إضراب يشل مظاهر الحياة في اليونان

توقف العمل في المستشفيات والخدمات الحكومية وجميع خدمات وسائل النقل العام من رحلات جوية إلى سفن في اليونان أمس، حيث نظمت النقابات إضرابا يستمر 24 ساعة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجا على مشروع قانون لإصلاح نظام المعاشات الذي يقولون إنه سيقلص من المزايا المالية· وتعهد العمال بتنظيم إضراب يشل الحركة في البلاد يمتد من مدينة سالونيكا الساحلية شمالي البلاد إلى مدينة باتراس غربي البلاد والعاصمة اليونانية أثينا· ومن غير المقرر مغادرة أي طائرة أو وصولها إلى مطار أثينا الدولي، حيث قرر مسئولو المراقبة الجوية الانضمام إلى الاضراب· وفي الوقت نفسه مازالت العبارات والقوارب راسية في الموانئ في مختلف أنحاء البلاد، ما أدى إلى إصابة وسائل النقل من وإلى مئات الجزر اليونانية بالشلل مع انضمام سلطات الموانئ إلى الاضراب· وتوقفت وسائل النقل في المناطق الحضرية مثل الحافلات والترام ومترو أثينا وخدمات السكك الحديدية في الضواحي عن العمل· وتوقف المرور عدة أميال، فيما كان الركاب في أثينا يحاولون الوصول إلى أعمالهم صباح اليوم ومازالت البنوك مغلقة، بالاضافة إلى معظم الخدمات الحكومية من بين ذلك مكاتب الضرائب ومكاتب البلدية· وينظم عمال القطاعين العام والخاص موجة من الاضرابات احتجاجا على إصلاحات مقترحة في المعاشات التي يبدو أنها تزيد سن التقاعد، بينما تقلصت المزايا المالية لملايين المتقاعدين في المستقبل· وتزعم النقابات أن الدولة استنزفت موارد النظام من خلال الحصول على جزء من مستحقات خاصة بالمعاشات وعدم تسديد ما حصلت عليه من العمال على مدار السنوات· وتسببت مظاهراتهم في تراكم القمامة في شوارع المدينة وانقطاع مستمر للتيار الكهربائي وتوقف وسائل النقل والخدمات بالاضافة إلى توقف التجارة في الاسواق المالية لعدة أيام· ومن المقرر عرض مشروع القانون أمام البرلمان للتصويت النهائي اليوم الخميس بعد أشهر من الاضرابات التي أصابت البلاد بالشلل· ويعتبر ذلك اختبارا رئيسيا لحكومة حزب المحافظين الحاكم التي يجب أن تجعل جميع نوابها الـ151 في البرلمان المكون من 300 نائب يصوتون لصالح مشروع القانون· كما أدى إضراب الأمس أيضا إلى تضرر نظام القضاء في البلاد، حيث قرر محامون وقضاة الانضمام إلى الاضراب· وستعتمد خدمات المستشفيات والاسعاف على موظفي الطوارئ بينما لن تلقى محاضرات في المدارس الحكومية والجامعات· وتتعرض حكومة المحافظين تحت قيادة كوستاس كرامانليس لضغوط للسعي لتحقيق الاصلاحات لاسيما في نظام المعاشات المتداعي في البلاد الذي يتعرض لمخاطر الافلاس خلال 20 عاما بسبب زيادة عدد السكان كبار السن وتراجع معدلات المواليد·