الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الله الغني

20 فبراير 2018 21:51
أجرت مؤسسة غالوب الدولية للدراسات والأبحاث استطلاعاً دولياً للرأي العام في الشارع العالمي، شمل عينة من نحو 22 ألف شخص حول العالم، بشأن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال الإسرائيلي ونقل سفارة الولايات المتحدة الأميركية إليها، والذي أثار منذ اتخاذه في بداية شهر ديسمبر الماضي موجة معارضة رسمية دولية واسعة طالت المواقف الرسمية لأغلب دول العالم مؤدياً إلى قتل فرص الحل السلمي للقضية الفلسطينية. أظهرت نتائج هذا الاستطلاع أن أكثر من ثلثي سكان العالم يعارضون القرار بنسبة 71 %، وأن 59 %، منهم معارضون بشدة. بينما وصلت نسبة المعارضة للقرار في الشارع العربي وحده إلى 94 % أما على مستوى شارع الدول الإسلامية، فبلغت 84 % فيما رأى ثلثا المستطلعة آراؤهم أن القرار سيؤدي إلى «ازدياد الإرهاب في العالم الإسلامي». نتائج الاستطلاع كشفت أيضاً أن معارضة قرار ترامب كانت مرتفعة كذلك بين مواطني الدول التي تعد من الحلفاء التقليديين للولايات المتحدة، ففي كوريا الجنوبية مثلاً وصلت نسبة المعارضين إلى 46 %، وفي المملكة المتحدة 45 % خلص الاستطلاع إلى أنه على الرغم من أن «الرغبة والشعور بتحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين كانت هشة على الدوام، فإن نتائج الاستطلاع تشير إلى أن ذلك السلام أصبح من الصعب جداً تحقيقه الآن». من جانب آخر، كشف الاستطلاع المذكور أن غالبية المستطلعة آراؤهم حول العام، وبنسبة 52 % يرون أن القرار الأميركي «يعطي الفلسطينيين المزيد من المبررات لاستخدام القوة للحصول على دولة خاصة بهم»، في حين ترتفع النسبة إلى 77 % في الوطن العربي، وعلى مستوى العالم الإسلامي إلى 58 % ونتيجة لذلك، عبر أكثر من ثلثي الذين شاركوا في الاستطلاع حول العالم (بنسبة 70 % عن اعتقادهم بأن هذا القرار سوف يؤدي إلى «ازدياد الإرهاب في العالم الإسلامي»، بينما تتزايد النسبة بشكل كبير في اليمن (87 % وفي سورية (82 % وفي العراق (76 % وهي نفس البلدان التي يتم محاربة المنظمات الإرهابية فيها حالياً. بينما وصلت النسبة على مستوى العالم الإسلامي إلى 81 % و71 % في الوطن العربي. وتعليقاً على نتائج الاستطلاع قال رئيس مؤسسة غالوب الدولية للدراسات والأبحاث كاتشو ستويشيف: «من النادر أن يتم استطلاع رأي عام ويتم تسجيل هذا الإجماع على قضية واحدة حول العالم، ما يشير إلى ألم عميق بين العالم الإسلامي من الشرق والأوسط وحتى أقصى آسيا». كما رأى أن «رد الفعل العام على قرار ترامب هو أيضاً في الغالب سلبي في أوروبا». وخلص ستويشيف إلى أنه «يبدو أنه على الرغم من عقود من الثقة في دور الدبلوماسية الأميركية المتوازنة.. فإن ذلك قد تبخر الآن». ذكرني هذا بقول الرئيس السادس عشر للولايات المتحدة الأميركية ابرلاهام لنكولن بما معناه: «يمكن أن تخدع كل الناس بعض الوقت، وبعض الناس كل الوقت، لكنك لن تستطيع خداع كل الناس كل الوقت». لقد سقط القناع وبانت حقيقة الطبخة الإسرائيلية وصار اللعب مع الفلسطينيين على المكشوف. بعد سبعين عاماً من النضال ضد الاحتلال الصهيوني، وبعد تحقيق مكاسب دبلوماسية على المستوى الدولي أدت إلى اعتراف العديد من دول العالم بالدولة الفلسطينية، فمن سيقبل بصفقة استسلام هشة تخسره ما حققه الفلسطينيون حتى الآن. لقد أصبحت «دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف» على خريطة العالم، سواء رضي نتنياهو أم أبى، وبدأ النور يظهر في نهاية النفق المظلم. وأذكّر هنا رد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي خطه بقلم الشعب الفلسطيني، بمسلميه ومسيحييه، على هذه الصفقة الرخيصة: «الله الغني.. نحن أصحاب القرار وهذا القلم هو الذي يوقع، ولا أحد يوقع نيابة عنا». بين قلم الشعب الفلسطيني المناضل وقلم الذين وقعوا على واقعة اغتصاب أرض فلسطين التاريخية وشردوا الملايين فارق شاسع. وبمنطق القانون فإن أعداء الإنسانية والسلام تجار الحروب، رؤساء عصابات منظومة الاستكبار والاستعباد لا يمثلون شعوبهم. الله الغني.. الله الغني. نصّار وديع نصّار
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©