13 أغسطس 2007 03:21
يوم انتصر منتخب كرة القدم العراقي في كأس آسيا عن جدارة، كان وقت الفرح قد حان··· بعد أن جفت العروق ونشفت المآقي وشحت الأحلام وذلت الهامات أمام السيد الأكبر والأوحد والأوفر···السيد العابث، المنتشر، الحاصد من الجسد المباح موتى وموتى وموتى ···
انتصرنا··· للمرة الأولى منذ··· انتصرنا آخر مرة·
الفرح حقيقي···عربي··· واضح، يصرخ من العيون ويغط في القلوب المهجورة فيسحرها···
في المحمودية التي تبعد 30 كيلومتراً جنوب بغداد، وبعد ان مستها عصا النصر السحرية خرجت الصبية التي لم يتجاوز عمرها العشرين عاماً، لتبحث مع من قرروا الخروج من منازلهم عن··· الفرح·
خرجت معها أمها وإخوتها والجيران· حملت كل حبيبات الأرز المتوفرة في البيت، تطعم فيها الفرح، وتنثر الشبع على الطرقات ليبتعد جوع سيد العراق الأول···الموت، قهراً وظلماً وعدوانا·
لم تذكر وكالات الأنباء اسمها··· ما همَّ اسمها·
···ولم ترسل الوكالات صورة لها·
فقط أرسل إبراهيم سلطان مصور وكالة ''رويترز'' صورة لامرأة منبوشة الشعر، محجرة العينين، ضامة يديها الى صدرها وكأنها تحضن بهما الضنى··· دون ضنى!
وكأنها تصلب بهما قلبها وضلوعها بمسامير الوجع·
صورة ···هي قصيدة كل أتراح وقتلى العراق··· في عز الحزن··· وفي عز الفرح·
صورة ··· تقول: ابنتي غدر بها رصاص···الفرح·
يا رب ···لماذا تهزمنا انتصاراتنا··· لماذا لا يفارق الدمع أفراحنا؟
عدد اليوم
