الإمارات تحتل المرتبة التاسعة عالمياً من حيث انتشار الأمراض الوراثية

حذرت ندوة علمية من خطورة تفشي الأمراض الوراثية وزيادتها في مجتمع الإمارات الذي يحتل المرتبة التاسعة عالمياً في قائمة 15 دولة تعاني من انتشار الأمراض الوراثية، حيث بلغ عدد هذه الأمراض في الدولة 240 مرضاً· وتحدث في الندوة، التي نظمتها جامعة أبوظبي أمس الأول حول ''واقع ومستقبل خريطة الأمراض الوراثية في دولة الإمارات العربية المتحدة'' ضمن موسمها الثقافي، الدكتور غازي تدمري المدير المساعد في المركز العربي للدراسات الجينية في البحرين، وذلك بحضور كل من علي سعيد بن حرمل الظاهري رئيس مجلس جامعة أبوظبي التنفيذي والبروفسور نبيل ابراهيم مدير الجامعة والقيادات الأكاديمية والإدارية بالجامعة وعدد من الطلاب والطالبات· وأشار الدكتور تدمري الى ضرورة نشر المعرفة الخاصة بالأمراض الوراثية بين أفراد المجتمع وتعزيز الفكرة وإعطاء نضرة شاملة للأمراض الوراثية في دولة الإمارات العربية المتحدة حيث إن الخريطة الوراثية الحالية التي عمل فريق البحث القيم الخاص بالجينات بجمعها في الدولة تظهر 240 مرضاً وراثياً وان هذا المؤشر في إزدياد· وأوضح أن التقارير العالمية المختصة بالأمراض الوراثية أظهرت ان المراتب الـ 15 الأولى عالمياً للدول التي تعاني من انتشار الأمراض الوراثية جميعها لدول عربية ومن ضمنها دولة الإمارات التي جاءت في المرتبة التاسعة عالمياً، لافتاً إلى أن النسب المسجلة لهذه الأمراض في الدول الغربية تعد أدنى بكثير من الدول العربية· وأوضح تدمري أنه لعل انتشار ظاهرة زواج الأقارب في الدول العربية والإسلامية ساهم في ارتفاع هذه النسبة، مشيراً إلى ضرر هذه الأمراض الوراثية من الجانب الاقتصادي حيث توقع ضرراً جسيماً في اقتصاد الدول لأن المريض يحتاج لرعاية طويلة تستمر طوال حياته· ولفت إلى أن من أعراض هذه الأمراض الإجهاض المتكرر وموت الأجنة، لذلك فإن هذه الامور تؤدي لخسائر بشرية ونفسية واقتصادية، كما ان المريض يتردد بشكل أكبر على المستشفيات وهو أمر مكلف حيث ان رعاية مريض واحد تصل لآلاف الدولارات سنوياً، موضحاً انه يتم تخصيص 13 مليار دولار سنوياً للرعاية الصحية نتيجة لهذه الامراض الوراثية في الوطن العربي· وأشاد تدمري بإنشاء المركز العربي للدراسات الجينية في عام 2003 بغرض توفير فهم أفضل لطيف الاضطرابات الوراثية التي تُصيب الشعوب العربية، حيث استطاع المركز بمساعدة قاعدة بياناته الإلكترونية ''الفهرست الوراثي للعرب'' (CTGA) أن يعرض تقريباً لكل الاضطرابات الوراثية المنتشرة في الدولة· وقال ان معظم الأبحاث الصادرة عن الأمراض الوراثية في الدول العربية تختصر على التشخيص السريري والإكلينكي فقط، مشيراً إلى أن الإحصائيات اظهرت أن في دول الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان ومملكة البحرين يوجد 451 مرضاً وراثياً ولا يشترك سوى 30 مرضاً بين هذه الدول الثلاث مما يدل على التنوع الوراثي في المنطقة، ولافتاً إلى وجود 119 مرضا مدرجا ضمن اللائحة القاتلة التي تهدد المريض مع وقت مبكر في الولادة