باراك: السلام مع الفلسطينيين "محض خيال"

استبعد وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك تماما انسحاب الجيش الاسرائيلي من الضفة الغربية قبل خمس سنوات على الاقل· ونقلت صحيفة ''يديعوت احرونوت'' عن باراك قوله امس إن الحديث عن أي اتفاق سلام مع الفلسطينيين في أي وقت قريب هو فكرة ''خيالية'' في تحد للجهود التي تقودها الولايات المتحدة لإحياء مفاوضات السلام· وأضاف باراك انه ''من غير المطروح ان ينسحب الجيش من الضفة الغربية قبل خمس سنوات على الأقل''· ورأى ان تلك المهلة ضرورية حتى يطور الجيش أنظمة أسلحة مضادة للصواريخ اليدوية الصنع التي يمكن ان يطلقها الفلسطينيون من الضفة الغربية في حال تم الانسحاب كما حصل في قطاع غزة قبل سنتين· وشكك الوزير كثيرا في إمكانية التوصل الى اتفاق قريب مع الفلسطينيين· وتابع ان الجمهور الاسرائيلي محق في عدم تصديق مثل هذه الطروحات لأنه لن يكون ممكنا فك الارتباط عن الفلسطينيين قبل التوصل الى وسيلة لحماية السكان من إطلاق القذائف أو الصواريخ· وفي المقابل، شكك باراك في ان تتمكن السلطة الفلسطينية من تحقيق أي شيء في الضفة الغربية بسبب ضعفها، معتبرا أن اللقاءات التي تعقد حاليا هي مجرد علاقات عامة· وأوضح المتحدث باسم الوزارة موشيه رونين الجمعة تصريحات باراك بقوله انه يعلق أهمية كبرى على عملية السلام· ونفى ان يكون باراك يعتبر انه ليس هناك محاور فلسطيني لاسرائيل ، انما دون ان ينفي مضمون ما نقلته· وذكرت الصحيفة ان باراك قال في أحاديث خاصة انه لن ينفذ خطط رئيس الوزراء ايهود أولمرت لإزالة حواجز من الضفة الغربية كلفتة ايجابية للرئيس الفلسطيني محمود عباس· لكن صائب عريقات المساعد البارز لعباس قال إنه تم إبلاغ الفلسطينيين بأن باراك سيقدم ''خريطة'' لإزالة نقاط التفتيش الأسبوع المقبل· ولم يصل مكتب باراك الى حد نفي تقرير الصحيفة لكنه قال :''ليس هناك تغيير في موقف باراك فيما يخص أهمية العملية السياسية بجانب التزامنا بحماية أمن اسرائيل'' ·ورفض متحدث باسم اولمرت التعليق على تقرير الصحيفة اليومية· وصرح باراك الذي يشارك حزب العمل الذي يتزعمه في الحكومة الائتلافية لاولمرت بأنه لا يعتزم الانسحاب من الحكومة لكنه قال ان اولمرت سيبدو ''منفصلا عن الواقع'' حين تنهار عملية السلام· إلى ذلك بحث عريقات مع وفد من أعضاء الكونجرس الاميركي من الحزب الجهوري الجهود المبذولة لإطلاق عملية سلام لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي الذي بدأ عام 1967وتحقيق رؤية الرئيس الأميركي جورج بوش لإقامة دولتين· وأكد عريقات أن أقصر الطرق للأمن والاستقرار والسلام في المنطقة يكمن في إنهاء الاحتلال الذي بدأ عام 1967وانه حان الوقت لطرح آليات تنفيذ في جداول زمنية وفرق رقابة إذ لم يعد هناك حاجة لمبادرات جديدة أو لقاءات تعقد لمجرد الصورة والعلاقات العامة· كما قدم عريقات للوفد خرائط ووثائق أعدتها وحدة دعم المفاوضات وملفات عن اللاجئين والمعتقلين والقدس والحواجز والإغلاق والأوضاع الاقتصادية· من جانب آخر بحث عريقات مع السفير أشرف عقل ممثل جمهورية مصر العربية لدى السلطة الفلسطينية عددا من الأمور التي تهم الجانبين.