وفاة المسرحي العراقي قاسم محمد

غيب الموت المخرج المسرحي العراقي قاسم محمد عن عمر ناهز الخامسة والسبعين عاما مساء الاثنين إثر مرض عضال الم به منذ أكثر من عام· وقال نقيب الفنانين حسين البصري لوكالة الأنباء الفرنسية إن ''المخرج قاسم محمد فارق الحياة مساء أمس الأول الاثنين في مدينة الشارقة الإماراتية''· والراحل من أبرز فناني المسرح على صعيد الإخراج والتأليف وترك بصمات واضحة في مسيرة المسرح في العراق منذ أكثر من نصف قرن بحيث انها ماتزال راسخة في وجدان الجمهور عبر أعمال عكست اهتمامه بواقع الحياة والمجتمع· ولد الفنان في بغداد في 1934 وأكمل دراسته في معهد الفنون الجميلة عام 1962 وحصل من معهد الدولة في موسكو على شهادة الدبلوم في الفنون المسرحية عام 1968 وقدم نحو مئة عمل مسرحي منذ ان بدأ رحلته في كواليس المسرح من بغداد مؤلفا ومخرجا ومعلما لفنون المسرح ومن أبرز أعماله المسرحية ''بغداد بين الجد والهزل'' و''العودة'' و''الشريعة''· وكان محمد من أبرز العاملين في الفرقة القومية للتمثيل وفرقة المسرح الفني الحديث وقدم معهما أعمالا استلهم فيها الكثير من التراث الشعبي· كما قام بترجمة العديد من مؤلفات كتاب روس لتقديمها على خشبة المسرح· وتوج الراحل في 31 يناير الماضي بلقب أبرز شخصية ثقافية للعام 2008 من قبل الدائرة الثقافية في إمارة عجمان تقديرا لإنجازاته ورحلته مع المسرحين العربي والعراقي· وكانت محطته الأخيرة في الإمارات وتحديدا في إمارة الشارقة التي قدم إليها في العام 1997 حينما دعته فرقة مسرح الشارقة الوطني للعمل معها· الدكتور الفنان محمد يوسف الذي يشارك ضمن الوفد المسرحي الإماراتي في مهرجان الخليج المسرحي في الكويت تحدث إلينا عبر الهاتف قائلا ''إن الجميع في المهرجان يشعر بالصدمة لرحيل الفنان الكبير قاسم محمد، وإن روح الفنان تحلق بشكل حزين في أجواء المهرجان، ذلك أن الفقيد كان قامة عالية في المسرح العربي كله وليس العراقي أو الإماراتي وحسب، ولذلك يتوقع أن يجري له تأبين مهم قبل نهاية المهرجان·· ولعل تجربتنا مع الفنان الراحل في مسرح الشارقة الوطني قد كشفت لنا عن روح فنان كبير وشامل، كاتب ومخرج ومنظر أكاديمي، إضافة إلى الروح الإنسانية الكبيرة التي يحملها بين جنبيه·· ولا بد أن أذكر هنا أن كتيب العرض المسرحي الذي نقدمه في هذا المهرجان، وهو ''اللوال'' من تأليف إسماعيل عبد الله وإخراج محمد العامري، يحمل في أوراقه إهداء إلى قاسم محمد، وسوف يكون هذا العرض الذي يحقق تقدما بين العروض مهدى إلى روح الفنان قاسم محمد·· كما سنعمل حين عودتنا من الكويت على تكريم الفنان الحبيب بطريقتنا، فقاسم محمد يبقى من القامات المسرحية التي ظلت واقفة بكرامة واحترام في زمن السطحية وابتذال المسرح، لذلك فهو يستحق منا كل تقدير لروحه، وهو كذلك خسارة كبيرة لا تعوض، لكن قدر الله لا يرد''· أما الفنان المسرحي عبد الله صالح قال '' إن رحيل قاسم محمد خسارة للمسرح العربي عموما، وللمسرح في الإمارات خصوصا لما قدمه على الصعيدين من جهود، فقد كنت أعرف هذا الفنان الكبير حتى قبل أن يبدأ رحلته معنا في دولة الإمارات، فاسمه وتجربته كانا على المستوى العربي، حيث عرفنا بروائع المسرح، وقد كنت قريبا من الفقيد منذ بداياتي حين قدمت عملي ''طير السعد''، فقد كانت له منذ البداية اقتراحاته وإرشاداته كمعلم للأجيال، وكان له دوره في تحضيري لكتابي عن الأغنية في المسرح الإماراتي، فقد ساعدني كثيرا فيه، لم يكن قربا فنيا مسرحيا وحسب بل إنسانيا وأسريا ، لذلك فإن خسارته كبيرة ولا يمكن تعويضها''·