الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

البيت المُتَوَحِّدْ

2 مارس 2017 01:50
في مقاله الافتتاحي بجريدة الاتحاد وتحت عنوان، الأسوأ من الجريمة، شدتني عبارة «البيت المُتَوَحِّدْ» التي استخدمها الكاتب والإعلامي المتميز الأستاذ محمد الحمادي رئيس التحرير، كدلالة وقيمة ثمينة يفخر ويعتز بها شعب الإمارات، والتي كانت منهاج عمل دؤوب ومضن لقادة وحكام هذا البلد المتصالح مع نفسه والعالم، ودوماً. وهو نهج بُذِلَ في سبيل تحقيقه والوصول إليه الكثير من الجهد والعمل، للاستثمار في صناعة الوعي الجمعي والارتقاء بمداركه، لتكون لبنات تسند وتكمل بعضها بعضاً في البناء المُطَّرد للتنمية والتقدم على طريق الحضارة والمدنية. وهو وكما تعودنا منه دوماً ككاتب يحمل هموم الوطن العربي، كشعور وطني أصيل متشرب في وجدانه شأنه شأن كل رواد النهضة الإماراتية وقادتها ومفكريها ومثقفيها، والتي نهلوا الكثير من قيمها من خلال إيمانهم العميق بالإرث الحضاري لطيب وخالد الذكر، القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، واستقرائهم للوصايا والمُثُل الإنسانية التي آمن بها، والتي صارت مثلاً يحتذى به لأجيال جاءت من بعده، وهو نبع لاينضب، وسيظل يروي ظمأ كل من نذر حياته لأجل إعلاء القيم الإنسانية. إن مقالة الحمادي هي صرخة تنبيه وتحذير، وشمعة في ظلمة المعرفة وغياب الوعي، التي تجتاح بعض العقول التي لا تعي مخاطر مفاتيح العصر ووسائل تواصله الحديثة لتسيء استخدامها، وهي جرس إنذار «مُذَكِّرْ» وليس مبكراً لأنه مستمر ودوماً لتصحيح المسار، وتوجيهه الوجهة التي لابد أن يكون عليها، ليتسق مع عصره، ومع النهضة المزدانة تألقاً ورقياً من حوله، وهي كلمة طيبة تصطف في قاموس الوعي الذي قد يغيب أحياناً ومن دون قصد عند البعض منّا، وهي علامة إرشادية لها دلالات لا يغفلها عقل بسيط ونقي. نحن بحاجة ودوماً، إلى النقد الذاتي والبنّاء لديمومة تجربتنا، لأجل الحفاظ على وتيرة نموها وتقدمها، لتواكب العالم من حولنا، من خلال أخذ المفيد منه، ونبذ ما لا يتوافق مع قيمنا التي تربينا عليها، والتي من شأنها أن تُلقي غباراً أو ظلالاً ولو بسيطة على صرح بنياننا الشامخ والمتوحد، والذي نفاخر به العالم من حولنا، فهو تجربتنا التي نعتز بها وتستحق التأمل والاعتبار ودوماً. نحن جيل سبق، نؤمن بما نقول وما نكتب، فنحن جيل القلم والدواة والراديو والكتاب، عايشنا وعاصرنا الكثير من رموزنا القومية والوطنية في عالمنا العربي الكبير ومنذ أكثر من نصف قرن، ولدينا دوماً فهم لدور كل منهم والأثر الذي تركة في محيطة من حوله ليزيده ثراءً ومعرفة.. بالأمس وصلني فيديو تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي يظهر فيه الشيخ زايد ،طيب الله ثراه، وهو تسجيل لحديث لسموه جرى منذ عقود، وهو يوصي فيه أبناءه البررة من المسؤولين والحكام في ذاك العهد المبكر من بدايات النهضة الإماراتية، بتوفير كافة مستلزمات العيش الكريم لأبناء الوطن، ويوصيهم بألا يألوا أو يدَّخروا جهداً في سبيل التحري والبحث عن كل حاجاتهم من مورد ومسكن وعمل، وخدمات صحية وتعليمية، ودعوة لكل التجار والموسرين للمساهمة في البناء والعمل الخيري، إنها وصايا ورؤية أخذت طريقاً نحو منظومة للتكافل الاجتماعي لتكون منهجاً للحياة، وهو ويوصيهم بأنها أمانة في أعناقهم سيُسألون عنها في الدنيا والآخرة، إنها منهاج عمل ورؤية إنسانية متفردة لم نر مثيلا لها منذ العصور الذهبية في تاريخنا الإسلامي. هي تطبيق مبكر جداً وبنظرة بسيطة وحكيمة لمفهوم «استئناف للحضارة» والذي دعا إليها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وأخوه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، رعاهما الله، والتي هي كما يتضح لنا اليوم، استلهام من سيرة القائد المؤسس العطرة، واستلهام حقيقي من واقع التجربة، في السير على خطاه، طيب الله ثراه، والتي ستبقى ملهمة ودوماً لأجيال قادمة. مؤيد رشيد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©