السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

الاحتفالات بالمناسبات السعيدة.. مشروعة لتعزيز التكافل والمحبة

الاحتفالات بالمناسبات السعيدة.. مشروعة لتعزيز التكافل والمحبة
6 ابريل 2016 09:30
حسام محمد (القاهرة) هُناك بعض الجدل بسبب طريقة الاحتفال بالأفراح والمناسبات الاجتماعية، حيث يوجد من يحرمها تحريماً قاطعاً ويتشدد في هذا التحريم لدرجة أنه يحرم حتى الاحتفال بالمناسبات الوطنية والقومية، ويرى أن الاحتفال بالعيدين يجب أن يقتصر على التزاور ليس أكثر وعلى النقيض يقف البعض الآخر مسرفاً في الإباحة لكل شيء. يقول الدكتور محمد الشحات الجندي عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر: الإسلام لم يحظر الاحتفال بالمناسبات السعيدة مثل الأفراح وغيرها، ولكنه وضع ضوابط بحيث لا يختلط الحابل بالنابل ونرى ما لا تحمد عقباه، وكل هذا لا يرضى عنه الإسلام. وأشار إلى أن الإسلام اهتم بأن يعبر الإنسان المسلم عن سعادته في المناسبات السعيدة التي تمر عليه ولم يضع مراسم أو طقوساً معينة ألزم بها المسلمين في طريقة الاحتفال بالزفاف أو الخطبة أو غيرها من المناسبات فلا يوجد في الإسلام مراسم ملزمة للناس كي يفرحوا في مناسباتهم ولكن يحظر التجاوزات مثل العري والرقص وتناول المسكرات. تجنب المحرمات ولفت الدكتور الجندي، إلى أن المسلمين لهم أن يحتفلوا بالأفراح أو أي مناسبة سعيدة مثل العقيقة أو العيد الوطني مع تجنب المحرمات ليكون الاحتفال موافقاً للشرع، بل تحبذه الشريعة الإسلامية التي سعت إلى أن يشعر الإنسان بالسعادة في كل وقت. وبين أن الإسلام حث المسلمين على الاحتفال بالأفراح والمناسبات على اعتبار أن الاحتفال يمثل للإنسان نقطة انطلاق وتحفيز ونشاط وتجديد، بالإضافة إلى الفرحة بها، كذلك فإن الأفراح تمثل فرصة لتذويب الخلافات بين الأقارب وتحفيز على مزيد من التواصل والتكافل وزرع روح المحبة وتجديد العلاقات الإنسانية، ورصد لذلك الجوائز تتمثل في ما يحصل عليه المسلم من حسنات بصورة تراكمية تؤهل من أحسن النية وقرنها بصلاح العمل إلى دخول الجنة إضافة لما تستفيده الأسرة المسلمة من تلك الاحتفالات من تقارب وتواد وتراحم. فرصة للتواصل الدكتور حامد أبو طالب عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر يقول: إن الدين الإسلامي دعا الإنسان للتعبير عن أفراحه وأحزانه ولم يضع أشكالاً لتعبيرات الإنسان، بل طالب بعدم التجاوز في المشاعر بشكل يرفضه الدين فللأسرة المسلمة أن تحتفل بأفراحها من دون محرمات والإسلام أكد أن الكلمات المباحة في الأفراخ لا تشتمل على وصف محرم أو تهييج شهوة أو ما نهى عنه الشرع والإسلام يحض على الفرح والسرور فالشريعة الغراء أباحت التهنئة بين الناس حتى تكون تلك المناسبات وسيلة للتواصل وتكوين مجتمع يسوده الحب والود والتراحم. ويضيف: أباحت الشريعة الإسلامية لكل مسلم أن يفرح ويلهو في المناسبات السعيدة على اعتبار أن اللهو المباح في الأفراح مطلوب لإدخال الفرحة في نفوس العروسين، وورد عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها زفّت امرأة إلى رجل من الأنصار، فقال صلى الله ‏عليه وسلم: «يا عائشة ما كان معكم لهو فإن الأنصار يعجبهم اللهو»، وهو تأكيد لعدم تعارض أحكام الإسلام مع أجواء الاحتفال واللهو البريء والأفراح مباحة شرعاً بل هي مطلوبة في الإسلام لإشهار الزواج وتعريف الناس بأمر العرس شريطة أن يكون في حدود ما شرع الله وباجتناب ‏ما نهى عنه سبحانه، وما عدا ذلك ففي الدين فسحة للفرح لعموم قول الله سبحانه وتعالى: (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَ?لِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ)، «سورة يونس: الآية 58». الآداب والأعراف الدكتور محمد كمال إمام أستاذ الشريعة بجامعة الإسكندرية وعضو هيئة كبار العلماء يشير إلى أن إظهار الفرح والبهجة بمناسبة الزواج أمر طيب وسنة نبوية شريفة ولكن علينا كمسلمين أن نشهر الفرح بهذه المناسبة في حدود الآداب الإسلامية والأعراف والمبادئ وألا ندع بعض العادات والتقاليد السيئة تسيطر علينا. ويضيف : ولا بد أن يعي كل مسلم أن شريعتنا الغراء شريعة فرحة وتوسعة فالإسلام أباح في الأفراح والمناسبات الأخرى إظهار الزينة والاجتماع ليكون فرقاً بينه وبين السفاح فمن الأمور المهمة التي أكدها الإسلام الإشهار بحيث يعلم النّاس أنّ هذه العلاقة قد تمّت بين الرّجل والمرأة على كتاب الله وسنّة نبيّه ولا مانع من أن يوّلم أهل العروسين لتوثيق أواصر المحبة والصلات الطيبة بين الجميع.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©