السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

النوارس.. غيم الأرض و قطن السماء

النوارس.. غيم الأرض و قطن السماء
13 أغسطس 2007 03:09
هل تاب النورس من ثقل جناحيه المكسورين ؟ أطلق مظفر النواب سؤاله هذا، وانتظر ليالٍ طويلة، دون أن يطلّ عليه قمر الإجابة: لا يتوب عن التحليق من لا يتعب منه· يرمم جناحيه بماء البحر المالح، أو بلعابه إن كان على اليابسة، يطلقهما إلى الجهات في رحلة نحو المدى، ولا يرضى الخروج عن إيقاع أسراب قبيلته التي تبدو كحقول غيم تتهادى، ترفرف بأجنحتها كأغصان بيضاء··· تارة كأنها مناديل الكبار يلوّحون بها لفلذات أكبادهم المسافرة، وتارة كـ طيارات ورقية يلهو بها الصغار· لا تحلق النوارس وحدها، تصحبنا معها لنخترق السحاب سوياً، نتأمل كيف يقاوم ضعفها قوة الريح، فتصارعها بشق ثوب الفضاء عبر الرفرفة والزقزقة· وحين يطيب لها الاقتراب منا، تثرثر مع البحر أولاً، وربما تشي بنا إليه! قبل أن تلثم وجنات موجه وتعود إلى الشاطئ لترسو كما سفينة وصلت مينائها بعد رحلة طويلة مخرت بها عباب الموج، فترقص حولنا، تتفحص وجوهنا، تلهو، تطير، تصافح رؤوس النخيل··· فلا نعود نعلم، هل هي قطن السماء، أم غيم الأرض، أم نتف الثلج، أم وريقات بيضاء فرّت من دفاترنا· يا لها من بهجة يبعثها في نفوسنا هذا الطائر الحزين!
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©