الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خلل التلفزيونات

13 أغسطس 2007 02:17
بسبب عطل فني في ''الستالايت'' اضطررت، أنا وعائلتي، للانقطاع عن مشاهدة التلفزيون لمدة ثلاثة أيام، إلا أن هذه المدة كانت من أجمل أيامي في الوقت الحالي، ففي هذه الفترة كنا، نجلس سويا نتحدث فيما بيننا ونناقش أمورنا دون أن يعلو صوت التلفاز على أصواتنا، وصار زوجي يحدثني وهو مصغ إليّ باهتمام، دون أن يمسك ''الريموت كونترول'' ويقلب على الفضائيات طوال الوقت، وكذلك صارت ابنتي تأتي إلي في الصباح قبل أن تستفتح يومها بقنوات الأطفال، كما أن الصداع لم يأتني خلال هذه المدة بسبب الهدوء الذي سيطر على أجواء المنزل، والأهم من ذلك أن ألم حنجرتي الذي يلازمني نتيجة الصراخ يوميا ''اخفضوا صوت التلفزيون'' قد ذهب في إجازة قصيرة· ومع أن فني ''الستالايت'' حسم الأمر وأصلح التلفزيون في وقت زمني قصير، إلا أنني شعرت بأنه لم يكن عليه أن يفعل، فماذا يضيف لنا هذا الجهاز في المنزل، إنه سبب للتفكك الأسري وعدم التئام شمل الأسرة، وعلى عكس ما كانوا يقولون في القديم، أن جهاز التلفزيون قد لمّ شمل الأسرة التي أصبحت تتحلق حوله لمشاهدة مسلسل السهرة أو البرنامج الفلاني، أنا أرى أنه في هذه الأيام قد أصبح هذا الجهاز عاملا أساسيا لتفريق العائلة، فمن جهة نجد أن ما يبثه التلفزيون من برامج على أغلبية المحطات، تختلف في مضمونها عما تبثه الأسرة من مفاهيم وقيم، وبالتالي نجد هنالك عدم رضا من الآباء عن سلوك أبنائهم المستقاة مما يشاهدونه على الفضائيات، ومن جهة أخرى فقد فرّق بين العائلة من ناحية التواصل المعنوي والعاطفي، فقد يكون أفراد العائلة مجتمعين حوله ولكنهم لا يتكلمون معا بل كلّ منهم في واد، لاسيما مع نوعية البرامج التي تبث حاليا، والتي يقصد منها التفنن والتلاعب في الصورة وإمتاع النظر، في حين أن المحتوى سطحي في معظم الأحيان، وباستثناء نشرات الأخبار وبعض البرامج الإخبارية التي تبث على قنوات محدودة، نجد أن التلفزيون لم يعد أداة ثقافية ولا تربوية ولذلك فهو جهاز ترفيهي بحت، ولذلك لا يعزى له الفضل في لمّ شمل العائلة ولا المساهمة في تثقيف الأولاد ولا تربيتهم، ومن هنا أجد أن الخلل والعطل الفني الذي حصل في ''الستالايت'' أفضل من الخلل الحاصل في معظم الفضائيات والتلفزيونات العربية· العنوان البريدي: f_tahajo@hotmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©