الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

النرويج تبني أول مصنع أوروبي لإنتاج الغاز الطبيعي

النرويج تبني أول مصنع أوروبي لإنتاج الغاز الطبيعي
12 أغسطس 2007 00:53
شكّل اعتماد دول أوروبا الغربية على النفط والغاز الطبيعي المستوردين من روسيا مصدر قلق دائم لهذه الدول، لاسيما أن روسيا بدأت باتباع سياسة متأرجحة ضدهم فإما أن تتقاضى أسعاراً أعلى عن موادها الأولية المصدرة وإلا فإنها تهدد بإيقاف مضخاتها وتجفيف خطوط الأنابيب الرئيسة التي تمتد إلى دول الاتحاد· وتفادياً للبقاء في الظل الروسي أو تحت رحمة الكرملين آثرت بعض الدول القيام بخطوات متسارعة للبدء باستخراج ما تملكه في أراضيها ومياهها الإقليمية من ثروات، وكان في مقدمتها النرويج التي بدأت أخيراً بإعداد العدة لذلك فبنت مصنعاً متطوراً جداً لاستخراج الغاز الطبيعي والنفط على جزيرة ميلوكيا قرب مرفأ هامرفيست شمال النرويج، خصوصاً أن الكثير من الدراسات تحدثت عن غنى بحر النرويج بالمواد الأولية المدفونة في باطنه· أما لماذا تأخرت النرويج في التفكير بهذا المصنع لسنوات طويلة، فالسبب يعود إلى ارتفاع كلفة استخراج الغاز، ولكن بات اليوم مربحاً مقارنة بارتفاع أسعار الغاز والنفط في الأسواق العالمية·· وتُسخِّر النرويج حاليا كل طاقاتها من أجل استخراج الغاز السائل غير السام من أحد أكبر الحقول العالمية في الشمال، ويدعى ''بياض الثلج'' نظراً للبرودة العالةي التي تتمتع بها جزيرة ''ميلوكيا'' التابعة للدائرة القطبية حيث تم بناء وتأسيس المصنع الأول من نوعه في أوروبا الغربية· وحتى وقت قصير، كانت الجزيرة شبه مهجورة ولكن ما أن بدأت التحضيرات لتشييد المصنع حتى أخذت تكتظ بالعمال والعاملات الذين توافدوا من مختلف أنحاء البلاد طمعاً في الدخل العالي· وكخطوة أولى تمت إزالة الصخور الكثيفة من الجزيرة ومد أنابيب عمودية من قعر المحيط إلى الجزيرة على طول 140 كيلومتراً، خصوصاً وأن مدّ هذه الأنابيب إلى الشاطئ النرويجي سيؤدي حتماً إلى مضاعفة الكلفة نظراً لطول المسافة· وتنص الخطة النرويجية لاستثمار الغاز على استخراج الغاز الطبيعي من قعر المحيط ونقله إلى الجزيرة ''ميلوكيا'' بواسطة أنابيب عازلة للمياه، وما أن يصل الغاز إلى الجزيرة حتى يتم خفض درجة حرارته بنحو 40 درجة مئوية بفعل المناخ البارد أولاً ومن ثم وجود مبرد عملاق يدعى (Cold BOX) أو صندوق التبريد يرتفع نحو 62 متراً في الهواء ويؤمن خفض درجة حرارة الغاز لتسييله وتمريره بفلاتر خاصة لتنقيته، علماً أن هذه العملية تحتاج إلى كمية طاقة كبيرة يؤمنها مصنع الطاقة الموجود على الجزيرة التي تحاذي مرفأ هامرفيست· واحتل الألمان مرفأ ''هامرفيست'' في الحرب العالمية الثانية وعمدوا إلى تدمير جميع المباني التي تتوزع حوله، وأثر انتهاء الحرب قام بعض المتضررين من الحرب باستصلاح المرفأ وعدد من المباني المجاورة وباتوا يكسبون لقمة عيشهم من خلال الصيد وبعض القافلات السياحية التي تأتي لاستكشاف المكان، ولكن، وبعد الشروع في بناء المصنع تم تخصيص منازل على شكل مستوعبات كبيرة لتستضيف العمال الذين توافدوا بأعداد متزايدة إلى المنطقة الجليدية، وترسل حاليا كل أسبوع سفن خاصة لنقل الغاز الطبيعي من الجزيرة إلى بعض الدول التي عقدت اتفاقيات مع النرويج لشراء الغاز ومنها الولايات المتحدة وأسبانيا· ويبدو أن الخطوة النرويجية حظيت بإعجاب الكثير من الدول التي تعمل حاليا لتسهيل نقل الغاز الطبيعي، وللمثال، فقد بنت الولايات المتحدة سبعة خطوط مخصصة لغاز الـ (LNG) فيما تملك أوروبا نحو 13 خطاً· ومن هنا لابد من القول إن الغاز النرويجي سيؤثر في تدني أسعار الغاز الطبيعي والنفط، فهو عوضاً عن كونه مصدراً بديلاً للطاقة، إلا أنه يتميز بخصائص عدة تجعله سهل الاستخدام في عدد لا يستهان به من الصناعات الأساسية· وعلى صعيد آخر، سيوفر المصنع الأول من نوعه في أوروبا الوظائف لنحو 350 إلى 400 شخص رغم أن الكلفة الإجمالية لتأسيسه لم تتعد الـ 5,43 مليار يورو، علما بأنه سيدر الأرباح الهائلة على النرويج على مدى الثلاثين سنة المقبلة·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©