القاهرة (الاتحاد) - قدم وزير الثقافة المصري محمد صابر عرب باستقالته لرئيس مجلس الوزراء هشام قنديل احتجاجا على تجاوزات الشرطة، على خلفية لقطات تليفزيونية بثت على الهواء مباشرة يوم الجمعة الماضي ويظهر فيها مواطن مصري وقد جرد من ملابسه يتعرض لاعتداءات من قبل بعض رجال الأمن وسحله في محيط قصر الاتحادية الرئاسي خلال احتجاجات مناوئة للنظام. ونقل الموقع الرسمي للتليفزيون المصري «أخبار مصر» عن المتحدث الرسمي باسم الحكومة المصرية السفير علاء الحديدي قوله إنه لم يتم البت بعد في طلب الاستقالة.
إلى ذلك تم أمس تشييع جثمان محمد الجندي من أعضاء التيار الشعبي بمسقط رأسه بمدينة طنطا شمال القاهرة والذي توجه للقاهرة للمشاركة في تظاهرات ذكرى الثورة واختفى بشكل مفاجئ. وتبين عقب ذلك أنه ألقي القبض عليه مع 23 متظاهرا من محيط كوبري قصر النيل بعد مشاركتهم في احتجاجات ميدان التحرير وعثر عليه داخل مستشفى الهلال بالقاهرة مصابا بكدمات وكسور في الجسم ودخل في غيبوبة على إثرها فارق الحياة. وجرت مراسم الجنازة في أجواء ثورية وتظاهرات حاشدة وهتافات معادية للشرطة والنظام.
ونعى التيار الشعبي اثنين من شباب الثورة المصرية اللذين استشهدا غدرا وغيلة في مظاهرات شعارها السلمية، حيث أعلن أمس مستشفى الهلال وفاة محمد الجندي نتيجة تعذيبه، وأعلن مستشفى هليوبوليس وفاة عضو التيار عمرو سعد نتيجة إصابته أمام قصر الاتحادية. وذكر التيار الشعبي أنه يحمل رئيس الجمهورية ووزير الداخلية المسؤولية السياسية والجنائية عن دمائهم الطاهرة ويؤكد أنه سيلاحقهم قضائيا وسياسيا حتى الحصول على القصاص العادل. وأعلنت رئاسة الجمهورية أنها تجري اتصالات مع مكتب النائب العام لمتابعة الأسباب التي أدت إلى وفاة محمد الجندي.
وأكدت انه لا عودة لانتهاك حقوق المواطنين وحرياتهم العامة والخاصة في ظل دولة الدستور وبعد ثورة 25 يناير. وطالبت الجماعة الإسلامية وحزبها «البناء والتنمية» بالتحقيق العاجل في ملابسات وفاة محمد الجندي، وإعلان الحقيقة الكاملة أمام الرأي العام وتقديم الجناة للمحاكمة العاجلة إذا كانت الوفاة لسبب جنائي. وقالت الجماعة في بيان لها إنه انطلاقا من حرصها على الدم المصري وحقوق الإنسان وانطلاقا من مرارة عاشها أعضاء الجماعة الإسلامية طوال عهد نظام حسني مبارك ناجمة عن قتل النظام السابق لأعضائها خارج القانون وتعذيبهم حتى الموت، فإن الجماعة الإسلامية تطالب بالتحقيق في وفاة محمد الجندي.
وافق النائب العام المصري المستشار طلعت عبدالله على ندب أحد قضاة محكمة شمال القاهرة الابتدائية لاستكمال التحقيق في واقعة الاعتداء على المواطن المسحول حمادة صابر محمد علي «48 سنة - عامل محارة» الذي عرضت شاشات الفضائيات مقطع فيديو مصورا له وهو عار ومجرد من ملابسه، ويظهر قوات الأمن وهي تقوم بالاعتداء عليه بالضرب والسحل. وجاء قرار النائب العام بناء على طلب أحد المحامين بلجنة الحريات بنقابة المحامين حيث خاطب النائب العام رئيس محكمة شمال القاهرة الابتدائية لندب أحد قضاة المحكمة لكي يتولى استكمال التحقيقات في الواقعة. كما وافق النائب العام لأعضاء لجنة الحريات بنقابة المحامين على زيارة المواطن المسحول بالمستشفى.
وقرر المستشار ابراهيم صالح رئيس نيابة مصر الجديدة تكليف احد أطباء مصلحة الطب الشرعي بالانتقال الى مستشفى المطرية لتوقيع الكشف الطبي على المواطن المسحول. وجاء قرار النيابة العامة في هذا الشأن لكون الحالة الصحية للمسحول لا تسمح له بالانتقال الى مقر مصلحة الطب الشرعي لتنفيذ عملية توقيع الكشف الطبي عليه وإعداد تقرير طبي مفصل حول طبيعة الإصابات التي لحقت به وتحديدها واسبابها وكيفية حدوثها. وأرسل رئيس نيابة مصر الجديدة خطابا رسميا إلى مساعد أول وزير الداخلية لقطاع التفتيش طلب فيه الاستعلام حول ما إذا كان هناك تحقيق إداري يتم إجراؤه في واقعة الاعتداء على المواطن المسحول أم لا.
وتضمن الخطاب ضم صورة من هذا التحقيق الإداري الذي تجريه الداخلية، وموافاة النيابة العامة بأسماء الضباط وأفراد الشرطة الذين تولوا عملية إلقاء القبض على المواطن المسحول.
كما أرسل رئيس نيابة مصر الجديدة خطابا إلى مساعد أول وزير الداخلية لقطاع الأمن المركزي، يطلب فيه موافاة النيابة باسم وهوية شخص قائد قوات الأمن المركزي الذي كان يتولى رئاسة عملية تأمين وحراسة قصر الاتحادية يوم وقوع الحادث، لمعرفة توزيع قوات الأمن المركزي وأعدادها وأماكن تمركزها.
شفيق: حادث السحل مخطط من «الداخلية» لإرهاب الناس
القاهرة (وكالات) - قال أحمد شفيق، مرشح الرئاسة السابق في مصر، في مقابلة مع قناة «العربية» الإخبارية ، إن سحل المواطن المصري هو عمل مخطط له من قبل وزارة الداخلية لإرهاب الناس، حيث يراد أن يقول للناس: «احذر أيها الشاب والشابة أن يقع لكما ما وقع للمواطن المسحول».وعبّر شفيق عن اعتقاده بأنه «نوع جديد من الإرهاب، وهو أسلوب مبالغ فيه لإرهاب المواطن المصري، وهذا لن يؤدي إلا لمزيد من العنف والكراهية للنظام».
عدد اليوم
