مثلما كانت على أيامها هي، صار لديها صديق وزوج وأبناء وبيت وسيارة وحديقة وملابس للمنزل وأخرى للسهرة وللتسوق والبحر وحتى الهلوين، بل وأصبحت عباراتها شهيرة، لكن ما تستغرب له أنها لم «تعجز» أو تكبر مثل غيرها وهي المفترض أن تكون جدة الآن، هكذا بسرعة لكن هذا لا يمكن أن يقنع طفلة صغيرة. هذه الطفلة، تستأنف، لم تستحوذ على تفكيرها باربي البنت المحجبة الخليجية التي ترتدي الحجاب والعباءة وتتزين بالمكياج وتستخدم الإكسسوارات الفخمة ولا حتى الأميرة الخليجية الحسناء وهي موضة وانتهت، كلهن ربما كانت تبصرهن عن قرب وظلت تدغدغ أحلامها باربي نجمة النجوم وباربي ب» نيولوك» البعيدة المنال التي ربما كانت تعبر عما تتمناه المجتمعات المعاصرة منها! لا ندري، لكن نعرف هذه الأيقونة بألوان الشعر والعينين والقامة الممشوقة وتدويرة الوجه التي تتمناها الفتيات، وربما تمنى البعض أن تكون رجلا، الوحيدون الذين لم ترق لهم أفكار هذه اللعبة التي تحتكر سوق العرائس هم من يسمون أنفسهم حركة تحرير باربي الذين يلومونها على نطق عبارة « الرياضيات صعبة» مايعني إعلاء قيمة الجمال على الذكاء لدى المرأة. الجمال في كل شيء، تذكرت أيضا أن تلبيس وأناقة باربي كان كالهم على هذه الصغيرة من ثيابها إلى ألوان الثياب إلى موبايلها وشنطتها وإكسسواراتها كلها يفترض أن تكون راقية ومناسبة لخلفيتها الاجتماعية التاريخية. لكن المدهش في باربي اليوم هو أنها ثقافة نسوية ظلت كما هي على الرغم من تغير ملابسها وعلى الرغم مما فعلته بها نسوية السبعينيات ربما لأن الأخيرة لم تتمكن من اختراع نموذج واقعي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©