الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عادل إمام * 3 * 100

14 أغسطس 2007 02:06
حاولت مؤخراً اتخاذ قرار بسيط بعدم مشاهدة نشرات الأخبار مفضلاً التجول بين حارات وشوارع الفضائيات للعثور على شيء مضحك، مسرحية كوميدية هنا وبرنامج كاميرا خفية هناك، وقد نجم القرار خوفاً من التعرض لضغوط لا أحتملها ولا يحتملها غيري من البشر، خاصة وأن إصابتي ''بكبوة في القلب'' لا تفصل بيني وبينها إلا سنة واحدة بالكاد· لكن قراري غير الملزم لم يصمد أكثر مما تصمد قرارات مجلس الأمن أمام الفيتو الأميركي، فعدت بعد أسبوع لمشاهدة نشرات الأخبار مرة أخرى، ليس بدافع متابعة ما يجري في العالم، ولكن لأن حصيلتي الكوميدية كانت لا تغني ولا تسمن من جوع، فأفضل برامج الكاميرا الخفية كانت غربية مكررة محفوظة عن ظهر قلب لكثرة إعادتها، أما مشاهدة الكاميرا الخفية العربية فهي خطرة بحجم ''بياختها'' التي قد تسبب جلطة قلبية لا تقل قوتها عن تلك الناتجة عن مشاهدة دموية الأخبار· أما المسرحيات العربية فقد انهار مستواها مع موجة الانهيار العام لكل شيء في حياتنا العربية، فالمسرحيات الكوميدية الجديدة مهلهلة في بنيتها الدرامية وفارغة في موضوعاتها ولا يفعل فيها الممثلون شيئاً سوى الارتجال الباهت نظراً لغياب النص المكتوب أصلاً، إلى جانب اعتمادهم على النكات الخشنة والتلميحات الجنسية المقززة أو السخرية على أشكال ووجوه بعضهم بعضاً! وفي هذه الحالة كانت الرحمة تتمثل في العودة إلى المسرحيات القديمة التي ولدت أيام ''ما كان المسرح مسرحاً بالفعل''، ولكن ظهرت مشكلة جديدة وهي تكرار عرضها لدرجة أننا حفظنا حواراتها أكثر من ممثليها الأصليين!· نهاية الأسبوع الماضي عدت وتذكرت قراري العظيم بعد أن استنفدت نفسي في متابعة الذكرى الأولى لحرب لبنان الثانية بكل تفاصيلها الموجعة، فقلت لم لا أجرب فاخذ (لفّة تلفزيونية) فربما وجدت شيئا يضحكني، فعثرت في ظرف دقيقتين على مسرحية عادل إمام الشهيرة ''شاهد ما شافش حاجة'' معروضة على ثلاث قنوات دفعة واحدة: ''فنون وليبرا وفلسطين''، ولو استكملت ''لفّتي بالريموت'' أكثر، لربما وجدتها تعرض في خمس قنوات أخرى! ومع أنها مضحكة جداً إلا أنني لم أستطع إقناع نفسي بمشاهدتها لسبب بسيط هو أنني شاهدتها الأسبوع الماضي وما قبله وما قبل قبله، باختصار أذكر أنها عرضت مئات المرات في الأشهر الأخيرة، ويبدو أن لا عزاء للشطار سوى التكرار · العنوان البريدي: alhalwaji@gmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©