جنبلاط يهاجم مبادرة بري ويعتبرها إلغاء للرئاسة

أطلق البطريرك الماروني نصرالله صفير امس نداء استغاثة الى الساسة اللبنانيين لإنقاذ بلدهم قبل فوات الاوان، وقال ''إن اهل السياسة يتزاحمون على المناصب فيما الجيش وقوى الامن يبذلان ما بوسعهما للقيام بما عليهما من واجب والمطلوب إنقاذ الوطن مما يتخبط فيه من مشاكل ومواجهة الاستحقاقات''، داعيا الى وقف المهاترات والتكاتف لإنقاذ لبنان·وعلمت ''الاتحاد'' من مصادر بكركي أن صفير أبلغ قائد الجيش الجنرال ميشال سليمان أن هناك رضا دولياً واقليمياً ومحلياً على اداء الجيش في مخيم نهر البارد وهذا ما يعطيه اولوية في الوصول الى سدة رئاسة الجمهورية كمرشح توافق· وكشفت المصادر أن قائد الجيش اشترط للقبول بالمنصب وقف السجال السياسي وأن يكون مرشحا مقبولاً من جميع العواصم الاقليمية والدولية وأن لا تعترض دمشق تحديداً على هذا الخيار· وأيد رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن كلام صفير، ورحب بكلام رئيس البرلمان نبيه بري حول المخرج للازمة وقال ''ثمة مؤشرات ذات دلالات كبيرة في كلام بري تساعد على مخرج توافقي حول رئيس جديد في الموعد الدستوري وهو الامر الذي يمكن أن يدفع في اتجاه مرشح توافقي بعيدا عن الفئوية استنادا الى التجارب التاريخية التي تدعم الخيارات المطروحة في اتفاق الطائف''، واضاف ''أن ما يعزز طرح رئيس مجلس النواب موقف صفير المتجدد من حتمية حضور ثلثي النواب لأن الدستور ينص على الثلثين ويجب أن يكتمل الثلثان، والا انتفت الديموقراطية التوافقية التي حكمت وتحكم لبنان بعيدا عن أي استئثار او استجارة بالخارج''· ودعا رئيس كتلة ''الوفاء للمقاومة'' النائب محمد رعد فريق الاكثرية الى القبول بالشراكة قبل فوات الاوان، وقال ''إذا ظن الفريق الحاكم في لبنان أن الاميركيين سيتخلون عن مصالحهم الاستراتيجية في أفغانستان والعراق من اجل التمسك بورقتهم في لبنان فهؤلاء سيكونون حمقى إذا بنوا حساباتهم على هذا الوهم''· فيما اعتبر النائب السابق عماد جابر (المقرب من بري) أن الوقت بدأ يضيق ونحن مقبلون على استحقاقات مهمة، منها انتخاب رئيس جديد لا يجوز أن يكون إلا بنصاب الثلثين، واكد أن لا مخرج للازمة الا بالتوافق واللقاء وإقامة حكومة وحدة وطنية· وفي المقابل، شن رئيس ''اللقاء الديمقراطي'' (الاكثرية) النائب وليد جنبلاط هجوماً مضاداً على مبادرة بري الوفاقية وطروحاته وقال ''ما يسمّى حكومة الاتحاد الوطني إلغاء للرئاسة لا بل مجلس رئاسي بثلث معطّل يلغي رئاسة الجمهورية والحكم معاً''، وأعرب عن اعتقاده أن عودة وزير الخارجية المستقيل فوزي صلوخ الى تصريف الاعمال هي لتعطيل عدد من الامور· فيما ربط رئيس الهيئة التنفيذية في ''القوات اللبنانية'' سمير جعجع إنهاء الازمة الحالية في لبنان بإجراء الانتخابات الرئاسية، داعياً الفرقاء الى إجرائها بالروحية نفسها التي أجريت فيها انتخابات المتن لأن الجميع ذهبوا الى الانتخابات بروح منفتحة وكانت النتيجة ان هنالك فريقا رابحا وآخر خاسرا على الرغم من ضآلة الاصوات، معتبرا أن الذين يحاولون تعطيل الانتخابات الرئاسية يرتكبون جريمة في حق الوطن· واكد الرئيس الاعلى لحزب ''الكتائب'' الرئيس الاسبق أمين الجميل أن لا عودة الى الماضي وأن زمن مصادر القرار المسيحي انتهى، وقال إن الرئاسة ليست قطعة حلوى، مشدداً على وجوب حصول الانتخابات الرئاسية في موعدها مهما كلف الامر، وداعيا الى العمل معاً من اجل قيام الدولة القوية لإنهاء التهميش الذي يدعي البعض التصدي له· كما دعا الى الاخذ من ثوابت بكركي ورقة عمل والالتقاء حولها، والتأكيد عليها والاتفاق على خطة سير واحدة·