الشرطة النسائية .. مفهوم حضاري لدعم الاستقرار الاجتماعي

حققت الشرطة النسائية في العين نجاحات مبهرة واحدثت صدى طيباً في الأوساط الاجتماعية التي لم تألف الوجه النسائي بلباس الشرطة يجوب الأسواق والمحال التجارية والأحياء السكنية لنشر الطمأنينة ودعم الأمن والاستقرار في ربوع البلاد· وقدمت الفتاة الإماراتية خلال عملها صورة مشرفة للعمل الشرطي وكرست مفهوماً جديداً للشرطة المجتمعية يعزز العلاقة والتعاون بين الشرطة والمجتمع· لقد استطاعت ابنة الإمارات بفضل الدعم الكبير من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة منظمة المرأة العربية أن تقدم نماذج مشرفة في كافة مجالات العمل، وهي اليوم وبرعاية ودعم الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان وزير الداخلية تضرب مثلاً جديداً في البذل والعطاء إلى جانب شقيقها الرجل لتساهم في تقديم صورة مشرفة لهذا الوطن المعطاء، وقالت الرقيب أمل أحمد عقلان ''فرع الشرطة المجتمعية بالعين'' البداية كانت صعبة بحكم قلة العنصر النسائي في مدينة العين، كنا أربع فتيات عندما خضنا تجربة النزول للجمهور لأول مرة وأكثر ما واجهنا من صعوبات هو تخوف الجمهور من البزة العسكرية وتهربهم من الحديث معنا· استطعنا كسر هذا الحاجز بكثير من الصبر والتحمل، ولم تغب نظرات الاستغراب والاستنكار من أهالي المدينة فقد كانت تلاحقنا وتواجهنا بكثير من الأسئلة· وأضافت يعود الفضل الأول في تخطينا للصعاب للتوفيق من رب العالمين ومن بعده تقدير المسؤولين لما نقدمه ولا ننسى تشجيع وتحفيز زملائنا الرجال في سلك الشرطة، كما أن لكلمات الشكر والثناء التي كنا نحظى بها من الجمهور الأثر الطيب في تحمل المشقة والصعاب· مساعدة الجمهور في حين ترى زميلتها الرقيب مديه محمد المهيري التي تعمل منذ سنة تقريباً في الشرطة المجتمعية أنها تنسى مشقة العمل وعناءه عندما تجد انها استطاعت تقديم العون والمساعدة للجمهور· وقالت مجال عملي جعلني صديقة للمجتمع، ولا أجد الحرج من كوني فتاة من مجتمع محافظ انزل للتواصل مع الجمهور ومساعدته، فلكل عمل ظروفه والتزاماته وفي النهاية الكل يسهم في تدعيم استقرار المجتمع وهو الهدف الأسمى لنا جميعا· وتطمح مديه المهيري أن يزيد تفهم الجمهور حول طبيعة عمل الشرطة المجتمعية لما يعود ذلك بالنفع والفائدة على الطرفين، فالناس حين تعطي ثقتها لأفراد الشرطة فإنهم بذلك يسهمون في اتاحة الفرصة أمامهم للعمل بكثير من التفاني والعطاء· فريق واحد أما العريف إنعام العامري التي تعمل منذ ما يزيد عن سنة في هذا المجال ترى أن دور العنصر النسائي في مجال الشرطة المجتمعية لا يقل أهمية عن دور الرجل، فهم يعملون ضمن جماعة وبروح الفريق الواحد هدفهم تدعيم ثقة الجمهور وكسب احترامهم واعطاء صورة أخرى عن العمل النسائي· وقالت المرأة اليوم تتحمل مشقة النزول للجمهور في الأحياء السكنية وأماكن التجمعات والأسواق، تتحمل الكثير من الصعاب فأحياناً تضطرنا المواقف لفض المشاجرات والنزعات وندرك أننا قد نتعرض في مثل هذه المشادات للمتاعب لكننا نحاول التغاضي عن تلك الأمور فنحن نصب اهتمامنا على تأدية واجبنا أولاً وأخيراً، وصبري نابع من يقيني التام بأني سأحظى بالتقدير والاحترام في نهاية الأمر· العريف موزة سعيد انضمت مؤخرا للعمل في إدارة الشرطة المجتمعية وترى أنها تواجه الحرج في مخاطبة الجمهور بداية لكنها بفضل زميلاتها تحاول قدر المستطاع التغلب على العقبات، تقول لازلت أتعلم وأعتقد أن فرصة العمل في هذا المجال لا تقدر بثمن· فخر واعتزاز في حين ترى زميلتها العريف هيفاء جمعة - مستجدة في هذا المجال - أنها فخورة لكونها تتعامل مع الجمهور بطابع مختلف عما اعتاد عليه الناس، قد تكون صعوبة التعامل مع الجمهور تتسم بشيء من الاحراج ولكنها تتلاشى مع الممارسة، ويبقى التقدير والثناء هو وسام يميز عمل الشرطة المجتمعية· نجاح كبير وأشاد الملازم أول عادل حميد المزروعي - مدير فرع الشرطة المجتمعية بالعين - بالنجاح المثمر الذي بذلته ابنة الإمارات، يقول بالرغم من الصعوبات التي واجهت العنصر النسائي في فرع الشرطة المجتمعية بالعين إلا أن النجاح الملموس كان له بالغ الأثر في تدعيم وتوسيع نشاطنا· فبحكم أن مجتمع مدينة العين له طابع الخصوصية ولا يتقبل الجمهور فكرة التواصل مع الشرطة لما له من نظرة سلبية - وهو انطباع قديم لدى السكان - إلا أنه بفعل الجهود المكثفة التي بذلت، ساهم العنصر النسائي بأن يكون المردود ايجابيا لدرجة أن الجمهور أصبح يتواصل مع الشرطة المجتمعية طلباً للمساعدة والعون· ونحن لا نتردد في التواصل مع مختلف الحالات فالهدف الأول ينبثق من رؤية الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان وزير الداخلية الذي يسعى دائماً لخلق إدارات لإيجاد لغة التواصل مع الجمهور بهدف تدعيم ركائز الأمن والاستقرار داخل المجتمع وبين مختلف شرائحه وفئاته·